القائمة الرئيسية

الصفحات

تمارين التنفس أفضل طريقة لإزالة التوتر والقلق

يؤكد الخبراء والعلماء أن معظم الناس لا يعيرون أهمية كبيرة لطريقة التنفس، ولا يفكرون فيها كطريقة للعلاج من كثير من الأزمات النفسية والجسدية، والحقيقة أنه إذا ركزنا عقولنا على التنفس، يمكن أن يجعلنا نشعر بتحسن بشكل واضح. يقول أنجيلو جيميناني، الطبيب النفسي وأستاذ علم الأعصاب بجامعة بيزا في إيطاليا: «التنفس هو التفاعل المثالي بين الوعي واللاوعي، فهو وسيلة لكل من العقل والجسد للعمل معاً للمساعدة في تنظيم عواطفنا»، وفق صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية. وأظهرت دراسة جديدة نشرت في مجلة Cell Reports Medicine، أن خمس دقائق فقط من التنفس يومياً لمدة شهر تقريباً، يمكن أن تحسن الحالة المزاجية وتقلل من القلق، وقد تكون هذه الفوائد أكبر من التأمل الذهني للفترة الزمنية نفسها. ويقول ديفيد شبيغل، أستاذ الطب النفسي والعلوم السلوكية، ومدير مركز الإجهاد والصحة في جامعة ستانفورد، ومؤلف الدراسة: «إنها فكرة جيدة أن تأخذ بضع دقائق فقط للتواصل مع جسدك ومساعدته على الاستعداد للتعامل مع كل ما تريد التعامل معه». الفوائد العقلية في دراسة عشوائية خاضعة للرقابة على 108 أشخاص بالغين، قارن الباحثون ثلاثة تمارين مختلفة للتنفس، «التنهد الدوري» و«التنفس الصندوقي» و«فرط التنفس الدوري»، ومجموعة رابعة قامت بالتأمل الذهني. بعد 28 يوماً، أفاد المشاركون في كل من مجموعات التأمل اليقظ والتنفس بأن لديهم المزيد من المشاعر الإيجابية، وعدد أقل من المشاعر السلبية، مقارنة بما قبل أن يبدأوا ممارساتهم الخاصة، وأفاد المشاركون في كلتا المجموعتين أيضاً بانخفاض مشاعر القلق. ويقول شبيغل: «هذا ليس سيئاً لمدة خمس دقائق في اليوم، يبدو أن ممارسة بعض التحكم في تنفسك هو نوع من التحكم في نشاطك اللاإرادي». واستغرقت الآثار الإيجابية لعمل التنفس بعض الوقت، فكلما زاد عدد الأيام التي يقضيها المشاركون في أداء تمارين التنفس، شعروا بشكل أفضل بعدها. ويبدو أن التنهد الدوري فعال بشكل خاص بين تمارين التنفس المختلفة، حيث أبلغ المشاركون في هذه المجموعة عن تحسن إيجابي أكبر في المزاج مقارنة بالمشاركين الذين مارسوا التأمل الذهني. فوائد للجسم والدماغ عندما نشعر بالقلق، نميل إلى التنفس بشكل أسرع، وتمارين التنفس تسمح لنا بإبطاء تنفسنا بوعي. وتظهر الأبحاث أن ذلك لا يؤثر فقط في الحالة المزاجية، ولكن أيضاً في وظائف الأعضاء من خلال إحداث حالة بدنية أكثر استرخاءً. ويشير أحد التحليلات الأخيرة التي أجراها الدكتور جيميناني وزملاؤه إلى أن ممارسة التنفس البطيء يمكن أن تؤثر في نظامنا اللاإرادي، الذي ينظم العمليات الفزيولوجية الرئيسية مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم. ويقول جيمنياني: «إن التنفس من خلال الأنف، الذي يتم استخدامه في العديد من ممارسات التنفس، يمكن أن يكون له تأثير كبير بشكل مدهش في الدماغ». يمكن أن يؤدي الاستنشاق البطيء عبر الأنف إلى حدوث تذبذبات عصبية في نظام حاسة الشم، مما قد يؤدي إلى مزامنة وإبطاء النشاط في مساحات واسعة من القشرة ومناطق الدماغ الأخرى مثل الحُصين واللوزة، وقد يكون هذا التباطؤ في النشاط مهماً للتأثيرات المزاجية الإيجابية للتنفس. كيف تتنفس بشكل أفضل؟ تمارين التنفس أكثر سهولة من العديد من الممارسات التأملية الأخرى، ويقدم الخبيران جيمنياني وشبيغل، بعض النصائح لمساعدتك على البدء بممارسة تمارين التنفس: 1- اكتشف الممارسات الأفضل بالنسبة إليك: تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن «التنهد الدوري» هو أفضل تمرينات التنفس، لكن أفضل تقنية للتنفس قد تعتمد بشكل مختلف على كل فرد وما يناسبه. 2- ابدأ ببساطة ودعه يتحول لروتين: يقول شبيغل: «حاول ممارسة تمارين التنفس المفضلة لديك لخمس دقائق فقط، وانظر كيف تشعر عند القيام بذلك، وليس من الصعب جعل هذه التمارين جزءاً من روتينك اليومي». 3- قم بهذه التمارين أينما كنت: يكمن الجمال في ممارسة تمارين التنفس في أنه يمكنك القيام بها في أي مكان، وكلما احتجت للتخلص من التوتر وتهدئة نفسك. ويقول جيميناني إنه «يقوم بأداء تمارين التنفس عند السير في الشارع أو حتى أثناء السباحة».
Reactions

تعليقات