تغيير طريقة التفكير.. أحدث طرق علاج ألم الظهر
كشفت دراسة حديثة نشرتها المجلة الجمعية الطبية الأميركية JAMA أن كل ما يتطلبه الأمر لتخفيف آلام الظهر هو تغيير في طريقة التفكير، حيث يعاني ما يقارب ثلث سكان المملكة المتحدة من الألم المزمن، وأكثر من عشرة ملايين يعانون من آلام الظهر، وفقًا للمجلة الطبية البريطانية (BMJ).
ولأن مشاكل الجهاز العضلي ربع مجموع أيام المرض، اعتاد أطباء الهيئة الوطنية للخدمات الصحية في بريطانيا وصف عدد ضخم من المسكنات الأفيونية بمقدار بلغ 24 مليون وصفة في عام 2016 وحده، وما زال يواجه المرضى قوائم انتظار طويلة للعلاج المخصص في عيادات الألم.
وعلى الرغم من كل الأسلحة المخدرة في ترسانة الطب الحديث، فإن احتمالية علاج الطبيب لهذا الألم ضئيلة، حيث تتم تهيئة المريض للتقبل والتعايش مع الألم المزمن بدلاً من اختفائه في عيادة الألم.
في أحدث طرق العلاج، أثبتت الدراسة الحديثة فاعلية تخفيف آلام الظهر من خلال تغيير طريقة التفكير وفهم المواقف الصادمة واعادة برمجة الدماغ.
ووضعت الدراسة، وفقا لما جاء في صحيفة ذا تايمز، مجموعة مكونه من 138 شخصًا يعانون من آلام أسفل الظهر في سدني في «برنامج إعادة التدريب الحسي الحركي» لمدة 12 أسبوعًا، حيث علمهم أخصائيو العلاج الطبيعي أن «عدم السعادة» وراء الألم المزمن، ثم أعادوا «تدريب» أدمغتهم بفهم طبيعة تفكيرهم التعيس وتغييره مع زيادة مستويات النشاط.
وجاءت النتائج تبشر بانخفاض متوسط مستويات شدة الألم من 5.6 الى 3.1 من أصل عشر درجات بعد 18 أسبوعًا، الأمر الذي اعتبره الخبراء نتيجة ممتازة لقطاع يعتبر فيه تقليل الألم بنسبة %30 تقدمًا ممتازًا.
وأكد الخبراء أن هذا يعني أن الألم كله يكمن في رؤوسنا، وعلى الرغم من أن الأمر ليس بهذه البساطة، لكن سواء كان ظهرك يؤلمك أو ساقك مكسورة، فإن الألم الذي يستشعره جهازك العصبي يكون ناتجا عن جذور مشكلة راسخة في العقل الباطن، يحللها الدماغ بعد ذلك على أنها ألم يحاول لفت انتباهك لها بهذا الإنذار.
شعار التعافي
«المرونة العصبية».. شعار التعافي في الوقت الحالي، لكونها مفتاح تحسن الألم المزمن، حيث تعمل الأدمغة على تقوية المسارات العصبية التي تستخدمها وتجاوز تلك التي لا تستخدمها، مما يعني أنه كلما طالت مدة عمل الإنذار، زاد عقلك في تطبيع المسارات الجديدة، وكلما طالت فترة الألم قلت فرصتك في الخروج منه.
وعلى الرغم من أن الحل في رأسك، إلا أنك قد لا تتخيله، حيث يقول الدكتور أتام سينغ من عيادة لندن للألم: «عندما تنظر إلى دماغ شخص مشبع بالألم في التصوير بالرنين المغناطيسي، يكون هناك علامات على أن الدماغ متأثر، أي أنه في الأساس هو مرض يصيب الدماغ وليس الجسد، فالجسد وسيلة لإفراغ ما يحمله الدماغ من صراعات وآلام». بينما تقول أماندا سي دي سي ويليامز، أستاذة علم نفس الصحة الإكلينيكية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: «نحن قلقون جداً عندما نتألم، لكن قد لا نلاحظ أن في جميع الأوقات خلال اليوم تحدث اصلاحات ذاتية طفيفة حتى أثناء نومنا من أجل بقائنا».
تعليقات
إرسال تعليق