يسيطر الحياء في بعض المجتمعات فيمنع طرح أمراض للعلن واستشارة الطبيب، لتتحول مع مرور الوقت الى امراض مزمنة يصعب علاجها من دون تدخل جراحي.
من هذه الأمراض ما يصيب الجهاز التناسلي. د. علي مهدي زادة، رئيس وحدة جراحة الكلى والمسالك البولية والرئيس التنفيذي لمركز الجار الله الألماني، أكد أهمية الثقافة الصحية في هذا الجانب.
وشرح موضحا «بعض المراهقين لا يعرفون الطريقة الصحيحة للنظافة. ويصابون بالتهابات تناسلية عن طريق الخطأ ولا يعرفون كيف يتصرفون، فيعانون بصمت».
سبب الالتهابات التناسلية
يمكن تقسيم الالتهابات التناسلية وفق مصدرها أو الانتان المسبب لها، إلى:
بكتيرية أو فيروسية أو فطرية أو جرثومية متعددة أو غير ذلك.
وقال الدكتور «خلال السنوات الأخيرة لاحظت ازدياد المصابين بهذه الالتهابات التناسلية، ومن أكثر أنواعها انتشاراً: السيلان، فيروس البابيلوما HPV، فيروسات الوباء الكبدي، الفطريات، فيروس الإيدز، بكتيريا الإيكولاي.
وبعكس الاعتقاد السائد بأنها التهابات مزعجة وغير خطرة، فهناك أنواع تؤدي إلى الإصابة بالسرطان وأمراض مميتة.
فإصابة المرأة بفيروس البابيلوما HPV يرتبط بإصابتها بسرطان عنق الرحم، وإصابة الرجل بأعراض خطرة.
أما الإصابة بفيروسات الوباء الكبدي فتسبب التهاب الكبد وتؤدي إلى تليفه المميت.
ولا يغفل أحد خطورة الإصابة بفيروس الايدز المميت».
الأعراض
- عدم ارتياح في عملية التبول.
- الإحساس بعدم تفريغ كامل البول.
- حرقان في البول.
- تكرار الحاجة إلى دخول الحمام وإلحاح البول.
- التنقيط بعد التبول.
- الاستيقاظ ليلا للتبول.
- آلام أثناء التبول.
وتعتمد الأعراض وشدتها على درجة الالتهاب وانتشار الجرثومة في المسالك البولية. فمن الوارد ان تنتقل الجرثومة عبر مجرى البول لتصل إلى البروستاتا والحالب والمثانة لتسبب تضخم البروستاتا وأعراضاً مزمنة.
أهمية العلاج المبكر
شدد الدكتور على أهمية العلاج المبكر، وشرح قائلاً «للأسف، يشعر كثير من الشباب بأعراض مزعجة أثناء التبول، ولكن البعض منهم يستمر في التأقلم معها لعدة سنوات.
فتتطور شدة الأعراض إلى أن يفقد القدرة على حبس البول ويصاب بألم مزمن في كيس الصفن وتتضخم البروستاتا، فالمصاب يعتقد أن أعراضه البسيطة قد تتحسن مع الوقت ولا يدرك أنه يجب علاج الالتهاب سريعاً قبل أن ينتقل إلى الزوجة أو إلى أعضائه البولية ويسبب مضاعفات.
فعلاج التهاب بسيط يتطلب أسبوعين تقريباً، بينما يتطلب علاج احتقان البروستاتا حوالي 6 أشهر، فالعقاقير ستقوم بفتح قنوات البروستاتا وتنظفها من الجراثيم».
أدوات التشخيص
- التاريخ المرضي والفحص الإكلينيكي.
- تحاليل البول والدم.
- التصوير بالموجات الصوتية (السونار) للكلى والمثانة والبروستاتا. ومن خلال خبرة الطبيب، سيتمكن من تشخيص سبب الالتهاب ودرجته وإن كان قديماً أو حادا (حديثاً).
العلاج
- وفق مصدر الالتهاب ودرجته يتم وصف عقاقير المضادات الحيوية والالتهابية.
- الإكثار من شرب الماء.
- الحرص على انتظام عملية التبول وعدم حبس البول طويلاً.
- الحرص على النظافة الشخصية.
- عند علاج الزوج من التهاب تناسلي ينصح أيضاً بعلاج الزوجة لمنع تكرار انتقال العدوى.
أما بالنسبة لعلاج الحالة المتأخرة التي وصلت إلى تضخم البروستاتا، فقد بين الدكتور أنه لا يوجد عقار يمكنه تصغير حجم البروستاتا، ولكن تتوافر عقاقير يمكنها تحسين الحالة، مثل العقاقير التي تقوم بفتح أكياس البروستاتا وتنظيفها من الجراثيم ويجب تناولها لمدة 6 أشهر على الأقل.
أما بالنسبة لمن تطورت حالتهم أو لم يستفيدوا من العقاقير فينصحون بالتدخل الجراحي عبر المناظير، فحالياً تتوافر عدة تقنيات علاجية مثل تصغير البروستاتا بتقنيات الليزر أو بربطها بالخيوط أو كحتها جراحياً.
نصائح وقائية
- الابتعاد عن العلاقة المحرمة.
- الاكثار من شرب الماء.
- انتظام عملية التبول وعدم حبس البول لمدة طويلة.
- عند الشعور بأعراض بولية مزعجة أو الشك بأمر غير طبيعي يجب مراجعة الطبيب بسرعة لتشخيص الالتهاب وعلاجه مبكراً.
- الالتزام بالعلاج.
- الحرص على النظافة الشخصية والتنظيف بطريقة صحيحة.
تعليقات
إرسال تعليق