هل تدرك أن التعب والإجهاد يسببان اكتساب الوزن، وبالنسبة لكثيرين فإن التوتر عامل لا يغيب عنهم، ولسوء الحظ فإن الأبحاث والدراسات العلمية أثبتت أنه رغم تناول غذاء صحي وممارسة التمارين بشكل منظم، فإنهما لن يفيدا بوجود الإجهاد المزمن والتوتر من أجل فقدان الوزن، بحسب د.باميلا بيكا مؤلفة كتاب "Body for Life for Women".
وما يحدث هو أنه في حالات الإجهاد، يستجيب الجسم بالطريقة نفسها؛ حيث يقوم الدماغ بإصدار أوامره للخلايا لتنتج هرمونات قوية، وتشمل هرمون التوتر الكورتيزول، ودفعة من الأدرينالين التي تمنحك الطاقة لفترة ما.
وفي الوقت نفسه، يقوم الكورتيزول بمقاومة هذه الطاقة حتى لو لم تبذل أي جهد، ما يجعلك تشعر بالجوع الشديد وهنا يواصل الجسم ضخ الكورتيزول مع استمرار حالة التوتر.
ولكن قليلين يصلون الى حبة من الجزر لتناولها في مثل هذه الأوضاع، وبدلا من هذا نتوق لتناول الحلويات والأطعمة المالحة والدسمة، كونها تحفز الدماغ من أجل إفراز المواد الكيمائية التي تقلل من التوتر، بحسب اليسا أبيل وهي طبيبة وباحثة في مجال تأثير الأكل على التوتر في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو. مؤكدة أن هذه الأطعمة أشبه بمحفزات ومهدئات كما الإدمانـ وفي كل مرة تكون فيها متعبا ترغب في الطعام ووجبة دسمة.
فحين تقوم الغدة الكظرية الخاصة بك بضخ هرمون الكورتيزول، فإن إنتاج هرمون التستوستيرون يتباطأ وهو هرمون مختص ببناء العضلات، ومع مرور الوقت يسبب هذا الانخفاض تناقصا في الكتلة العضلية، ما يقلل من كمية السعرات الحرارية التي تقوم بحرقها.
وهذا يحدث بشكل طبيعي خلال عملية التقدم بالسن، ولكن ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول والأنسولين يسرع من هذه العملية ويجلعها تظهر في سن مبكرة ويمهد الطريق لأمراض القلب والسكري.
ومن الواضح أن التخلص من القلق ومصادر التوتر ليس بالخيار السهل ولكنه حاسم، ومن هنا ستساعدك الطرق الآتية على التقليل من مستويات الكورتيزول، والسيطرة على وزنك وتحسين صحتك:
- مرن عضلاتك؛ فتحريك العضلات الخاصة بك يعد طريقة فعالة للتخلص من التوتر بشكل فوري، فهي طريقة لخدع الجسم من أجل أن يعتقد أنها طريقته للهرب من التوتر. فممارسة أي شكل من أشكال التمرين يدفع الدورة الدموية للعمل بشكل أسرع، خصوصا في نقل هرمون الكورتيزول للكليتين وطرده خارج الجسم.
- التروي بين وجبات الطعام، فتحت وطأة التوتر تميل لتناول الطعام ولكن الطعام الصحي بكميات أقل، وهذا ينعكس على الدهون التي تتراكم في منطقة البطن خصوصا عند تناول وجبات دسمة، ولكن في حين تقوم بالتلذذ بالطعام وتسعى للاهتمام بكل قضمة والاستمتاع بها، فإنك تخفض من مستوى هرمون الكورتيزول في جسمك، وهذا يمشي جنبا الى جنب مع كمية الطعام التي تتناولها، وبالتالي ينعكس على توزيع الدهون بعيدا عن البطن.
- توقف عن اتباع نظام غذائي صارم، فالتقيد بنظام غذائي ثابت واحد بدون أي تغيير يمكن أن يسبب ارتفاعا في مستويات الكورتيزول، بنسبة 18 %. وعند ارتفاع مستويات الكورتيزول، فإن مستوى السكري يرتفع أيضا، ومن ثم تنخفض.
وهذا يجعلك في مزاج نزق أحيانا. وحين ينحرم الدماغ من السكر وهو وقوده الأساسي، تتراجع نسبة ضبط النفس وقوة الإرداة، فتصبح نزقا وضعيفا وعصبيا جدا.
- أشبع رغبتك ولكن باعتدال، فحين يدفعك التوتر لتناول شيء حلو أو مالح فلا ضير من تناوله بكمية معتدلة. فمن الأفضل دائما أن تغدق نفسك بكميات قليلة وتشبع رغبتك فيما تشهتيه، والذي يسهم بدوره من التقليل من مستويات الاستجابة للكروتيزول وإطلاقه في الجسم قبل أن تخرج على السيطرة. وهنا مثلا تناول قطعة صغيرة من الشوكولاته وستشعر بتحسن ولكن توقف عند هذا الحد، وإن وجدت مشكلة في مقاومة تناول المزيد خذ الحيطة كي لا تفرط في ما ستقدم على تناوله، وهذا يعني في تصرفاتك العملية أن تشتري قطعة واحدة من البسكويت أو الشوكولاته واحتفظ بها في الثلاجة بدلا من الخزانة وانتظر أن تذوب حين تشتد بك الرغبة لتناول أمر ما. وذلك من شأنه أن يكبح من الشهية بعد أن تمضي الوقت في الانتظار.
- الحد من تناول الكافيين، ففي المرة المقبلة التي تكون بها متوترا ابتعد عن الكافيين، فهو يرفع من مستوى الكورتيزول ويزيد من قمة الجهاد. فحين تستهلك من 2 الى 3 أكواب من الكافيين وأنت تحت الضغط فسيزداد معدل الكورتيزول في الجسم، بنسبة تصل الى 25 % وسيبقى الجسم تحت تأثيره لثلاث ساعات، وهو ما يدفعك لتناول الطعام بارتفاع فناجين الكافيين التي تحتسيها.
- تناول الإفطار؛ فقصور كميات الكالسيوم والفيتامينات والمغنيسيوم تجعل الجسم مجهدا، وهذه تدفع الجسم لإطلاق هرمون الكورتيزول في الجسم والرغبة الشديدة في تناول الطعام. لكن يمكن مقاومة كل هذه السلبيات من خلال الحصول على وجبة إفطار تحتوي كل المغذيات المطلوبة خصوصا المنغنيز والكالسيوم والخبز بالحبوب الكاملة وحتى يمكن تناول زبدة الفول السوداني التي تحتوي على الأحماض الأمينية، ما يقلل من إنتاج هرمونات الإجهاد.
تعليقات
إرسال تعليق