تركت الأفلام والمسلسلات التلفزيونية أثرا كبيرا في الأذهان حول العلاج النفسي وحتى الأمراض النفسية بشكل عام. فبات من المتعارف عليه، وفق البعض، أن الطبيب أو الاختصاصي النفسي ما هو إلا مستمع إلى مشاكل المصاب، وأن المصاب هو شخص مجنون.
أما عند تخيل مشهد العيادة النفسية، فما يتبادر للأذهان هو أن المصاب يكون مستلقيا على أريكة متحدثا عن طفولته. أما المفاجأة هنا، فهي أن هذه المعتقدات بعيدة نوعا ما عن الواقع. لذلك، فقد قدم موقع WebMD في ما يلي بعض الاعتقادات الخاطئة وتصحيحاتها حول ذلك:
- الاعتقاد الخاطئ: يجري التحدث أثناء جلسات العلاج النفسي حول الماضي فقط.
* التصحيح: رغم أن الحديث عن الماضي قد يكون مهما في بعض الحالات، إلا أن الأساليب العلاجية المستخدمة حاليا تركز على حل المشاكل الحالية والمستقبلية. فمن الجدير بالذكر أن العلاج النفسي الحالي يقدم "الأسلحة" للمصاب لتساعده على حل مشاكله وتحسين جودة حياته، حسبما ذكرت اختصاصية علم النفس، الدكتورة باريدا خاتري. وتتضمن هذه الأسلحة مهارات للحصول على علاقات اجتماعية جيدة والسيطرة على الغضب، فضلا عن أساليب للسيطرة على الأفكار والأفعال. وأوضحت الدكتورة خاتري أنه بالإمكان تعلم هذه المهارات والأساليب من دون الرجوع إلى الماضي، وإنما عبر التركيز على الحاضر مع صنع أهداف مستقبلية.
- الاعتقاد الخاطئ: العلاج النفسي يجرى للمجانين فقط.
* التصحيح: رغم أن العلاج النفسي كان يجرى قديما لمصابي الحالات الصعبة فقط، إلا أنه قد انتشر في الآونة الأخيرة. فالشخص ﻻ يجب أن يكون مصابا بالذهان أو العصاب ليخضع لهذا العلاج ويستفيد منه. كما وأنه ليس من الضروري أن يكون مصابا بمرض نفسي ليطلب العلاج، فقد أصبح العلاج النفسي يجرى للفئات المذكورة فضلا عن فئات أخرى، منها من يشعرون بأن حياتهم ﻻ تسير على ما يرام وأنهم بحاجة لرأي خبير ليرشدهم إلى السلوك المناسب.
- الاعتقاد الخاطئ: المصاب سوف يستمر بالعلاج للأبد.
* التصحيح: هناك بالفعل من يحتاجون للعلاج النفسي المستمر، خصوصا إن كانوا مصابين بمرض طويل الأمد، غير أن هناك العديد من المشاكل النفسية التي يمكن السيطرة عليها خلال علاج تستمر مدته أشهرا قليلة أو حتى أسابيع فقط. فقد ذكرت الدكتورة خاتري أن العلاج النفسي قصير الأمد لا يقوم بمجرد السيطرة على القلق والضغوطات النفسية، بل يساعد أيضا على تحسين علاقات الشخص مع الآخرين وصقل المهارات التربوية والسيطرة على الوزن والتخلص من الأرق، وذلك علاوة على زيادة قدرة الشخص على تحقيق أهدافه بفعالية.
- الاعتقاد الخاطئ: ما يقوم به الطبيب أو الاختصاصي النفسي ليس إلا الاستماع.
* التصحيح: رغم أن استماع المعالج للمريض يعد جزءا مهما في جلسة العلاج النفسي، إلا أن الجلسة تحتوي على نقاشات وأسئلة يطرحها الطبيب أو الاختصاصي النفسي. فهو يقوم بطرح الأسئلة الهادفة ويساعد المصاب على وضع أهدافه ويعلمه كيف يصل إليها. فضلا عن ذلك، فأحيانا ما يلزم الأمر إعطاء المصاب "واجبات منزلية" ليقوم بها.
ليما علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق