يسعى الجميع للتفوق بكل الأشياء التي يقومون بها، فلا أحد يريد أن يوصف بالفشل أو بعدم قدرته على إنجاز أمر معين حتى وإن كان هذا الأمر بعيدا عن تخصصه أو قدراته. لذا تجد المرء دائما يسعى لما يحفزه ويشجعه بأنه يستطيع الوصول لهدفه مهما بلغت صعوبة الطريق إليه، حسب ما ذكر موقع “dumblittleman”.
لكن المشكلة التي تواجه البعض في طريقهم نحو تحقيق أهدافهم أنهم يتبنون عادات “إيجابية” ظاهريا ولكنها قد تعطي نتائج سلبية في النهاية. فعلى سبيل المثال قد تجد المرء ساعيا خلف حلم بجد واجتهاد ويمنح جل وقته لهذا الحلم وبالتالي يغفل باقي جوانب حياته وهذا خطأ يندم عليه لاحقا. أيضا فقد يسعى وراء حلم ليس حلمه، كأن يجبره والداه على أن يختار تخصصا معينا في الجامعة وينجح به على الرغم من عدم ميله له مما يفقده متعة دراسة ما يحب والتفوق بهذا.
ومن الأمور الأخرى التي تندرج ضمن السلوكيات الإيجابية في ظاهرها:
- توقع الوصول لنتائج مثالية: يتسبب السعي خلف المثالية إلى الأذى النفسي للمرء. فهو يحمل في ذهنه فكرة معينة عن أمر معين ويريد أن يراها على أرض الواقع بكامل صورتها المثالية في ذهنه. من الجيد أن يسعى المرء لتحسين نفسه ويحاول أن يعكس هذا التحسن على كل من حوله وما حوله ولكن يجب أن يضع باعتباره أننا كبشر لا نملك سوى أن نحسن من أنفسنا.
- توقع أن يتصرف الآخرون بما يتوافق مع أفكارنا: يعاني البعض من الاعتقاد بأنه يجب على الآخرين أن يتصرفوا بطريقة معينة وإن لم يتصرفوا بها فإنه يشعر بالضيق والإحباط والحيرة، فكيف لأحد أن لا يرى الأمور كما يراها هو؟ لو كنت تفكر بهذه الطريقة فاعلم أنك المخطئ بتبنيك أفكارا غير منطقية وتريد تطبيقها على غيرك الذين يمتلكون وجهات نظر خاصة بهم. من الأفضل أن تتقبل الآخرين كما هم، حاول أن تساعدهم على تحسين بعض من عاداتهم إن أمكنك هذا، لكن ما لا تستطيع تغييره فاتركه وتقبلهم كما هم.
- توقع النجاح من التجربة الأولى: هذا دليل على صعوبة أن يتصف المرء بالصبر، لذا تجده يريد إنجاز الشيء من أول مرة، وإن لم يتمكن من ذلك تجده يشعر بالضيق والكآبة. هل سبق لك وأن تخيلت لو أنك تنجح بكل ما تريد من أول تجربة كيف ستجد الاستمتاع بما وصلت له؟ لو نظرت إلى الناجحين ستجد فرحهم يكاد ينطق في عيونهم وذلك لكونهم حاولوا مرة بعد أخرى ودفعوا ثمن هذا النجاح. فالنجاح لا يأتي لمن يريده، فكلنا نريده، ولكنه يأتي فقط لمن هو على استعداد أن يتعب ويعرق ويناضل لأجل هذا النجاح.
- توقع الفشل والبحث عن أعذار مسبقة له: قد يكون لدى المرء العديد من الأعذار الشرعية التي تفسر السبب الذي يمنعه من الوصول لحلمه، ولكن وجود تلك الأعذار من عدمها لا يسهل طريقا آخر للوصول على سبيل المثال. بل بالعكس فقد يعيق المرء عن تكرار المحاولة أو حتى السعي خلف أحلامه الأخرى. يعد التذمر والبحث عن الأعذار من أقصر الطرق نحو الفشل. حاول أن تستعرض حياتك وأن تلحظ كم من النجاحات التي حققتها عندما كان تركيزك فقط على الوصول وليس على تحضير أعذار مسبقة تبرر عدم الوصول.
صحيفة الغد
تعليقات
إرسال تعليق