إن ممارسة الحضور الذهني مثل التأمل، تعد من أدوات تحسين الصحة وتقليل الألم وتفادي الأمراض والتقليل من التوتر، كما أنه يحسن من طريقة تناولنا الطعام ومزاجنا ويجعلنا نبدو بمظهر أفضل، وكل ذلك من دون اتباع حمية غذائية.
عندما نصاب بالصداع يعاني جسمنا بأكمله، وعندما تؤلمنا أسناننا لا نستطيع التركيز على أي شيء آخر إلى أن نعالج الألم، عندما تؤلمنا إصبعنا الصغيرة فإننا لا نتمكن من ارتداء الجوارب والحذاء بدون الصياح من الألم الذي يسببه التورم. لا يهم أي جزء من جسمنا يعاني، فسواء كان جزءا أساسيا كالدماغ أو القلب أو جزءا صغيرا كالسن أو إصبع القدم، فعندما يؤلمنا أي جزء فإننا نعاني بالكامل.
إن فهم ذلك أمر أساسي للتحكم بوزننا، فلا يمكننا التعامل مع التحديات المتعلقة بالوزن والطعام بالتعامل مع جزء واحد من التحدي، فكل شيء لا بد أن يعمل معا من أجل أن نحقق التزاما أفضل بنمط حياة صحي، فالأمر ليس هينا ولكنه معركة تستمر طوال الحياة، وإذا أردنا أن نكسبها فمن الأفضل أن نتخلص من فكرة أنه يمكننا إنقاص الوزن باتباع خطة غذائية محددة.
إن أسوأ ما يمكن عمله هو التأرجح المستمر في الوزن بين نقصان وزيادة، وهو أسوأ من البقاء بوزن زائد، كما أنه يُشعرنا بالفشل، وهذا الأمر لا بد أن يدفعنا إلى التفكير مرتين قبل البدء بأي برنامج غذائي وطلب نصيحة المختصين، فالأطباء يفهمون التحديات الصحية التي نمر بها والمخاطر التي قد تواجهنا عند اتباع برنامج غذائي ما.
العودة إلى الأساسيات
هناك دائما قواعد أساسية تنطبق على جميع من يحاول أن يكون بصحة أفضل، ومنها ألا نتناول سعرات حرارية أكثر مما يحتاج الجسم، والطريقة الذكية لخسارة الوزن هي بممارسة التمارين الرياضية وتناول سعرات حرارية بمقدار ما يحتاجه الجسم فقط، وذلك لخسارة الوزن بثبات وبدون إيذاء أعضائنا، وسنضيف إلى ذلك تناول الأطعمة الطازجة بدلا من المُعالَجة وحينها سنكون قد تجنبنا الكثير من أخطاء اتباع الحميات الغذائية.
ذكي وآمن
كما هو الحال في كل شيء في الحياة، هنالك طريقة ذكية وأخرى غير محببة للقيام بالأمور والطريقة غير المحببة عادة ما تكون مغرية لأنها غالبا ما تكون أسرع ويتبعها العديد من الناس.
القاعدة الأولى: إذا كان الجميع يقومون بأمر ما، فلا يعني ذلك بالضرورة أن يكون صحيحا أو آمنا، ولذلك علينا البحث والاطلاع، فالأمر يتعلق بجسمنا الذي لا نملك بديلا عنه والذي لا بد أن نعمل معه، ولذا نحن مدينون لأنفسنا بأن نكرس ما يكفي من الوقت والطاقة للاستماع لما يرسله الجسم من إشارات عن الألم أو الدوار أو الجوع أو أي كان ما يشعر به، فلنتعلم أن نستمع له ونتوقف عن تجاهل تلك الإشارات.
ماذا يخبرنا الجسم؟
نميل نحن متبعي الحميات الغذائية إلى الاستماع إلى الجميع ما عدا أنفسنا، فنحن دائما ما نعتني بالآخرين ونقصر حين يتعلق الأمر بالعناية بأنفسنا، وذلك غالبا لأننا لا نجيد تخصيص الوقت للتخلص من التوتر وأخذ قسط كاف من الراحة والنوم، ونشعر بالذنب حين نخصص نصف ساعة أو ساعة من اليوم لنفكر فيما يحصل في حياتنا المزدحمة، أو لنهدئ عقولنا أو نملأ أرواحنا، وهذا أحد الأمور التي أصبحت أقدرها، وبدأت أتعلم أن أحرص على وقت المشي وحدي لأنه يخدم هدفي.
أدعوكم لتكونوا حاضري الذهن وتحرصوا على وقتكم الخاص كل يوم حتى ولو كان خمس دقائق، مما يوفر لكم الفرصة للاستماع لأجسامكم وما الذي يحاول أن يخبرنا به، وفي المرة المقبلة التي يحدث فيها أمر جنوني وتشعرون برغبة بتناول كعكة كاملة، أود أن تقولوا لأنفسكم: “هذا جسمي.. فبدلا من إطعامه أكثر مما يحتاج سأبدأ بالاستماع له”.
وبالطريقة نفسها التي نود أن نكون مسموعين فيها حين نتكلم مع الأزواج أو الأصدقاء، فإن أجسامنا متلهفة لأن نسمعها، وكثير من الأمراض التي يمكننا الوقاية منها مثل السرطان والنوبات القلبية يمكننا تجنبها إذا استمعنا لأجسامنا.
سونيا سلفيتي
مجلة “نكهات عائلية”
تعليقات
إرسال تعليق