تقنيات تساعد على تقليل التوتر وتعزيز الشعور بالاسترخاء
في كتاب The Mindfulness-Based Eating Solution، للكاتبة الدكتورة لين روسي، وهي عالمة وطبيبة نفسية ومؤلفة معروفة بعملها حول الأكل الذهني وكيفية تحسين جودة الحياة من خلال تقنيات التأمل الواعي، تقدم نهجاً فعالاً مثبتاً للجسم بالكامل للمساعدة على اكتشاف الأسباب الحقيقية وراء الإفراط في تناول الطعام وممارسات يومية تهدف إلى تقليل التوتر، وتطوير علاقة صحية مع الطعام، والاستمتاع بحياة متوازنة وسعيدة.
تسعى لين روسي من خلال كتبها إلى مساعدة القراء على تحقيق توازن نفسي وجسدي من خلال الأكل الذهني وتقنيات التأمل، مما يمكنهم من التمتع بحياة صحية وسعيدة بعيدة عن التوتر والقلق.
قدمت د.روسي الكثير من الإرشادات في مؤلفاتها، التي يمكنها تعليمك كيفية الاستماع إلى جسدك وقلبك وعقلك، وإرشادك نحو الصحة والسعادة في جميع جوانب حياتك من دون التخلي عن حبك للطعام.
وفي لقاء مع القبس، ضمن تغطية معرض الشارقة الدولي للكتاب، أشارت د.روسي إلى أن الأمر يحتاج من الإنسان يقظة وتبنياً حقيقياً للمشاعر التي تحفزه للطعام، وقالت: «إذا وجدت نفسك تأكل من دون تفكير، لأنك تشعر بالملل أو الحزن، أو ببساطة لأنك مررت بيوم عصيب، فإن ذلك أمر مفهوم، لكن تناول الطعام العاطفي يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة في كثير من الأحيان، لذا إذا كنت تريد الاستمتاع بطعامك حقاً واحترام جسدك والاستمتاع بحياتك، فهناك بعض الاستراتيجيات السهلة لمعرفة كيفية الاستمتاع بالطعام والحياة في وقت واحد من دون إفراط».
◄ مفهوم الأكل الذهني
تُعرّف د.روسي الأكل الذهني بأنه عملية تناول الطعام بوعي واهتمام كاملين، حيث يكون الإنسان حاضراً ذهنياً وواعياً لكل قضمة يتناولها. ويساعد هذا النوع من الأكل على تحسين علاقتنا بالطعام والتوقف عن الأكل العاطفي أو الإفراط في الأكل. بدلاً من التركيز فقط على السعرات الحرارية أو المواد الغذائية. تشدد روسي على أهمية الانتباه للطعام بكل حواسنا، مما يعزز استمتاعنا بالطعام ويقوي الشعور بالشبع. وأكدت روسي أن اتباع تلك النصائح قد يساعد على تحسين جودة الحياة، سواء من خلال تحسين علاقتك مع الطعام أو عبر تعزيز توازنك النفسي.
◄ تقنيات تقليل التوتر
تُقدم لين روسي العديد من التقنيات التي تساعد في تقليل التوتر، وأهمها تمارين التأمل والتنفس العميق، وتشجع على ممارسة التأمل لبضع دقائق يومياً، حيث يعمل التأمل على تهدئة العقل ويعزز الشعور بالاسترخاء. كما أكدت على أن التنفس العميق يساعد على تهدئة الجهاز العصبي، مما يساهم في تقليل مستويات الكورتيزول في الجسم، وهو الهرمون المسؤول عن التوتر.
◄ تحقيق حياة صحية
وتؤكد روسي أن عيش حياة صحية لا يقتصر فقط على الأكل الصحي، بل يشمل أيضا العناية بالنفس والتمتع باللحظات الصغيرة. وذكرت روسي أن علينا أن نخصص وقتاً للقيام بنشاطات ترفيهية، مثل الاستمتاع بالطبيعة أو ممارسة الرياضة. وتوضح أن اتباع هذه العادات بشكل منتظم يعزز من جودة الحياة ويجعلنا أكثر قدرة على مواجهة التحديات اليومية. وفي ما يلي عدد من النصائح والخطوات التي تقدمها د.روسي حول الأكل الذهني وتقليل التوتر:
نصائح للأكل الذهني
1 - التركيز الكامل أثناء الأكل:
ينصح بالجلوس في مكان هادئ وتجنب الشاشات والأجهزة الإلكترونية عند تناول الطعام. ركز على تجربة الطعام بجميع حواسك (الرائحة، المذاق، الشكل، القوام)، واسمح لنفسك بالاستمتاع بكل قضمة.
2 - الاستماع للجوع والشبع:
تعلم التعرف على إشارات الجوع والشبع في جسمك. لا تأكل لمجرد أن الطعام موجود أمامك، بل انتظر حتى تشعر بالجوع، وتوقف عن الأكل عندما تشعر بالشبع، حتى لو كان هناك طعام متبقٍ.
3 - مضغ الطعام ببطء:
خذ وقتك في مضغ الطعام ببطء، حيث تساعد هذه الطريقة على تحسين الهضم وتعطي العقل الوقت الكافي للشعور بالشبع. يساعد المضغ البطيء أيضاً في تذوق الطعام بعمق أكبر.
4 - الامتناع عن الأكل العاطفي:
عندما تشعر بالتوتر أو الحزن، حاول تجنب اللجوء للطعام كوسيلة للراحة. بدلاً من ذلك، جرب تقنيات تساعدك على تهدئة نفسك مثل التنفس العميق أو المشي في الطبيعة.
5 - إعطاء أهمية للجودة وليس الكمية:
بدلاً من التركيز على الكمية التي تأكلها، ركز على اختيار أطعمة صحية وذات قيمة غذائية عالية تمنح جسمك ما يحتاجه من طاقة وعناصر غذائية.
5 نصائح لتقليل التوتر
1 - التنفس العميق: يعتبر التنفس العميق من أبسط وأقوى الطرق لخفض التوتر. قم بأخذ نفس عميق من الأنف ببطء، واحتفظ به للحظة، ثم أطلقه ببطء من الفم. كرر هذه العملية عدة مرات لتهدئة الجهاز العصبي.
2 - ممارسة التأمل: ينصح بتخصيص 5 - 10 دقائق يومياً لممارسة التأمل. يمكنك الجلوس في مكان هادئ، والتركيز على تنفسك، والسماح لأي أفكار أو مشاعر أن تمر من دون الحكم عليها. يساعد التأمل على تعزيز الصفاء الذهني وتقليل التوتر.
3 - الحركة الجسدية: تنصح د.روسي بممارسة نشاط بدني بانتظام، سواء كان ذلك المشي، أو اليوغا، أو أي نوع من التمارين التي تفضلها. الحركة الجسدية تساعد في إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، مما يساعد على تحسين المزاج وتقليل التوتر.
4 - العناية بالنفس: تأكد من أخذ وقت خاص لك في اليوم، حتى لو كان لبضع دقائق. استخدم هذا الوقت للقيام بشيء ممتع أو مريح، مثل قراءة كتاب أو الاستماع للموسيقى أو ممارسة هواية تحبها.
5 - التواصل مع الآخرين: تشير د.روسي إلى أن التحدث مع الأصدقاء أو أفراد العائلة عند الشعور بالتوتر يساعد على تخفيف الضغط النفسي ويقدم الدعم العاطفي. التواصل الاجتماعي يلعب دوراً كبيراً في تحسين الصحة النفسية.
تعليقات
إرسال تعليق