الوحدة قد تسبّب تدهور صحة قلبك
د. بلقيس دنيازاد عياشي كشفت دراسة جديدة عن وجود ارتباط وثيق بين العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة بنحو 30 %من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وفق ما أوردته جمعية القلب الأميركية (AHA). وتؤكد الدراسة أن الأفراد الذين كانوا أقل ارتباطاً اجتماعياً كانوا أكثر عرضة للإصابة بالأعراض الفسيولوجية للإجهاد المزمن، كما قد تزيد العزلة الاجتماعية من احتمالية الإصابة بالاكتئاب. وأكدت التقارير أيضاً أن العزلة الاجتماعية ترتبط أثناء الطفولة بزيادة عوامل الخطر القلبية الوعائية في مرحلة البلوغ، مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم وزيادة مستويات السكر في الدم. هذا، وأكد القائمون على الدراسة أن هناك دليلاً قوياً يربط بين العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة، وزيادة خطر تدهور صحة القلب والدماغ بشكل عام. الفئات العمرية يزداد خطر العزلة الاجتماعية مع تقدم العمر بسبب عوامل الحياة، مثل الترمل والتقاعد، حيث إن ما يقرب من ربع البالغين في الولايات المتحدة، الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر، معزولون اجتماعياً، إضافة إلى أن انتشار الشعور بالوحدة أعلى من ذلك، مع تقديرات تتراوح بين 22 % و47%. وتؤكد الدراسات أن فئة الشباب تعاني أيضاً من العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة، حيث يصف استطلاع أجراه مشروع الرعاية المشتركة التابع لجامعة هارفارد بأن الشباب البالغين الذين تتراوح أعمارهم حالياً بين 18 و22 عاماً الأكثر وحدة، وتُعزى زيادة العزلة والشعور بالوحدة بين البالغين الأصغر سناً إلى زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وانخفاض المشاركة في الأنشطة الشخصية الهادفة. وتشير البيانات أيضاً إلى أن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة قد ازدادا خلال جائحة كوفيد - 19، خصوصاً بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً وكبار السن والنساء والأفراد ذوي الدخل المنخفض. أكدت الدراسة وجود أدلة عدة على الصلة بين العزلة الاجتماعية والوحدة، والموت بسبب أمراض القلب والسكتة الدماغية، مع زيادة بنسبة %29 في خطر الإصابة بالنوبات القلبية والوفاة بأمراض القلب، وزيادة بنسبة %32 في خطر الوفاة بالسكتة الدماغية. وكان الأشخاص المصابون بأمراض القلب، الذين عاشوا في عزلة اجتماعية، لديهم زيادة في احتمالية الوفاة بمقدار ضعفين إلى ثلاثة أضعاف خلال دراسة متابعة، مدتها ست سنوات، وقد يكون لدى البالغين المنعزلين اجتماعياً، الذين لديهم ثلاثة اتصالات اجتماعية أو أقل شهرياً، خطر متزايد بنسبة %40 للإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية متكررة. بالإضافة إلى ذلك، كانت معدلات البقاء على قيد الحياة لفشل القلب لمدة 5 سنوات أقل من %60 للأشخاص المعزولين اجتماعياً، ولأولئك الذين يعانون من العزلة الاجتماعية والاكتئاب السريري %62، مقارنة بأولئك الذين لديهم اتصالات اجتماعية أكثر. سلوكيات تؤثر سلباً ترتبط العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة أيضاً بالسلوكيات التي تؤثر سلباً في صحة القلب والأوعية الدموية والدماغ، مثل: ◄ انخفاض مستويات النشاط البدني المبلغ عنه ذاتياً. ◄ تناول كميات أقل من الفاكهة والخضروات. ◄ زيادة وقت الجلوس. ◄ وجدت العديد من الدراسات ارتباطات مهمة بين الشعور بالوحدة واحتمال أعلى للتدخين.
تعليقات
إرسال تعليق