أهم مسببات آلام الركبة الوقاية، وطرق العلاج
الركبة من أكبر المفاصل في الجسم ولها وظيفة مهمة جداً، فهي التي تساعدنا على الوقوف والمشي وصعود الدرج وتنفيذ المهمات اليومية عموماً. لذا، فالشعور بمحدودية في الركبة أو بآلام لا تتوقف يعتبر من الحالات التي تقلل جودة الحياة وتسبب تدهور قدرة الشخص على أداء كل نشاطاته بما فيها النوم والراحة. وتتراوح مسببات آلام الركبة الشائعة ما بين الخشونة والتهاب المفاصل والتهاب الأوتار إلى إجهاد أو التواء وكسر.
وفقاً لاختصاصي الطب الطبيعي والتأهيل الصحي د. ميثم أحمد الأستاذ، فإن من أهم مسببات آلام الركبة خشونة العظام في الركبة وبخاصة بين كبار السن. وقال: «تتميز هذه الحالة بحدوث تآكل تدريجي لغضروف المفصل، مما يؤدي إلى معاناة المصاب من الألم والتصلب في مفصل الركبة، ويؤدي إلى انخفاض في جودة حياته». وبشكل عام، تنشأ الخشونة في الركبة من مجموعة عوامل، من أبرزها:
1 - العمر: يزداد الخطر مع تقدم العمر، حيث تتدهور أنسجة المفاصل بشكل طبيعي.
2 - إصابة المفاصل: يمكن لإصابات الركبة السابقة، مثل تمزقات الأربطة، تسريع تطور الخشونة.
3 - السمنة: الوزن الزائد يضع ضغطاً إضافياً على مفاصل الركبة، ويمكن أن يؤدي إلى الالتهاب.
4 - الوراثة: هناك عوامل وراثية معينة يمكن أن تهيئ الشخص للإصابة.
5 - شكل المفاصل: تؤدي التشوهات مثل تقوس الأرجل أو الركبتين إلى زيادة خطر الإصابة.
6 - الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بسبب الاختلافات الهرمونية والتشريحية.
◄ أبرز الأعراض
• الألم: الشعور بالألم في الركبة أثناء الحركة أو بعد النشاط البدني أو عند الضغط على المفصل.
• التصلب: الشعور بتصلب أو تيبس المفصل، خاصة في الصباح أو بعد فترات من الراحة.
• التورم: يتورم المفصل وبخاصة بعد ممارسة أنشطة أكبر من قدرة المريض المعتادة.
• الطقطقة: سماع صوت طقطقة أو الإحساس بالصرير أو احتكاك عند تحريك الركبة.
• نقص في نطاق الحركة: صعوبة في تحريك الركبة بشكل كامل بسبب زيادة كمية السوائل والالتهابات.
◄ التشخيص
يتضمن التشخيص عادةً الفحص البدني وأخذ التاريخ المرضي والخضوع لاختبارات التصوير (مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي). وأحياناً يطلب تحليل سائل المفصل لاستبعاد الحالات الروماتيزمية والالتهابية.
◄ الخشونة تصيب المفصل بأكمله
في المرحلة المبدئية للخشونة يبدأ الغضروف في التلف والتدهور فتظهر على الركبة أعراض التورم والألم. وتحاول الخلايا الغضروفية إصلاح ذلك، ولكن مع مرور الوقت ستفشل هذه المحاولات ليحدث فقدان كبير في الغضروف، مما يؤدي إلى انكشاف العظام. وهنا يتكاثف العظم تحت الغضروفي ويشكل نتوءات عظمية لتثبيت المفصل. كما يمكن أن تعاني الأربطة والغضروف المفصلي والمحفظة المفصلية أيضاً من التمزق ونقصان السماكة وعدم الاستقرار. لذا، فإن الخشونة تسبب تدهوراً في بنية المفصل بالكامل.
◄ تأثير التغذية والمكملات
نصح الدكتور ميثم باتباع نظام غذائي متوازن غني بالأطعمة المضادة للالتهابات، مثل الفواكه والخضروات وأحماض أوميغا 3 الدهنية، مع تقليل السكر والأطعمة المصنعة. كما يمكن أن يضاف إلى ذلك المكملات الغذائية التالية:
• الكركم: بينت أبحاث عدة، خصائص الكركم المضادة للالتهاب وارتباط تناوله بتخفيف الألم والالتهاب المرتبطين بخشونة الركبة.
• الكولاجين: هو بروتين أساسي في بناء المفاصل والغضاريف وبالتالي فإن تناول مكملاته سيساعد في تحسين صحة المفاصل وتخفيف الألم وزيادة المرونة.
• أوميغا 3: هي أحماض امينية توجد في زيت السمك ولها خصائص مضادة للالتهاب، لذا فإن تناول مكملاته يساعد على تقليل الألم والتورم في الركبة.
