تأثير النوم على جهاز المناعة والاستجابة للعلاج
اكتشف العلماء أن للنوم الكافي تأثيراً كبيراً في جهاز المناعة والصحة بشكل عام، وتدفعنا بعض الاستنتاجات التي توصل إليها العلماء إلى ضرورة الاهتمام بالنوم، حيث يساعد على تحسين فاعلية العلاج تجاه بعض الأمراض والمشاكل الصحية.
ويرتبط النوم بالساعة البيولوجية التي هي «ساعة» داخلية تعمل على مدار 24 ساعة، وتلعب دوراً حاسماً في عمليتي النوم والاستيقاظ، وهي عبارة عن حوالي 20 ألف خلية عصبية في الدماغ تستقبل إشارات من العين عندما تكتشف الضوء أو الإشارات البيئية الأخرى من الجسم.
وتعتبر الساعة البيولوجية جهاز توقيت فطرياً للكائن الحي، حيث تتكون من بروتينات تتفاعل في خلايا الجسم، وهي موجودة في كل الأنسجة والأعضاء تقريباً.
الساعة البيولوجية وجهاز المناعة
يخضع الجهاز المناعي لسيطرة الساعة البيولوجية، فقد وُجد أن وظائف الخلايا المناعية المختلفة تتذبذب على مدار اليوم، بحسب ما قاله كريستوف شيرمان، عالم المناعة في جامعة جنيف، وأحد مؤلفي مراجعة حديثة حول الساعة البيولوجية لموقع Axios الأميركي.
وأشارت دراسة حديثة إلى أنه يمكن أن تتغير استجابة الجهاز المناعي حسب توقيت إعطاء أي لقاح، حيث تكون الاستجابة المناعية للتطعيم ضد الإنفلونزا أو السل أكبر لدى الأشخاص الذين تلقوا تطعيمهم في الصباح مقارنةً بأولئك الذين تلقوا التطعيمات في وقت لاحق من اليوم.
وبينت الدراسة أن توقيت إعطاء الأدوية أو العلاجات لبعض أنواع السرطان والربو وحرقة المعدة وغيرها من الحالات يمكن أن يؤثر على فاعليتها.
من جهتها، تقول جاكلين كيمي، أستاذة علم الأحياء الدقيقة في جامعة كاليفورنيا بسانتا كروز: «أفضل وقت للعلاج يمكن أن يختلف من شخص لآخر».
مؤثرات أخرى
ويمكن أن تكون هناك اختلافات بسبب الجينات والسلوك والبيئة، حيث يقول جون هوجينش، أستاذ علم الوراثة البشرية، إن «الصباح» في جسد عامل النوبة الليلية قد يكون الساعة 3 مساءً، لذا إذا ذهب للحصول على لقاح في الساعة 8 صباحاً فقد لا يستفيد من آثار الوقت.
وفي دراسة نُشرت الأسبوع الماضي، وجد الباحثون أنه عندما استراحت الفئران أنتجت خلايا الجلد بروتينات تحميها من عدوى المكورات العنقودية، وتحفز الاستجابة المناعية الفطرية.
ما يعني أنه بإمكان اضطرابات النوم أن تؤدي إلى تغيير ساعة الجسم وإلغاء نظام الدفاع المناعي، ما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، ويمكن أن يدفع الجسم لإنتاج هرمونات التوتر التي تثبط جهاز المناعة.
كما أن بعض الفيروسات، مثل الإنفلونزا، تعطل أيضاً إيقاع الساعة البيولوجية للجهاز المناعي، ما يضعف الاستجابة المناعية ويعزز التكاثر الذاتي للفيروس، مثل طفيلي الملاريا الذي يتكاثر بالتزامن مع الساعة البيولوجية ويطلق طوفاناً من الطفيليات التي تغمر جهاز المناعة في الليل.
نصائح لضبط النوم
يؤثر قصور النوم في الساعة البيولوجية التي ترتبط بالجهاز المناعي، وفي ما يلي بعض النصائح لضبط نومك:
◄ يجب ألا تزيد القيلولة خلال النهار على 30 دقيقة؛ كي لا تتسبب بقصور ذاتي في النوم وصعوبة النوم في الليل.
◄ تجنب الإفراط في تناول الكافيين، حيث يؤثر سلباً في نومك إذا تناولته قبل 6 ساعات من موعد النوم الليلي.
◄ حافظ على دورة نومك واستيقاظك بشكل ثابت.
◄ اضبط الإضاءة في غرفة نومك من خلال ستائر معتمة للغرفة للحصول على نوم أفضل.
◄ النوم في غرفة شديدة الحرارة يمنع جسمك من الاسترخاء قبل النوم، لذلك اضبط التكييف بشكل مناسب للحصول على نوم عميق.
تعليقات
إرسال تعليق