أحياناً تسيطر علينا أفكار عديدة، فمنها الجيد ومنها السيئ، لكن كل تلك الأفكار تنقضي عاجلاً أو آجلاً، عدا قلة قليلة تستمر في ملاحقتنا.
وغالباً ما تكون تلك الأفكار اللحوح هي الأكثر تدميراً لنا، ما لم ننتبه لنحمي أنفسنا من أثرها النفسي البشع.
وإليك أكثر 6 أفكار مدمرة قد تسيطر عليك، وتؤدي بك إلى نتيجة سيئة لو استسلمت لها.
1. أنا وحدي
الوحدة من مفردات هذا العصر وسماته المميزة، فالكل لاهٍ في مشاغله الخاصة، وضغوط الحياة تسحق الجميع لتوفير المعيشة الكريمة، وتحقيق الطموحات، وضمان المستقبل الأفضل، ما يدع الفرصة أمام التواصل البشري المباشر ضئيلة للغاية، وتقتصر كثير من العلاقات الإنسانية على التواصل بالهاتف، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وتقدير مشغوليات أصدقائك وعائلتك من عوامل النضج الهامة، ولكن إذا كانت فكرة الوحدة تلاحقك دون أن تترك لك ثغرة تنفذ منها المشاعر الطيبة إليك، فعليك أن تبدأ تبديد وحدتك تلك بخطواتٍ مدروسة، تقصيها عنك وتجعلك تستمتع بحياتك.
فبإمكانك توطيد العلاقة بزميل عمل لتقضيا معاً وقتاً لطيفاً بعد الدوام، أو تتصل بصديقك المقرب وتلتقيان لساعات أمام فيلم ظريف، كما يمكنك استكشاف مباهج الحياة التي تستطيع الاستمتاع بها وحدك، والسفر لرؤية العالم مثلاً.
ولكن إذا كنت محاطاً بالأشخاص، ولديك العديد من المحبين المحيطين بك، ورغم هذا فالوحدة تشغلك، فربما يجدر بك طلب المساعدة النفسية، والتحدث مع طبيبك لمعرفة سبب هذا الشعور.
2. أنا فاشل
الفشل هاجس يطارد الناجحين، أو الطامحين إلى النجاح الذين لا تروقهم لحظات التوقف والتعطل، ويريدون الانطلاق في طريقهم في الحياة، أمّا الراضون بالفشل فقلما يشعرون بهذا، أو لا يشعرون به على الإطلاق.
ربما عليك أن تذكر نفسك بهذه الحقيقة كلما داهمك هاجس الفشل، ويطاردك بأن كل أحلامك لن تتحقق، وأن آمالك مآلها الفشل.
غالباً ما يطاردنا الفشل في إحدى لحظات التوقف بين نجاح وآخر، ولكن حتى لو فشلنا، يبقى التعثر مرحلة من مراحل النجاح، ووجهاً آخر له.
ركز جهدك على الخروج من عثراتك، ولا تستمع لأي صوت يخبرك أنك لن تحقق شيئاً، فلو أصغيت له السمع ستكون تلك بداية الفشل الحقيقي.
3. سأموت وحدي
إذا كنت في مطلع حياتك وتحلم برفيق الروح الذي سيشاطرك الطريق الطويل، ويساندك في رحلة العمر، فكل ما عليك التأكد منه أن هذا الشخص موجود في مكان في ما من العالم، وحتماً ستجتمعان في الوقت المناسب.
كل ما في الأمر أن أمامك طرقاً كثيرة لتقطعها، وتجارب لتعيشها، وخبرات لتكتسبها، قبل أن تكون مؤهلاً للعثور على الشخص المناسب لك تماماً لتكون معه إلى الأبد.
أماّ إذا كنت مررت بتجربة انفصال عن شخص ظننته رفيق روحك، فلا تبتئس، هي مرحلة وتجربة ككل المراحل والتجارب، وستنقضي لتتركك أكثر حكمة، لتعثر على الشخص المناسب لك حقاً.
وتذكر أن الوقت ليس متأخراً لبدء أي شيء، والحياة تتسع لكل الأحلام.
4. لا أحد يحبني
عبارة غير منطقية، وفكرة غير منطقية، فحتى أبطال الأفلام الأشرار يكون لديهم من يحبهم ويعتني بهم، فلماذا لن تحظى بشخص يحبك؟
ربما تعاني من نقص اهتمام من حولك، أو انشغالهم عنك، ولكنك بالتأكيد تملك شخصاً يحبك بصدق، ويتمنى أن تكون بخير.
عندما تنتابك هذه المشاعر، توقف وتذكر موقفاً طيباً صنعه لك الآخرون، وقاوم تلك الفكرة بكل قوتك، فهي مجرد شعور عابر لا يستحق منك اهتماماً كبيراً.
5. لا أحد يستحق
هل فعلت عملاً خيراً وقوبل بالجحود؟ هل أحسنت لشخص بالغ في الإساءة إليك؟ هذا طبيعي ويناسب حياتنا البشرية تماماً، لكنه لا يعني أن تتوقف عن كونك إنسان طيب بسبب تصرف سيئ.
تجاوز الإساءة التي وقعت في حقك، ولا تمنح صاحبها أكثر من حجمه، وفي المستقبل كن حذراً من الآخرين كي لا تتأذى.
6. الغضب
قد يعتريك غضب عارم من الحياة، وتشعر أن كل خططك تدمر ومشاريعك تفشل، وتتراكم عليك خلافاتك العائلية ومع الأصدقاء، وينتهي بك الأمر في حضيض معنوياتك.
سيطر على غضبك وتنفس بعمق، واجلس واسترجع ما هو مهم لك وركز عليه، أما الخلافات فحاول النظر إليها بأعين الطرف الآخر.
تعليقات
إرسال تعليق