القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف يتكيف الجسم مع التوتر والاجهاد؟

يستطيع جسم الإنسان أن يواجه التعرض للإجهادات البيئية، وبنفس اللحظة الحفاظ على بيئته الداخلية ضمن حدود معينة تسمى الطبيعية. الحوادث أو العوامل البيئية المسؤولة عن إحداث الإجهاد تسمى الضغوط. ويشير سيلي (Seyle) إلا أن الضغوطات قد تكون فيزيائية، أو نفسية، أو اجتماعية. وهذا يتضمن أيضاً أن الجهود الجسدية، ودرجات الحرارة العالية أو شديدة البرودة، والعطش، والجوع، والتعب (الإجهاد) والمواجهات اليومية، وبالاعتماد على نوع الإجهاد فإن ردة فعل الجسم تكون على عاملين: – مواصفات الضغوطات. – مقدرات الإنسان الذاتية في التأقلم ومواجهة هذه الضغوطات. يستجيب جسم الإنسان لمعظم الضغوطات عبر آليتين: – الاستجابة المحددة. – الاستجابة غير المحددة. حيث تقوم الاستجابة المحددة بتنبيه الجسم لوجود تلك الضغوطات بينما تقوم الإستجابة غير المحددة بإدامة أو إعادة ضبط المستوى الطبيعي للجسم كما في الإستجابة العصبية الغدية، وازدياد الاستجابة المناعية الذاتية. ويمكن لنفس العامل/ الضغوطات أن يسبب استجابات مختلفة لأناس مختلفين مما يؤكد طاقات الناس للتكيف. وقد تكون هذه الطاقات داخلية (وراثية، العمر، الجنس) أو خارجية (التعرض لعوامل بيئية، التأثر بالأدوية أو نمط التغذية) تتضمن عوارض الاستجابة غير المحددة كلا من آلام الرأس، تعرق الأيدي، تشنج الرقبة، وازدياد التعرض للعدوى. وتكون الاستجابة عن طريق الجهاز العصبي الذاتي، الغدد الصماء، الجهاز العضلي الحركي، وجهاز المناعة، وهي استجابة متكاملة معقدة يتحكم بها الجهاز العصبي. ما هو التكيف؟ التكيف الفسيولوجي يعني المقدرة على إدامة وثبات البيئة الداخلية للجسم في مواجهة مجموعة من المتغيرات البيئية الداخلية والخارجية. وهذا التكيف يشمل نظام السيطرة على الوظائف الخلوية، والسيطرة على العمليات الحيوية للجسم، وتكامل الوظائف لأجهزة الجسم المختلفة. تعيش خلايا الجسم في بيئة داخلية حيث تحيط بها سوائل الجسم التي تنقل إليها المواد الغذائية وتسحب من عندها الفضلات. إن ثبات هذه البيئة الداخلية يسمى التوازن (Homeostasis) ويتحقق عن طريق تنسيق دقيق بين مجموعة من العمليات الفسيولوجية التي تلغي التأثيرات على بيئة الجسم الداخلية. ولها أربع مواصفات: 1 – الثبات: (كما درجة الحرارة، مستوى السكر في الدم). 2 – الاستقرار: أي توجه نحو إجراء تغيير داخلي يقابله إجراء فوري لإلغاء هذا التغيير، فمثلاً ازدياد نسبة السكر في الدم يتم مواجهته بالشعور بالعطش والحاجة لشرب المياه مما يخفف من تركيز السكر في الدم، السوائل المحيطة بالخلايا. 