كيف نعزّز مرونة عضلاتنا لضمان حياة صحية؟
نولد جميعاً ونحن نتمتع بالمستوى ذاته من المرونة، لكننا نفقد هذه القدرة على تحريك العضلات والمفاصل بمرور الوقت لعدة أسباب، مما يعرضنا لتمزق العضلات أو التهاب الأوتار أو حتى التواء المفاصل. ويقول خبراء وفق تقرير نشرته مجلة Sante إن اكتساب المرونة والمحافظة عليها يحتاجان إلى عمل مكثف وطويل الامد، للاستفادة منها صحياً ونفسياً، وإن مرونة الجسم ليست مشكلة الرياضيين فقط، بل ينبغي أن تكون هاجس كل واحد منا، لنعيش بصحة جيدة لفترة أطول. فكيف يمكن أن نعزز هذه القدرات وما الفوائد التي سنجنيها؟
تتميز أجساد البعض بالمرونة، فيما يواجه البعض الآخر صعوبات حركية، لأسباب وراثية، لكن عناصر أخرى تؤثر في درجة المرونة هي:
1- العمر: مع التقدم في العمر، نتجه دوماً لفقدان المرونة.
2- حجم وبنية العظام: كلما كان قطر العظام أكبر زاد افتقارنا للمرونة.
3- وزن الجسم: كلما كان الجسم ضخماً، تعذر عليه التكيف مع بعض الوضعيات التي تحتاج إلى بعض المرونة.
كما تتميز النساء بمرونتهن أكثر من الرجال بفضل الهرمونات التي ترخي الأوتار والعضلات.
اختبار المرونة
لا شيء أبسط من اختبار المرونة، إذ يكفي أن تقف على قدميك وتضمّ ساقيك وذراعيك إلى جسدك، ثم تحاول السقوط نحو الأمام تدريجياً، من دون أن تجبر نفسك على ذلك، فإن بلغت يداك أسفل ركبتيك، فهذه إشارة جيدة، وإن لم تنجح في ذلك، فقد تحتاج إلى المزيد من التدريب.
مقاومة الشيخوخة
غالباً ما يسعى الرياضيون إلى تحسين مرونتهم، فهي على سبيل المثال تمكن العدائين من تحقيق خطوات أطول فيما تسمح للسباحين بتمديد أذرعهم، اكثر اثناء السباحة، لكن المرونة مفيدة جدا في الحياة اليومية، إذ تتيح لك الشعور بالرضا عن جسمك، كما تساعد في تجنب العديد من الإصابات التي قد تسبب اعاقة مثل التهاب الاوتار او الالتواءات أو تمزق العضلات.
والمرونة الجيدة أيضا مفيدة في مقاومة آثار الزمن التي تظهر على جسدك، وتقوي المفاصل التي تتكشف مشكلاتها أثناء ربط الحذاء أو استخدام المكنسة الكهربائية أو حمل أغراض البيت أو حتى عند التقاط شيء ما من على الارض.
أثر التدريب
لا يمكن أن تصبح مرناً بين عشية وضحاها، بل يتطلب الأمر عملاً طويلاً وانضباطاً والتزاماً في التدريب مع الحرص على التسخين قبل كل حصة، حتى تتمكن تدريجياً من رفع نبضات القلب والدورة الدموية وحرارة الجسم، حتى تستفيد جيداً من تمارين التمدد التي ستؤدي إلى:
◄ زيادة سرعة التفاعلات الكيميائية على المستوى العضلي.
◄ تعزيز عمل المفاصل.
◄ زيادة سرعة نقل المعلومات على مستوى الجهاز العصبي مما يعني حدوث تقلصات أسرع للعضلات وزيادة سرعة رد الفعل والتركيز.
وينصح الخبراء بإيقاظ المفاصل من خلال تدوير العنق والرقبة والصدر والكتفين والحوض والمعصمين والكاحلين.
عوامل أساسية
تحتاج استعادة مرونة الجسم أو اكتسابها إلى التركيز على:
- تمارين التنفس: يسمح التحكم في التنفس والتركيز أثناءه على ارتخاء العضلات قدر الإمكان، وبالتالي السماح لها بالتمدد بسهولة أكبر.
- الترطيب الكافي: تحتاج العضلات إلى ترطيب جيد لتؤدي وظيفتها بشكل صحيح وعليه فإنه حتى الحد الأدنى من الجفاف يمكن أن يؤثر في مرونتها.
- التدليك العميق: تحد الصلابة والأوجاع من حركاتنا ومرونتنا، لذلك سيساعدك التدليك الفعال والعميق، الذي يحرر نقاط التوتر ويرخي عقد العضلات، على استعادة المزيد من المرونة.
- حارب التوتر: يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى تقلص العضلات وتيبسها. لذلك من المهم أن تخصص وقتاً لنفسك وتركز على أنشطة الاسترخاء مثل القراءة والموسيقى والرسم وغيرها.
لا تتعجّل النتائج
حتى تستعيد مرونتك من دون إيذاء نفسك من الضروري ألا تتألم أثناء التمارين وتمضي فيها تدريجياً، كما عليك ألا تقارن نفسك بالآخرين، وأن تتذكر دوماً أن المرونة هي نتيجة تدريب متواصل ولا تكتسب في جلستين أو ثلاث جلسات.
أفضل الرياضات
توجد الكثير من الرياضات التي تسمح باكتساب المرونة مثل اليوغا والتمدد وتمارين اللياقة البدنية وفن القتال الصيني المعروف باسم التاي تشي، وكلها تسمح بتمدد العضلات بتكرار بعض التمارين وشيئاً فشيئاً يتمدد الجسم كله بما في ذلك الأوتار.
تعليقات
إرسال تعليق