عند امتلاك المرء لعقلية اللونين الأبيض والأسود فإنه يقوم، وبشكل لا إرادي بتضخيم الأحداث بحيث يراها إما في غاية الروعة أو في غاية السوء. الأمر الذي يظهر وبوضوح ابتعاد المرء عن الواقع من خلال نمط التفكير هذا، فعلاقته بشريكة حياته لا يجب أن تكون إما ناجحة بكل المقاييس أو مدمرة. كذلك فالناس الذين يقابلهم هنا وهناك ليس بالضرورة أن يكونوا غاية في الذكاء أو قمة في الغباء، فجميع البشر لديهم نسبة من الذكاء ويحملون نقاط قوة وضعف ولديهم إيجابيات وسلبيات أيضا.
قد يعجبك ايضا
عندما يصل المرء لهذه النتيجة سيصبح أكثر سعادة وتقبلا لكل ما يمر به من أحداث مختلفة. فمجرد حدوث موقف لم يرضه فهذا لا يعني أن هذا الموقف سيفسد علاقاته أو سيضطره لترك وظيفته مثلا، فالمشاكل تحدث في كل مكان ولكن ليس بالضرورة أن تستمر. لذا فإن التحرر من عقلية الأبيض والأسود سيفتح المجال ليتقبل المرء الألوان الأخرى في هذه الحياة مما ينعكس إيجابا على تصرفاته ونظرته للأمور بشكل عام.
اقتناع المرء بسلبية عقلية اللونين الأبيض والأسود يعتبر الخطوة الأولى في التحرر منها، لكن لا يجب أن يتوقع المرء حدوث معجزة تنقله بين ليلة وضحاها من عقلية متطرفة بأحكامها لعقلية منفتحة ومتقبلة لما يمر بها من أحداث، لكن يجب أن يعلم المرء بأن أي خطوة، مهما كانت صغيرة، باتجاه التحرر من هذه العقلية تعتبر إنجازا يستحق الرضا والحماسة للسير قدما لغاية التحرر الكامل منها.
تعليقات
إرسال تعليق