3 – التعاون: نظام السيطرة على التوازن يتكون من مجموعة من الانظمة التي تعمل بنسق، وفي نفس اللحظة لإلغاء التغيير (كما في حالة السكري أعلاه) 4 – لا يحدث التوازن بمحض الصدفة بل عن طريق سيطرة وحكم ذاتي منظم. يتكون نظام التحكم بالتوازن الداخلي للجسم من ثلاثة مكونات: – الحساس/ المستشعر: والذي يقوم باستشعار أي تغيير في المواد أو المنتجات أو وظائف الجسم. – المقارِن: يقوم بمقارنة القيمة التي تم استشعارها مع مستوى مدى مقبول. – المستجيب: والذي يقوم بإعادة الوظيفة أو المنتج إلى حدود المدى المحدد. كما تعمل انظمة التحكم بالتوازن عبر ما يسمى (آلية التغذية الراجعة)، فإذا ما انخفضت قيمة مادة ما أو وظيفة ما دون المدى المسموح به، فإن آلية التغذية الراجعة تعطي أوامرها لزيادة نشاط تلك الوظيفة أو إنتاج المادة المنخفضة لتعود إلى مداها الطبيعي. العوامل التي تؤثر على المقدرة للتكيف للضغوطات: – الخبرة السابقة والتعلم. – مخزونات الجسم (مثلاً عند الرياضي تزداد لأعداد كريات الدم الحمراء، العضلات، كمية الأكسجين، المواد الغذائية في الكبد والخلايا، مستوى مخزون الكالسيوم في الدم). – الوقت: يكون التكيف أكثر فعالية إذا كان التغيير يحدث تدريجياً. – التركيبة الجينية. – العمر. – دورة النوم-الصحو. مراحل متلازمة التكيف العامة (General adaptation syndrome): 1. مرحلة رد فعل الإنذار: تشير مرحلة رد فعل الإنذار إلى الأعراض الأولية التي يعاني منها الجسم عندما يكون تحت الضغط والمعروفة باستجابة “القتال أو الهروب”، وهي استجابة فسيولوجية للتوتر، حيث يؤهل رد الفعل الطبيعي الإنسان إما للفرار أو حماية النفس في المواقف الخطرة. يزداد معدل ضربات القلب، وتفرز الغدة الكظرية الكورتيزول (هرمون التوتر)، وتتلقى دفعة من الأدرينالين، مما يزيد من الطاقة. تحدث استجابة القتال أو الطيران/الهروب هذه في مرحلة رد فعل الإنذار. 2. مرحلة المقاومة: بعد الصدمة الأولية لحدث مُرهِق والاستجابة للقتال أو الهروب، يبدأ الجسم في إصلاح نفسه. يطلق كمية أقل من الكورتيزول، ويبدأ معدل ضربات القلب وضغط الدم في التحسن. على الرغم من أن الجسم يدخل مرحلة التعافي هذه، إلا أنه يظل في حالة تأهب قصوى لفترة من الوقت. إذا تغلب الشخص على التوتر ولم يعد الموقفُ مشكلةً، فسيستمر الجسم في إصلاح نفسه حتى تصل مستويات الهرمونات ومعدل ضربات القلب وضغط الدم إلى حالة ما قبل الإجهاد. تستمر بعض المواقف العصيبة لفترات طويلة من الزمن. إذا لم يُحَل سبب التوتر وظل الجسم في حالة تأهب قصوى، فإنه يتكيف في النهاية ويتعلم كيفية التعايش مع مستوى إجهاد أعلى. في هذه المرحلة ، يمر الجسد بتغييرات لم يكن الشخص على دراية بها في محاولة للتكيف مع التوتر. يستمر الجسم في إفراز هرمون التوتر ويظل ضغط الدم مرتفعًا. إذا استمرت مرحلة المقاومة لفترة طويلة جدًا دون توقف لتعويض آثار الإجهاد، فقد يؤدي ذلك إلى مرحلة الإرهاق. تشمل علامات مرحلة المقاومة ما يلي: التهيج، الإحباط، تركيز ضعيف. 3. مرحلة الإرهاق: هذه المرحلة هي نتيجة الإجهاد المزمن أو المطوّل. يمكن أن تؤدي مواجهة الإجهاد لفترات طويلة إلى استنزاف الموارد الجسدية والعاطفية والعقلية إلى الحد الذي لا يعود لدى الجسم فيه القوة لمحاربة التوتر. تشمل علامات الإرهاق ما يلي: – إعياء. – احتراق. – الكآبة والقلق. – انخفاض تحمل الإجهاد. – تضعف الآثار الجسدية أيضًا جهاز المناعة وتعرضه لخطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتوتر.
Reactions

تعليقات