من المؤكد أن البقاء نشيطاً ورياضياً هو مفتاح التمتع بصحة جيدة، وقد أصبحت أجهزة تتبع اللياقة البدنية والساعات الذكية أدوات شائعة لمعرفة عدد الخطوات التي يمكن تحقيقها في اليوم، لكن السؤال الذي يطرحه الجميع هو كم عدد الخطوات التي يحتاجها الشخص لفقدان الوزن؟
تقول أماندا بالوتش، الأستاذة المساعدة في قسم علم الحركة بمعهد علوم الحياة التطبيقية في جامعة ماساتشوستس: «إنه في حين أن الأدلة محدودة بشأن عدد الخطوات التي تستغرقها عملية إنقاص الوزن بالضبط في اليوم، إلا أن الخبراء يوصون بممارسة ما يقرب من 150 إلى 300 دقيقة من التمارين المعتدلة إلى الشديدة الكثافة أسبوعياً، ومن أجل إنقاص الوزن والحفاظ عليه، تجب ممارسة الرياضة كثيراً بالشدة المعتدلة إلى الشديدة».
أجهزة التتبع
وتحدثت بالوتش عن الأجهزة الذكية التي تساعدنا في معرفة عدد خطواتنا، وقالت: «يمكن أن تساعدنا هذه الأنواع من الأجهزة حقًا في التتبع وتحديد الأهداف».
موقع «هارفارد هيلث» قام بمراجعة دراسات حديثة وجدت أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة والذين يعانون من حالات صحية مزمنة، قد استفادوا في إنقاص الوزن من خلال ارتداء أجهزة تتبع اللياقة البدنية.
وفي الدراسات التي تمت مراجعتها، كان لدى المشاركين أهداف أسبوعية للخطوات أو دقائق مشي وكانوا أكثر نجاحاً عندما استمرت تلك البرامج 12 أسبوعاً على الأقل.
10 آلاف خطوة
إن فكرة الحصول على 10 آلاف خطوة ليست جديدة، ومن الواضح وفق الدراسات الجديدة أن هناك فوائد للمشي بهذه الوتيرة.
ووجدت دراسة نشرت في مجلة Obesity أن الحصول على 10 آلاف خطوة في اليوم، مع حوالي 3500 من تلك الخطوات تكون وفق نشاط بدني متوسط إلى قوي مستمر لمدة 10 دقائق على الأقل في المرة الواحدة، وجد أنها مرتبطة بفقدان الوزن شرط أن تتضمن نظامًا غذائيًا مقيدًا بالسعرات الحرارية.
ووجدت دراسة أخرى، نُشرت مؤخرا في مجلة JAMA Internal Medicine، أنه مقابل كل 2000 خطوة سجلها أحد المشاركين في الدراسة، انخفض خطر الموت المبكر بنسبة تتراوح بين 8 % و%11، حتى الوصول إلى 10000 خطوة، ووجد الباحثون أن 9800 خطوة يوميًا أظهرت أكبر فائدة.
كما وجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature Medicine، أن المشي 10000 خطوة يوميًا يقلل من خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب والسرطان.
ويقول الدكتور تشيب لافي، المدير الطبي لإعادة تأهيل القلب والوقاية في معهد جون أوشنر للقلب والأوعية الدموية، عن الدراسة: «إن المزيد من المشي أو الجري يعني حرق المزيد من السعرات الحرارية، بشكل عام، 100 سعرة حرارية يتم حرقها لكل ميل مشي أو ركض».
كيف نبدأ؟
لا تثبط عزيمتك إذا فقدت الوزن بشكل متواضع رغم أنك تمارس المشي، حتى هذا يمكن أن تكون له فوائد كبيرة.
يمكن أن يؤدي فقدان %5 إلى %10 فقط من الوزن الإجمالي إلى تحسين ضغط الدم وسكر الدم وكوليسترول الدم، وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
يمكن أن يقلل المشي أيضاً من مخاطر السمنة وأمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب، وفقاً لـ«مايو كلينك». ويقترح الخبراء في «مايو كلينك» أن يقوم الشخص بمعرفة بمقدار المشي الذي يتعود عليه، ثم يضيف 1000 خطوة إضافية كل أسبوعين.
هل سرعة المشي مهمة؟
تقول أماندا بالوتش: «نحن نعلم أن شدة التمرين مهمة لفقدان الوزن، لذا، فإن ممارسة المشي السريع، هي الطريقة المثلى لتحقيق فقدان الوزن».
ويمكن القيام بذلك في تدريبات قصيرة متقطعة أو في تدريبات منظمة أطول.
وأشارت بالوتش إلى أنه حتى مع ممارسة التمارين الرياضية القوية، في معظم الحالات، يعد النظام الغذائي أمراً حاسماً لفقدان الوزن.
وتضيف: «يمكن أن يوفر النشاط البدني الكثير من التحسينات الإضافية في العوامل الصحية الأخرى، ولكن من دون أي برنامج غذائي من الصعب للغاية إنقاص الوزن». وتابعت: «إنهما يسيران جنباً إلى جنب، فتحقيق فقدان الوزن يكون بمزيج من النشاط واتباع نظام غذائي منظم».
معلومات مهمة
◄ ارتداء أجهزة تتبع اللياقة البدنية أو الساعات الذكية يساهم في التحفيز على إنقاص الوزن
◄ الخبراء يوصون بممارسة ما بين 150 و300 دقيقة من التمارين المعتدلة إلى الشديدة الكثافة.. أسبوعياً
◄ لإنقاص الوزن تجب ممارسة الرياضة كثيراً بشدة معتدلة إلى شديدة
◄ دراسة: المشي 10000 خطوة يومياً يقلل من خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب والسرطان
◄ يمكن أن يؤدي فقدان 5 % إلى 10 % فقط من الوزن إلى تحسين الضغط وسكر الدم والكوليسترول
تعليقات
إرسال تعليق