تجارب سيئة تُضعف الثقة بالنفس
تعد الثقة بالنفس والاعتزاز بها الطريق الأمثل لتحقيق جميع طموحاتنا، وذلك لأن انعدامها يعزز مخاوفنا من اتخاذ القرارات، أو إثبات أنفسنا، كما يحول دون تمتعنا برأي خاص أو إرادة حرة أو حس نقدي، ولكن يجب ألا نخلط بين احترام الذات والثقة بالنفس.
تقول المعالجة بالتنويم المغناطيسي لورانس ديلينو في مقابلة مع مجلة «جورنال دي فام» إن احترام الذات هو الطريقة التي نحب بها أنفسنا من دون قيد أو شرط وبعيداً عن الأحكام المسبقة التي نطلقها على أنفسنا بناء على عيوبنا ونقاط ضعفنا، بينما الثقة بالنفس هي الثقة بمهاراتك، وفي ما يمكنك القيام به.
ومن الطبيعي أن تفتقر إلى الثقة عندما تنفذ أي مهمة لأول مرة، بسبب افتقارك إلى الخبرة، ولكن إذا تكرّر الأمر، فقد يعود السبب إلى أمر حصل في مرحلة الطفولة.
يولد الشعور بانعدام الثقة في مرحلة الطفولة المبكرة حين نكون رضعاً، لدى نشوء ما نسميه «رابط الآمان» مع الشخصية التي نرتبط بها وغالباً ما تكون الأم. وتشير لورانس ديلينيو إلى أن عدم اعتناء الأم بطفلها وعدم استجابتها لاحتياجاته باستمرار يخلق لديه حالة من القلق. مضيفة: بعض التجارب التي تم التعرض لها خلال مرحلة الطفولة من شأنها أن تعزز فقدان الثقة بالنفس، وأبرزها على وجه الخصوص:
1 - النشأة مع والدين قلقين: تؤكد المعالجة بالتنويم المغناطيسي أن العيش مع والدين قلقين يدفع الطفل إلى امتصاص كل القلق.
2 - العيش مع والدين يمارسان الإذلال والسيطرة ويتعسفان في تعنيف الأطفال نفسياً وجسدياً.
3 - التعرض للإقصاء من قبل زملاء الصف الدراسي.
4 - التعرض للتخويف من قبل الأخ الأكبر أو الأخت الكبرى.
5 - تجربة علاقات سامة، خاصة خلال فترة المراهقة: بعد طفولة قلقة، يمكن أن نعاني من انعدام الثقة بالعلاقة الزوجية، ويمكن أن نواجه أيضاً صعوبة في قول «لا»، وبالتالي من المحتمل أن نكون «قابلين للتعنيف»، على عكس الشخص الذي لديه ثقة كافية بنفسه، حيث يستطيع وضع الحدود التي يشاء ومعرفة ما هو خير له.
6 - مواجهة تجربة انفصال صعبة.
◄ عيون الآخرين
في الواقع، كل هذه التجارب ستجعلنا نعتقد أننا لم نبلغ بعد المستوى المطلوب وغير قادرين على خوض غمار عمل جديد أو علاقة. ففي مرحلة البلوغ، يمكن أن يظهر انعدام الثقة بطرق مختلفة، على سبيل المثال من خلال الغضب أو القلق أو الشعور بالظلم، ويمكن أن يؤثر ذلك بالعمل والأسرة والصداقة.
وداخل العائلة، سيجد الشخص صعوبة في العثور على مكانه، وإثبات نفسه. وتشير الخبيرة إلى أن الخطر يكمن في أن الأشخاص الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس يعتمدون في كثير من الأحيان على آراء الآخرين بدلاً من آرائهم الخاصة، حيث سيحكم هؤلاء الأشخاص على أنفسهم من خلال عيون الآخرين وهذه مشكلة كبيرة تعيق تطور الشخص.
تعليقات
إرسال تعليق