كيف تتفادى أمراض الفم واللثة ؟
حذرت منظمة الصحة العالمية في آخر تقرير لها صدر هذا الشهر من ارتفاع عدد الإصابات بأمراض الفم، التي يعاني منها ما يقرب من نصف سكان العالم. فلمَ تعد أمراض الفم خطراً على صحتنا؟ وكيف نعتني بالفم واللثة؟
لا يمكننا أن ننعم بصحة عامة جيدة، إذا كان فمنا مريضا. هذا ما يحاول أطباء الأسنان دوماً إقناعنا به. وفي هذا الصدد يقول اختصاصي جراحة الاسنان د. كريستوف ليكارت في مقابلة مع مجلة Top santé إن العديد من الأمراض مرتبطة بمشاكل الفم، وعليه فإن السموم التي تنتجها البكتيريا التي تستعمر اللثة المريضة، تنتشر في كل مكان في الجسم وتؤدي إلى التهاب الأوتار أو التهاب المفاصل.
كما أن الدراسات أكدت على وجه اليقين أن تدهور صحة الفم له علاقة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري، أما لدى الحوامل فتسبب خطر الولادة المبكرة، ويبدو بحسب دراسات جديدة أن هناك علاقة بين بكتيريا الفم الضارة و%20 من حالات السكتة الدماغية النزفية والإصابة بألزهايمر، وفق د.ليكارت.
وبحسب دراسة أجراها فريق فلندي ونشرت نتائجها في مجلة الجمعية الأميركية لطب الشيخوخة في سبتمبر الماضي، فإن خطر التدهور المعرفي أو الخرف يزيد بأكثر من %20 في حالة ضعف صحة اللثة أو فقدان الأسنان.
احذر غسول الفم
لقد فتحت دراسة الفلورا المعوية الأبواب أمام دراسة بكتيريا الفم. ويبدو وفق الخبراء أن أسرار أفواهنا لم تتكشف كلها بعد، لكن المؤكد هو أنها تلعب دوراً كبيراً حين تكون متوازنة، فهي التي تحمي من التسوس وأمراض اللثة، لذلك ينبغي أن يكون الحفاظ على بكتيريا متوازنة في الفم أولوية بالنسبة لنا من خلال استهداف أعدائها، مثل السكر والتدخين وقلة النظافة والسمنة، مما يسمح لنحو 700 نوع من البكتيريا التي تكون بكتيريا الفم بالتعامل مع الكائنات الدقيقة الممرضة التي قد تنمو في الفم.
ويحذر د. ليكارت من استخدام غسول الفم الذي يقول إنه غير مناسب للاستعمال اليومي لأنه يخل بتوازن ميكروبات الفم، كما ينصح بالتأكد من أن المنتج للاستخدام اليومي إذا كان الشخص ينوي استخدامه يومياً.
أسوأ العادات
يتساءل البعض عن أسوأ العادات التي يمكن أن تؤذي الأسنان واللثة، وفي الحقيقة أجمع الخبراء الصحيون على أن التبغ هو العدو اللدود لأفواهنا. ويقول جراح الأسنان د. مارك واتس إن «التبغ ليس له تأثير ضار على اللثة فحسب، بل إنه أيضاً مضيق للأوعية الدموية، أي أنه يوقف النزيف. وهذا أمر مزعج للغاية، لأن النزيف هو أول أعراض التهاب اللثة»، كما يشير الأخصائي إلى أن التدخين يمكن أن يحرمك الكشف المبكر عن أمراض اللثة ويعتبر أحد الأسباب الرئيسية لسرطان الفم.
الوقاية أفضل من العلاج
توضح أخصائية أمراض اللثة د. فريجيني موني كورتي أن سوء حالة الفم يؤثر بشكل كبير على طعامنا، الذي يصبح أقل تنوعاً، كما أننا نمضغ بشكل سيئ ونشعر بالألم، مما يجعل تنظيف الأسنان أكثر صعوبة ويعزز طبقة البلاك.
كما تشير الأخصائية إلى أن تدهور صحة الفم تؤثر على الصحة العامة وجودة الحياة، خاصة أن أمراض الفم لها تداعيات مباشرة على الحياة الاجتماعية، لأنها مرئية، وغالباً ما تكون قبيحة، وعندما تتعرض الأسنان أو اللثة لأضرار بالغة، تصبح الرعاية أيضاً مرهقة ومكلفة، وهذا السبب يستدعي الاهتمام بصحة الفم حين تكون في متناول اليد، مع العلم أن نظافة الأسنان الجيدة إلى جانب المتابعة مع طبيب الأسنان يمكن أن تحلا غالبية المشاكل.
تعليقات
إرسال تعليق