تتصف الرشاقة بكونها من أكثر الأشياء التي يسعى لها الكثير من الناس، لذا نجد أن مواضيع الرشاقة وطرق الوصول لها تنتشر في أماكن كثيرة وبأساليب متنوعة. لكن وبصرف النظر عن الأسلوب المتبع للوصول إلى الرشاقة، فإن هناك بعض السلوكيات التي تترافق مع أساليب الحمية المتبعة، تعد وللأسف سلوكيات سلبية ينبغي السعي للتخلص منها.
حسب ما يرى موقع "LifeHack"، فإن بعض متبعي الحمية ينتهجون سلوكيات "شائعة" كأن يفكر المرء بطريقة "الكل أو لا شيء"، حيث لو خالف شرط واحد في الحمية في يوم ما، فإنه يخالف باقي الشروط في ذلك اليوم، باعتبار أن مخالفته الأولى أدت إلى إفساد يومه كاملا فيما يتعلق بالحمية. وهناك من يجعل الحمية تستحوذ على جل تفكيره حيث يهمل بنشاطاته الباقية كعلاقاته الاجتماعية على سبيل المثال.
بصرف النظر عما نسمعه عبر وسائل الإعلام المختلفة، فإن الحصول على جسم رشيق لا يتطلب القيام بتضحيات كبرى كالابتعاد عن مباهج الحياة وتكريس المرء نفسه فقط لمهمة الوصول للوزن المثالي.
هل هذا يعني أنه لا يوجد تضحيات؟ بلى، يوجد تضحيات، ولكن من الأفضل تسميتها "تعديلات صحية" نظرا لكونها بالفعل تتعلق بصحة المرء وكيفية الحفاظ عليها.
وفيما يلي عدد من السلوكيات السلبية الشائعة لدى الكثير من متبعي الحميات الغذائية من أجل أن نبدأ بالسعي للتخلص منها:
- تجنب المرء لطعامه المفضل: لعل أكثر المعوقات شيوعا والتي تواجه المرء عند التفكير باتباع حمية معينة هو الاعتقاد الخاطئ بأن الوصول للوزن المثالي يتطلب الابتعاد عن أطعمتنا المفضلة. رغم أن الطعام الصحي مطلوب لمن يريد الحصول على الرشاقة، إلا أن هذا لا يعني قيام المرء بالترك الكامل لطعامه المفضل. حرمان المرء نفسه من تناول طعامه المفضل يعد طريقا مثلى لتسريع شعوره بالاستياء من الحمية التي يتبعها. كما أن هذا النوع من الحرمان يزيد فرص الأكل الشره الذي يشعر المرء بمجرد انتهاء وجبته بالندم والخجل من نفسه. اعلم بأن الكمال لله وحده، والالتزام بالطعام الصحي أمر مطلوب دائما حتى وإن كنت تمتلك وزنا مثاليا، لذا اسمح لنفسك بين الحين والآخر بتناول طعامك المفضل بدون أن تشعر بالإحباط والخجل من نفسك، الحياة أقصر من أن نحرم أنفسنا من الاستمتاع بالنكهة التي نحبها من آن لآخر.
- سعي المرء لتقليد الآخرين: مع كثرة وسائل الإعلام وانتشارها في كل مكان، أصبحنا نشاهد ونسمع يوميا أخبارا عن الكثيرين ممن اعتنوا برشاقتهم ووصلوا للوزن المثالي بالنسبة لأجسادهم. هذا الأمر أدى لأن تكون ثقتنا بأنفسنا تحت الاختبار معظم الوقت. لعل المعلومة الأهم والتي يتجنب المعنيون ذكرها أن هؤلاء الذين يظهرون على شاشات التلفزيون أو على أغلفة المجلات تعتمد أعمالهم على أن يكونوا بالصورة التي هم عليها. فنجوم السينما والرياضة وغيرهم لديهم الكثير من المتخصصين الذين يساعدونهم من أجل الوصول للوزن المثالي والحفاظ عليه. لذا توقف عن مقارنة نفسك بأحد، وتأكد أنك طالما تسعى بجد وتقوم بالمطلوب منك للوصول للوزن الملائم فالنتائج ستأتي بالتأكيد.
- إجبار المرء نفسه على ممارسة نشاطات لا يحبها: يعتقد البعض أن الجري لمسافات طويلة ضروري من أجل الوصول للرشاقة التي يبحثون عنها. إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ وذلك لأنه يوجد العديد من النشاطات التي يمكن أن تكون بديلا مناسبا لرياضة الجري التي قد لا تكون مرغوبة لدى البعض. في حال كان المرء لا يميل لممارسة نشاط معين، فأغلب الظن أنه سيواظب عليه أسبوع أو اثنين ومن ثم يبدأ بتركه نظرا لكون إرادته تفتر تجاه الأنشطة التي لا يميل لها يوما بعد يوم. لذا حاول أن تجرب ممارسة نوعيات مختلفة من الرياضة حتى تجد النوع الذي يلائمك، واعلم أن عدم التزامك بمركز للياقة لا يعني أنك لا تستطيع الاهتمام بلياقتك بالشكل المناسب.
- يقوم المرء بالاهتمام برشاقته للفت انتباه الآخرين: ما السبب الذي يدعوك للاهتمام برشاقتك؟ عائلتك؟ محيطك الاجتماعي؟ الأصدقاء الافتراضيين على "فيسبوك"؟ لو كان الأمر كذلك فاعلم أنك بحاجة لإعادة تقييم أهدافك. لو كان الحافز الذي تسعى خلفه خارجيا فتأكد بأنه سيقودك لبعض الوقت ومن ثم سيتلاشى. بينما لو كانت شعلة الإرادة منبعثة من داخلك، فتأكد بأنها ستبقى متقدة بصرف النظر عن رأي العالم من حولك.
- الانسحاب بمجرد الوصول للوزن المطلوب: بعد أن خسرت بضعة كيلوغرامات بدأت تشعر بالملل نظرا لأن عملية خسارة الوزن بدأت تبطئ، فضلا عن أن مشاغل الحياة تسهم أيضا بالتفكير بأمور أخرى غير الوزن. لذا فليس مستغربا أن نسمع أحدهم يشعر بأن وزنه سيبقى هكذا وأن الرشاقة من الترف الذي لا يستطيع الالتزام به. لكن اعلم بأن انشغالات الحياة وبطء عملية خسارة الوزن ما هي إلا أعذار، والأعذار لا تبدو مهمة إلا لمن يخترعها. حاول أن تترك أعذارك جانبا وتتأكد بأن أفضل وقت لتبدأ الحمية هو الآن، بصرف النظر عن أي حميات فاشلة جربتها سابقا وعن أي توقعات تدور برأسك بشأن المستقبل، فقط ابدأ.
علاء علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق