القائمة الرئيسية

الصفحات

متلازمة الخوف من الهَجْر: شعور دائم بالقلق وعدم الأمان

يشير الخوف من الهجر إلى شعور دائم بعدم الأمان في مواجهة القلق، من أن يتخلى الأصحاب أو الأحباء عن المصاب بهذه المتلازمة. ويمكن أن يكون لهذا الشعور، تأثير في الحياة المهنية تجاه الزملاء أو المسؤولين، وفي الحياة الشخصية تجاه العائلة والأصدقاء والعلاقات الزوجية، وكل هذا قد يؤثر لاحقاً في الصحة العقلية. فمن أين أتى هذا الشعور؟ وكيف نتعامل معه؟ في ما يلي نصائح الطبيبة النفسية مانويلا براود، التي وردت في تقرير نشرته مجلة Santé الفرنسية: تعتمد أسباب الخوف من الهجر على قصة كل شخص. وغالباً ما يتعيّن على المعالج النفسي، بحسب مانويلا براود، العودة إلى طفولة المريض، لأن الخوف من أن يتركك الأشخاص، الذين تحبهم يردد صدى جرح خلال الطفولة، سواء كان ذلك حقيقياً أو رمزياً. وبمعنى آخر، يمكن ربط هذا الخوف بحدث صادم، مما أدى إلى تغيير توازن العلاقات لدى الطفل، وشعوره بعدم الاستقرار، الذي يتبعه قلق الانفصال، وذلك في الظروف التالية: ◄ قلة الاهتمام والمودة (حقيقية أو محسوسة). ◄ الإساءة الجسدية أو النفسية. ◄ رحيل الوالد بعد الطلاق أو الانفصال. ◄ فقدان أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة. وإذا مرت محنة الطفل من دون أن يلاحظها أحد، فقد يؤدي ذلك إلى شعوره بالذنب، وأنه لا يستحق أن يُشْمَلَ بالحب والرعاية، وأنه مسؤول عن هذا الوضع، كما يمكن أيضاً ربط هذه الظاهرة بالصدمات التي تحدث في مرحلة البلوغ، مثل الانفصال العنيف في الحب أو الصداقة. تأثيرها على الطفل تؤكد الاختصاصية أهمية تشخيص هذه المتلازمة، لأنها يمكن أن تنتقل إلى الاطفال، مضيفة: «يمكن للوالد القلِق في الواقع أن يميل إلى تطوير علاقة وثيقة مبالغ فيها مع طفله، مما قد يضر باستقلاليته، خاصة على المستوى العاطفي، لذلك يجب على الآباء السماح لأطفالهم بالانفصال الصحي عنهم». كيف تكتشف الإصابة؟ هناك نوعان من حالات الهجر، فالبعض ينخرطون في علاقات، ويعيشون حالة من القلق لا يستطيعون التخلص منها، والبعض يعون حالتهم وأسبابها، ويفضلون تجنب الاستثمار في علاقات جديدة، حتى لا يكون جزاؤهم الهجران. وفيما يلي بعض العلامات التي يتميز بها المصاب بمتلازمة الهجر: ◄ يسعى إلى إرضاء الآخرين بأي ثمن. ◄ يميل إلى أن تكون لديه علاقات مختلة أو غير متوازنة. ◄ يجد صعوبة في الوثوق بالآخرين ويشعر بسهولة بالخيانة. ◄ يجد صعوبة في الحفاظ على علاقات طويلة الأمد، وفي بعض الأحيان يخرب علاقاته عمداً. ◄ ينتقل بسرعة من علاقة إلى أخرى. ◄ يشعر بعدم الأمان في علاقاته الرومانسية والودية. ◄ يحتاج في كثير من الأحيان إلى الطمأنينة. ◄ يريد أحياناً السيطرة على الآخرين، والتعبير عن الغيرة أو التملك. وغالباً ما يدرك الأشخاص الذين يعانون الهجر، وفق مانويلا براود، بأن هناك أمراً ما غير طبيعي في حياتهم، لكن لا حول لهم ولا قوة، لذلك فإن دعم المقربين وتشجيعهم لهم أمر ضروري للغاية. كيف تتخلص منه؟ مثل أي خوف عليك أن تواجه الموقف وتحرر نفسك، وهذا العمل يحتاج، بحسب الخبراء، الى عمل طويل الأمد. وتقول مانويلا براود: «ليس عليك أن تنتظر الآخر حتى يطمئنك، كما أن الخوف لن يختفي من تلقاء نفسه، لذلك ينبغي أن تعزز ثقتك بنفسك، وتتعلم حب ذاتك بكل ما فيها من صفات وأخطاء، كما عليك أن تتعرف على عواطفك وتديرها بشكل أفضل». ويتطلب الوضع أيضاً متابعة علاجية لتحرير الذات من قبضة الماضي، وطمأنة «الطفل الداخلي» المصاب، وهنا تضيف د. براود: «عندما تشعر بأنك وحيد ومهجور ومخدوع، وتعتقد أنك لا تستحق الاهتمام، عليك أن تعيد تأهيل نفسك، وتتعلم أن تحب نفسك، وتعيد اكتشاف صفاتها وشغفها، وهنا فقط تنقذ نفسك من الحلقة المفرغة».
Reactions

تعليقات