القائمة الرئيسية

الصفحات

الحقيقة حول ما يشاع عن فوائد الزنجبيل الصحية


لا  دليل علمي يختص بدراسات وأبحاث مخبرية وبشرية حول فائدة تناول الزنجبيل  او ان له اي دور او فائدة في تعديل ضغط الدم، أو حتى في التحكم في وزن الجسم.

 ويتناقل العديد من الناس  عبر البريد الإلكتروني اوجلسات الأصدقاء والعائلة معلومات حول الفوائد «السحرية» لتناول الزنجبيل، خاصة بالإشارة إلى دوره في خفض الوزن، وفي الوقاية من وفي علاج الأورام السرطانية، وفي تخفيف الشعور بالغثيان، والمساعدة في الهضم، وزيادة إدرار البول، بينما تتضارب المعلومات المتناقلة حول رفع أو تعديل ضغط الدم.
وتشير الدراسات والأبحاث المخبرية والتجارب البشرية إلى أن تناول الزنجبيل مفيد في السيطرة على أعراض الغثيان الناتج عن الحركة التي عادة ما تصيب بعض الأفراد خلال عملية تنقلهم بالمواصلات عبر البر والبحر والجو. كما يتصف الزنجبيل بصفة أنه مضاد للتقيؤ، أي أنه يمنع التقيؤ أو بالعامية الإستفراغ، وذلك بسبب ما يحدثه من تأثير في معدتنا للحد من خروج أحماضها وإفرازاتها إلى الفم. ولا يؤثر الزنجبيل على جهازنا العصبي المركزي الذي عادة ما يسبب إضطرابه التقيؤ في بعض الأحيان.

وحقيقة الأمر بأنه لا يوجد أي أدلة علمية تدعم علاقة تناول الزنجبيل بالحد من أعراض الأورام السرطانية، ولا أدلة على دور الزنجبيل في الوقاية من وفي علاج الأورام السرطانية، ولا أدلة تشير إلى دوره في المساعدة في هضم الطعام وخفض الوزن، وزيادة إدرار البول أو حتى في التحكم أو رفع ضغط الدم.

ولعل أهم نصيحة يجب علينا إتباعها وتداولها هو تناول الزنجبيل بإعتدال بحيث لا تزيد الكمية عن شرب 2 كوب من شراب الزنجبيل، أو إستخدام الزنجبيل الطازج بكمية قليلة أو مسحوق الزنجبيل في الطبخ لإضفاء طعم ورائحة مميزة.

وعادة ما يلجأ البعض منا إلى تناول كميات كبيرة من الزنجبيل بمجرد السماع بفوائده بالرغم من أن الزنجبيل مادة طبيعية، إلا أن تناول كميات كبيرة منه قد يؤثر سلبا على جهازنا العصبي المركزي وقد يتسبب في عدم إنتظام ضربات القلب. كما تشير التقارير السريرية إلى حالات إضطراب عدد الصفائح الدموية في دمنا لمن يتناولون كميات كبيرة من الزنجبيل إذ يكشف فحص الدم إنخفاض في مستوى هذه الصفائح الدموية.

ويتعارض تناول الزنجبيل مع بعض الأدوية، خاصة أدوية مميعات الدم التي تمنع التجلط مثل «الوارفارين،» وبعض أدوية علاج إرتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية وضربات القلب غير الطبيعية.

ولعل الإجماع والسند العلمي يؤكد بأنه يمكن إستخدام الزنجبيل بكميات قليلة من أجل التخفيف من الغثيان، خاصة لدى من يعاني أو تعاني منه بصورة مؤقتة أثناء السفر أو خلال الخضوع لعلاج ما مع مراعاة الحذر لدى من يتناول أو تتناول أدوية يتعارض معها الزنجبيل.

ولعلني أدعو وأؤكد بأن إندفاعنا نحو العناية بصحتنا هو شيء جميل جدا، وممارستنا الصحية في تناول معلومات صحية هو حقا أجمل، ولكن أتمنى أن نراعي الحذر في تقييم المعلومات المتداولة ونراعي تناول كمية محدودة مع موازنة توقعاتنا حول فوائد الزنجبيل الصحية حتى لا يسبب لنا هذا الإندفاع تناول كميات كبيرة من مادة طبيعية، مثل الزنجبيل، قد تفيدنا وقد تسبب لنا أضرار جمة نحن في غنى عنها.

  علينا  ممارسة القليل من الحكمة والتوازن في إستقبال أي معلومة صحية إذ لا يوجد أي مادة في الكون يقترن مفعولها بمفعول السحر، أو أن مادة ما تساهم في ضغط الدم ووزن الجسم، فما يتوفر بين أيدينا يشير إلى ضرورة مراعاة الحالة الفردية والخصوصية الصحية مع تكاملية النظام الغذائي والنمط الحياتي. 
Reactions

تعليقات