عش شاباً لفترة أطول... طرق الحفاظ على الصحة وتحسين جودة الحياة
كد د.ستيفن كوبيكي، بروفيسور امراض القلب والطب الوقائي في مايو كلينيك، والناجي من السرطان ومؤلف كتاب «عش شاباً لفترة أطول» Live younger longer كوبيكي أن «ما يحدد صحتك ويقلل اصابتك بالامراض هو عاداتك اليومية».
قال د. ستيفن كوبيكي في لقاء خاص مع القبس: سبل الحفاظ على الصحة وتحسين جودة الحياة تتطلب تعديلا بسيطا في نمط الحياة. فعاداتنا اليومية الصغيرة لها تأثير كبير جدا في مستوى صحتنا واصابتنا بالأمراض الخطرة التي قد تقتلنا في نهاية المطاف. وأنا مثال على ذلك، فقبل 25 سنة، بينت صورة الأشعة أنه بالإضافة الى اصابتي بالسرطان فقلبي بدأ يمرض. وتفاجأت بأنني لن اموت من السرطان بل من مرض القلب. وقررت هنا التوجه الى الطب الوقائي واكتشفت بأن اتباعي لنمط حياة صحي لن يعزز صحتي ويستعيد شبابي فقط ولكنه سيجنبي حزمة كبيرة من الامراض ويطيل سنوات العمر.
4 عوامل تحدد مستوى صحتنا
وشرح كوبيكي، قائلا: أظهرت الأبحاث أن أهم العوامل التي تحدد مستوى صحة الفرد، هي:
- توفر خدمات الرعاية الصحية العالية المستوى يشكل %10.
- الجينات والامراض الوراثية تشكل %10.
- الظروف البيئية تشكل %20.
- نمط الحياة او عاداتنا اليومية هو أهم سبب ويشكل %50.
واضاف: من الواضح بأننا لا نحتاج إلى مستشفى او رعاية طبية ذات مستوى عال لتحسين صحتنا وإطالة اعمارنا، لأنه حتى في وجود الاستعداد الجيني، فنمط الحياة هو الذي ينشط الجينات المسببة للأمراض التي كانت ستظل خاملة لولا ذلك. وعليه فأهم عامل يحدد مستوى صحتنا هو عاداتنا اليومية.
تدريب العقل هو المفتاح
رأى كوبيكي أن اتباع نمط حياة صحي يقلل كثيرا من خطر الاصابة بالأمراض المزمنة، مثل السكر والقلب والسرطان والخرف (ألزهايمر). فجميعها تشترك في عوامل الخطر التالية: التغذية، النشاط البدني، جودة النوم، التدخين، التوتر وكيفية السيطرة عليه. ولكن إدخال تعديل او تغيير في نمط الحياة الذي تعودنا عليه امر صعب.
حتى تعيد عمر القلب إلى الوراء 17 سنة
طور الاطباء في مايو كلينيك فحصا يجري عبر الذكاء الاصطناعي يقوم بقياس عمر القلب مقارنة بالعمر الحقيقي للشخص. وكمثال، أظهر هذا الفحص سابقا بأن عمر قلب د. ستيفن بعد خضوعه للعلاج الكيمياوي مباشرة كان أكبر بـ10 سنوات من عمره الحقيقي. والآن، بعدما تعود على العادات الصحية لمدة 25 سنة السابقة، اصبح عمر قلبه أصغر بحوالي 17 سنة من عمره الحقيقي.
وأكد الدكتور قائلا: لا تستهن بالتأثير الكبير لاي عادة صحية صغيرة تدخلها في حياتك، ولا تعتقد بأن الوقت تأخر للتعود عليها لأن ذلك سيطيل عمرك حقا.
خطوات ضرورية
1- البروتين النباتي: التعود اليومي على استبدال قطعة واحدة من اللحم الاحمر المصنع مثل النقانق او الهمبورغر بلقمة من البروتين النباتي مثل البقول او بيض أو صويا يمكن ان يخفض خطر الاصابة بامراض القلب خلال سنتين بنسبة %33.
