القائمة الرئيسية

الصفحات

إدارة الضغوط النفسية لأفراد الأسرة أثناء تفشي فيروس كورونا




ما بين أنباء تزايد عدد حالات وباء الكورونا المكتشفة في البلاد، وانعكاسات الحجر المنزلي من تزايد للمسؤوليات الأسرية، التعليم المنزلي ومستقبل اقتصادي مجهول، بات الخوف والتوتر هو سيد المشهد لدى العديد من الأسر الأردنية، ما يهدد الصحة النفسية العامة .

ولتفسير حالة الخوف والفارق بينها وبين التوتر، إضافة الى نصائح للتعامل مع هذه الحالة وآلية العناية بصحتنا النفسية، بادرنا بطرح عدد من الأسئلة على أخصائية علم النفس رانيا عطالله.

هل الشعور بالخوف والتوتر في هذا الوقت أمر طبيعي؟
بداية علينا أن نميز بين مفهومي الخوف والتوتر، فالخوف هو عاطفة اساسية الغرض منها حمايتنا من الخطر وتحفزنا لاتخاذ خطوات لنحمي أنفسنا، لذلك من الطبيعي أن تكون مستويات الخوف في الوقت الحالي أعلى من الأيام الأخرى لأننا نعيش وضعا استثنائيا.
أما التوتر فهو نتيجة الخوف الزائد ، اذ يتحول الخوف الى توتر وهلع اذا تمت تغذيته بأفكار سلبية، بالتالي نحن كبشر لا نستطيع التحكم بعاطفة الخوف لكننا نستطيع التحكم بأفكارنا التي تنعكس على صحتنا النفسية من خلال المقدرة الموجودة لدينا بعدم تحويل الخوف الى توتر.

 كيف نستطيع التعامل من الاوضاع الحالية وعدم تحويلها الى حالة توتر وحماية صحنا النفسية؟
للتعامل مع الوضع والعناية بصحتنا النفسية وحمايتها، علينا أخذ النقاط التالية بعين الإعتبار:

– أن ندرك جيدا أنه رغم ان الأوضاع خارج سيطرتنا لكن لدينا قوة بايدينا، هذه القوة تكمن في الخيارات الداخلية وداخل منازلنا وكيفية التعامل معها.

– علميا فإن مدة الخوف لا تتجاوز الدقيقة والنصف بعد ذلك لدينا الخيار الحقيقي كيف نتعامل مع أفكارنا والتي ستتحول الى سلوكيات.

– الخوف الطبيعي ممكن ان يتحول الى توتر اذا تمت تغذيته بالافكار السلبية اما اذا تمت تغذيته بالأفكار الإيجابية فقد تتحول الى حلول.


 كأهالي كيف يمكن لنا التعامل مع الضغوطات النفسية التي نمر بها؟
– الوضع الحالي فرض على الأهالي وتحديدا الأمهات مسؤوليات كبيرة، من المهم جدا أن الاعتراف بأن الوضع غير سهل مابين التعليم المنزلي، متابعة شؤون المنزل، رعاية الأطفال والعمل عند بعد.

و لذلك علينا أن نضع سقفا محددا لتوقعاتنا وأن لا نتوقع الكمال، ومن المهم جدا أن نتسامح ونتعاطف مع أنفسنا، ولا حاجة لأن تكون الأمور مثالية.

– حتى نكون اكثر تفاؤلا علينا أن ندرك أن الفترة الحالية هي فترة مؤقتة وستمتضي، كما علينا أن نتفهم أن بعض الأيام ستكون أصعب من غيرها وأيام أخرى ستمر بيسر.

– قد نشعر مثلا أننا مقصرين في متابعة شؤون أبناءنا الأكاديمية، لكن علينا أن ندرك أيضا أن أبناءنا حاليا يعيشون تجربة مختلفة وجيدة علينا دعمهم في التعلم منها بشكل مختلف عن التعليم التقليدي، تعاملنا مع الأزمة هي أيضا مهارة جديدة سيكتسبها أبناءنا.

– الأهل هم النموذج والقدوة لابنائهم، لذلك من الممكن أن تكون هذه الحالة الاستثنائية فرصة للتطور والتنمية والتحسين في السلوكيات والنفس لنا ولأطفالنا.

– الحوار الصحيح والشفاف بين أفراد الأسرة والحديث عن الصعوبات والمشاعر لدينا كبالغين تجاه مخاوفنا يعزز صحتنا النفسية. فليس خفي أن أزمة الكورونا غيرت من حياة الأشخاص، لذلك لدينا الفرصة أن نراها تهديد أو فرصة.

– السماح لأطفالنا ان يعبروا عن مشاعرهم بالكلام، فإن لم نتح لها فرصة التعبير عن مشاعرهم بالكلام سيتحول ذلك الى سلوكيات متعبة ويؤر على صحتهم النفسية.

– تقسيم المهام بين أفراد الأسرة بعيدا عن التقسيم النمطي للمهام، بحيث يكون ذلك وفقا لقدرة وعمر كل فرد من أفراد الأسرة، مثلا تقسيم مهام متابعة الدروس عن بعد بين الأب والأم، تعاون جميع أفراد الاسرة في الأعمال المنزلية من تحضير لوجبات الطعام والتنظيف.

– إظهار العاطفة والتسامح بين أفراد الأسرة في المنزل، وتعزيز النشاطات التي تقوي العلاقة بين أفراد الأسرة.

– تجنب التفكير بكل ما هو خارج سيطرتنا، لان التفكير في هذه الأمور قد يزيد من حالة الحزن والخوف والغضب، حاولوا التركيز في التفكير على الحاضر لأن التفكير في الماضي وكيف كانت الحياة سابقا على سبيل المثال لن يكون مجديا.

– تركيز وتوظيف الدماغ المفكر في التخطيط للمستقبل في الامور التي تقع تحت سيطرتي يعزز الصحة النفسية، مثلا عليك ان تفكير كيف تستطيع هذه الازمة مساعدتك في التخلص من بعض العادات السيئة او تعزيز مهارة معينة لديك.

ومن هنا من الطبيعي أن نشعر بالقلق والخوف، لكن صحتنا النفسية أمر مهم في المرحلة الحالية للحفاظ على قوتنا وتجاوز كل القلق والخوف، والأمر دائما يبدأ باالتحلي بمشاعرايجابية وأن العالم كله بمواجهة فيروس كورونا والعلم والعالم يعمل بجد لإيجاد علاج له للسيطرة على الأمر 

 معهد العناية بصحة الأسرة

Reactions

تعليقات