إعداد أحمد مغربي- باتت الشبكات الاجتماعيّة الرقميّة جزءاً من حياة الناس حاضراً، إذ تستخدم لتبادل المعلومات الشخصيّة، وإنفاق المال على الألعاب، وإرسال الهدايا للأصدقاء وغيرها. في المقابل، بدأت الشبكات إيجاد طرق لجني الأموال عبر منصّاتها، وذلك بالسماح لأعضائها بالتعامل مع هدايا حقيقيّة، ما يفتح الأبواب أمام قراصنة الإنترنت لاستخدام وسائل جديدة في هجماتهم. وبذا، تصاعدت أعداد الهجمات بالبرمجيّات الخبيثة التي تسرق تفويض الدفع في الشبكات الاجتماعيّة، وتخدع المستخدمين بهدف الحصول على تفاصيل الدفع وغيرها من المعلومات الشخصيّة القيّمة.
وترافق انتشار الأجهزة الذكيّة للاتّصال بالإنترنت، مع تزايد خطر تعرّضها للاختراقات والهجمات الإلكترونيّة التي تستهدف بياناتها. وتعمل بعض البرمجيّات الخبيثة على تكرار التهديدات القديمة، مثل سرقة المعلومات مباشرة من الأجهزة.
وكذلك ظهرت خدع جديدة أشد تطوّراً، إذ ترسِل البرمجيّات الخبيثة الموجّهة إلى الخليوي، رسائل نصيّة تمكن «الأشرار» من الاستفادة منها. وإضافة إلى ذلك، تتسبّب زيادة استخدام خدمة «الحوسبة المتنقلّة» Mobile Computing، في إجهاد البنية التحتيّة لـ «جدران حماية المعلومات» (اختصاراً لـ «إس إس إل» SSL) في الخليوي. واستطراداً، يلقي الأمر الضوء على أن عملية تصفّح الإنترنت عبر الخليوي لا تصاحبها حماية مناسبة، بل تجري باستخدام تطبيقات غير آمنة، ما يرفع درجة الخطورة.
إشكاليّة حفظ المعلومات
باتت ظاهرة استخدام أقراص محمولة من نوع «أس أس دي» SSD ووسائط التخزين المعتمدة على «ذاكرة فلاش» Flash Memory، شديدة الشيوع عالميّاً. يرجع ذلك إلى قلّة استهلاكها للكهرباء، وتفوّق سرعتها في قراءة البيانات على نظيرتها من الأقراص التقليدية الصلبة، بقرابة 100 ضعف.
ومنذ مدّة، بدأت وسائط التخزين المعتمدة على «ذاكرة فلاش» الظهور بوصفها المكان الأول لحفظ البيانات رقمياً، في معظم مراكز البيانات. كما تعمد تلك المراكز الى تعزيز استخدام البيانات المخزّنة على «الأقراص ذات الحال الساكنة» «أس أس دي» SSD إلى أقصى درجة ممكنة، بهدف الحدّ من التكاليف.
يتوقع أن تزداد الانقطاعات في خدمات «حوسبة السحاب» مع تزايد انتشارها، ما يتسبّب بخسارة ملايين الدولارات، ولا يمنع الأمر الشركات من الاستمرار في الاستثمار في تبني «حوسبة السحاب» على الإنترنت. وتؤدي الحاجة إلى حماية البيانات في «السُحُب» وإدارتها، إلى تبنّي حلول تشمل صنع نسخ احتياطيّة للبيانات، واستعمال تقنيّات مواجهة الكوارث الرقميّة.
وانخرطت الشركات المزوّدة لخدمات «حوسبة السحاب» في ابتكار طرق أكثر أمناً وفاعلية لاسترجاع البيانات والتطبيقات عند تعرّضها للضياع، سعياً وراء الحصول على ثقة الجمهور. في المقابل، تحتاج الشركات إلى استخدام أدوات أفضل لإدارة «السُحُب» لحماية بياناتها، لأن مشاكل انقطاع الخدمات «السحابية» ربما تدهورت قبل أن تعود إلى التحسّن.
البديل الافتراضي
واضح أن المؤسّسات على اختلاف أحجامها، باتت تعمد إلى تبنّي الأجهزة الافتراضيّة Virtual Instruments ضمن بيئاتها الرقميّة. وترافق ذلك مع تنوّع في مصادر الأجهزة الافتراضيّة، وميل إلى العزوف عن الأدوات الافتراضيّة المتخصّصة ذات القدرات المحدودة، لمصلحة الميل إلى استعمال منصّات افتراضيّة واسعة القدرات. بقول آخر، هناك ميل إلى تبني استخدام مجموعة من الأجهزة الافتراضيّة معاً، وضمنها تلك التي تعتمد على بنية «حوسبة السحاب»، خصوصاً في أعمال النسخ الاحتياطي للبيانات واسترجاعها وإدارتها.
كما يؤدي ذلك إلى تحوّل المؤسسات إلى التقنيات الافتراضيّة بنسبة ربما تلامس 100 في المئة. وتتآزر التقنيات الافتراضيّة و»حوسبة السحاب» وخطط النسخ الاحتياطي للبيانات واسترجاعها، في تعزيز الاستعداد لحالات الكوارث التقنية، مع القدرة على امتلاك وسائط تخزين أو أجهزة فعليّة، يمكن أن تعمل بسرعة كي تتجاوز الأوضاع الناجمة عن هذه الكوارث.
وفي السياق عينه، تخفّض الشركات المتخصصة في النسخ الاحتياطي من الزمن اللازم لإنجاز تلك العملية. يجري ذلك عبر صنع أجهزة للنسخ الاحتياطي تحتوي برامج إزالة البيانات المُكرّرة، وتطبيقات النسخ الاحتياطي، وبرامج نسخ البيانات، وتطبيقات أخذ صورة عن البيانات وتأمينها وربطها مع بيئة «حوسبة السحاب». وتُنجَز هذه الأمور عبر جهاز مفرد، ما يسرّع إجراء النسخ الاحتياطي.
تعليقات
إرسال تعليق