◄ بينت الدراسات ارتباط تناول الطعام المصنع (يحتوي على نسبة كبيرة من الملح والسكر والدهون والمواد المضافة) مع ارتفاع فرصة الاصابة بالامراض المزمنة والاضطرابات المناعية وألزهايمر. ودلت الى ان استبدال كمية قليلة لا تتعدى %10 من هذا الطعام المعالج بمواد غذائية طبيعية سيقلل خطر الاصابة بأمراض القلب بنسبة %19.
◄ اضف ملعقة او حصة واحدة من أغذية حمية البحر المتوسط الى تغذيتك اليومية (كالفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة والدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات).
◄ تعوّد على تناول وجبة أسبوعية تتكون من أسماك أو لحوم بيضاء أو بقول.
2- دقيقة من الرياضة: العذر الاكثر شيوعا حول العالم لعدم ممارسة الرياضة هو الانشغال وصعوبة تخصيص ساعة يوميا لممارسة الرياضة. وكبديل، يقترح عليك الدكتور ستيفن دمج دقائق من التمرين الرياضي مع اعمالك اليومية. فمثلا، ان كنت تعمل في مبنى يحتوي على درج، عليك صعوده بسرعة 2-3 درجات في الثانية لدورين او ثلاثة أدوار في كل يوم. فقد اثبتت الدراسات أن ممارسة تمرين عالي الشدة (يسرع دقات قلبك والتعرق) لعدة دقائق يوميا يقلل فرصة الاصابة بامراض القلب بمعدل %30 خلال سنتين.
3- ساعة من النوم: شرح الدكتور ستيفن، قائلا: التعب في الواقع سام، فالنوم هو الوقت الذي يتفرغ فيه الجسم لبناء خلايا جديدة وترميم القديمة وتصريف الفضلات والسموم مثل البروتينات المسببة لمرض الزهايمر. وقلة النوم عامل خطر لقائمة من الأمراض المزمنة وإضعاف جهاز المناعة.
وتابع: للاسف، تشير الاحصائيات الى ان البشر فقدوا ساعة الى ساعتين من النوم. فقبل 100 سنة كان معدل النوم هو 9 ساعات ولكنه تراجع حاليا ليصبح 7.5 ساعات. وقد اكدت الدراسات أن فقدان ساعة من النوم كما يحدث عندما يتم تقديم التوقيت بساعة واحدة في أوروبا لتوفير الطاقة وايقاظ الاشخاص باكرا يرافقه زيادة في الاصابة بالنوبات القلبية من %15 - %40.
وللحصول على 8 ساعات نوم، نصح الدكتور ستيفن بأن تدرب جسمك على روتين ثابت لوقت النوم يشمل:
◄ قلل الوقت الذي تقضيه أمام الشاشات وابتعد عن هاتفك قبل النوم.
◄ لا تتناول الكافيين او وجبات ثقيلة قبل النوم.
◄ اذهب إلى الفراش في الوقت نفسه تقريبا كل ليلة.
◄ تعود على القيام بطقوس معينة قبل النوم مثل الاستحمام وتفريش الاسنان والقراءة والتأمل.
◄ اذا كنت تشعر بالقلق، تعود على كتابة مذكراتك قبل النوم حتى تكتب مخاوفك وما يقلقك وتكتب امورا ايجابية قمت بها اليوم. فذلك سيقلل مشاعر التوتر ويزيد المشاعر الإيجابية.
4- دقيقة من تخفيف التوتر: ترتبط زيادة التوتر مع صحة القلب، مما يبرر ارتفاع نسبة الاصابة بالذبحات الصدرية في أميركا خلال وقت جائحة كوفيد. وقد اثبتت الابحاث أن أكثر عامل خطر يضاعف خطر الاصابة بالامراض القلبية هي السلبية وفرط التوتر. وفي دراسة، وجد ان التعود على كتابة 3 امور ايجابية قمت بها او حدثت لك والتعود على الايجابية يقلل فرصة الاصابة بامراض القلب والذبحات القلبية بنسبة %25.
تعليقات
إرسال تعليق