الوقاية من خشونة الركبة
على الرغم من أنه لا يمكن الوقاية من الإصابة بخشونة مفصل الركبة بشكل كامل، إلا أنه يمكن تقليل المخاطر عبر:
1 - الحفاظ على وزن صحي
2 - البقاء نشيطاً
3 - تجنب إصابات المفاصل
4 - اتباع نظام غذائي متوازن
◄ علاج خشونة الركبة
أوضح الدكتور ميثم أن علاج الركبة يتطلب وضع خطة علاجية تشمل الخيارات العلاجية التالية:
أولاً: التغيرات في نمط الحياة
• فقدان الوزن: يساعد تخفيف الوزن على تقليل الضغط على مفاصل الركبة.
• التمارين الرياضية: الأنشطة ذات التأثير المنخفض على الركبة مثل السباحة وركوب الدراجات والمشي مفيدة لتقوية العضلات حول الركبة وتحسين مرونتها وأيضاً في دعم المفصل واستقراره.
ثانياً: العقاقير الدوائية
• مسكنات الألم: لتخفيف الألم والتصلب.
• مضادات الالتهاب: لتقليل الالتهاب والتورم في مفصل الركبة.
• الحقن الموضعية: مثل حقن الكورتيكوستيرويدات (الكورتيزون) لتخفيف الألم الناتج من الالتهاب وكذلك ابر البلازما التي تساعد على بناء الأنسجة وتحسين الحركة.
ثالثاً: العلاج الطبيعي
أكد د. ميثم على أهمية العلاج الطبيعي في إدارة وعلاج آلام الركبة وشرح قائلاً: «بالبداية يتم أخذ التاريخ المرضي والتعرف على حالة المريض العامة وأسباب الخشونة (كتقدم العمر فقط أو يوجد سبب ثانٍ مثل التهابات بالجسم أو زيادة بالوزن)، ومراجعة نتائج فحوصاته التصويرية والمخبرية. من بعدها سيتم تقييم حالة المريض سريرياً لمعرفة قدرته الوظيفية مثل قوة العضلات وقدرته على المشي والاتزان. وتبعاً لذلك سيقوم أخصائي العلاج الطبيعي بوضع خطة من التمارين تهدف إلى تقوية المركبات الداعمة للمفصل وتحسين اللياقة مع استعمال أجهزة خاصة لتقليل الألم. ويجب التركيز على أهمية التمارين لأنها تساعد على تحسين نطاق الحركة وتقليل الألم عن طريق تقوية عضلات الرجل المثبتة لمفصل الركبة».
رابعاً: الجراحة
• جراحة المنظار: لإزالة الأنسجة التالفة أو إصلاحها.
• زراعة مفصل الركبة الصناعي: في الحالات الشديدة، قد يكون الحل الأمثل هو الخضوع لعملية جراحية بهدف استبدال المفصل بآخر صناعي.
كيف تساعد التمارين في تخفيف آلام الركبة؟
أشار الدكتور ميثم إلى أنه عندما يعاني الشخص من آلام الركبة والخشونة، قد يخاف من ممارسة التمارين الرياضة. إلا أن الحركة هي طريقة فعالة تساهم في تخفيف أعراضها المؤلمة والمزعجة. وقد أكدت الأبحاث على أن التمرين المنتظم، كالمشي وتمارين القوة والتمدد وتدريبات التوازن، فعالة في تقليل تصلب مفصل الركبة والألم بالإضافة إلى تحسين القوة والقدرة على الحركة، لذلك ينصح بعدم الخوف من ممارسة الرياضة. وتساعد التمارين الرياضية في تخفيف التهاب مفصل الركبة بعدة طرق، بما في ذلك:
1 - تقوية العضلات التي تدعم وتحمي مفصل الركبة: تعمل عضلات الفخذ الرباعية وأوتار الركبة والوركين كممتصات للصدمات للركبة وتثبيت المفصل أثناء الأنشطة التي تحمل الوزن مثل الوقوف والمشي.
2 - التمدد لتحسين مرونة العضلات وتقليل التصلب حتى يتحسن نطاق حركة الركبة.
3 - زيادة تروية المفصل: الرياضة تعزز الدورة الدموية وتزيد من تدفق الدم وبالتالي التغذية إلى المفصل والغضاريف للحفاظ عليها بصحة جيدة قدر الإمكان.
4 - خسارة الوزن الزائد والحفاظ على وزن صحي: فقدان أي وزن يحدث فرقاً كبيراً في شعور المفاصل الحاملة للوزن، وتخفيف الألم أثناء الأنشطة مثل المشي واستخدام السلالم. وقد أظهرت الأبحاث أن فقدان رطل واحد فقط من الوزن يؤدي إلى تقليل الضغط على الركبة بمقدار أربعة أرطال.
5 - تحسين الحالة المزاجية: الرياضة تسبب إطلاق مواد كيميائية (مثل الإندورفين) تعزز الشعور بالإيجابية وتقلل التوتر والقلق والشعور بالألم.
6 - تحسين جودة النوم: يعاني العديد من المصابين بالتهاب المفاصل من مشاكل في النوم، ويعرف أن الرياضة من الممارسات التي تحسن وتعزز جودة النوم وتقلل الإحساس بالألم.
تعليقات
إرسال تعليق