كان الأدب الروائي مصدرا غنيا للسينمائيين، منه استمدوا قصص نصف ما أنتجوا من أفلام تقريبا. أغرت بعض الروايات الكلاسيكية المنتجين والمخرجين مرات عديدة، بينما لم تشجعهم روايات اخرى على ذلك، لصعوبة ترجمتها الى لغة الصورة، وتحويلها الى فيلم جذاب لجمهور السينما.
فالقيمة الأدبية للرواية لا تكفل نجاح الفيلم، فكم من رواية رائعة تحولت الى فيلم هزيل، وكم من فيلم بني على رواية متواضعة القيمة اقام الدنيا ولم يقعدها، فالسينما وسيط مختلف عن الكتاب، وجمهورها مختلف عن جمهوره.
وفي ما يلي بعض الأعمال الأدبية التي صمدت أمام اختبار الزمن، اذ وجدت فيها اجيال من القراء اضاءات مدهشة للوضع البشري والتجارب الانسانية، ووجدت طريقها إلى الشاشة مرارا، فأمتعت جمهور السينما:
1- فرانكشتاين
رواية الكاتبة الإنكليزية ماري شيلي (1797 - 1851) عن فيكتور فرانكشتاين، العالم الشاب الذي يخلق مخلوقًا غريبًا عاقلًا بتجربة علمية غير تقليدية، وجدت طريقها الى الشاشة الكبيرة اكثر من عشرين مرة. ويعتبر الفيلم الذي اخرجه جيمس ويل عام 1931، ولعب فيه بوريس كارلوف دور الوحش، من العلامات البارزة في تاريخ سينما الرعب.
2- دراكولا
رواية رعب من تأليف الكاتب الايرلندي برام ستوكر عام 1897، والتي صورت جانبا مظلما مروعا من الخيال الجماعي البشري، تلقفتها الشاشة منذ بداية السينما تقريبًا. وربما كانت أشهر نسخها السينمائية العديدة التي قدمت عام 1931 ولعب فيها دور البطولة بيلا لوغوسي، والتي قدمت عام 1992 وكان بطلها غاري أولدمان واخرجها فورد كوبولا.
3- شرلوك هولمز
كثيرة هي الأفلام التي اعتمدت على شخصية المحقق الخاص التي ابتكرها الكاتب الاسكتلندي سير آرثر كونان دويل وكرسها بأربع روايات، وست وخمسين قصة قصيرة. اول تلك الافلام ظهر عام 1900، واشهرها «شرلوك هولمز في نيويورك» الذي ظهر عام 1976 ولعب فيه روجر مور دور هولمز، وقبله تألق في اداء الدور باسيل راثبون الذي لعبه اربع عشرة مرة، وروبرت داوني جونيور.
4- كبرياء وهوى
هي اشهر اعمال الكاتبة الانكليزية جين اوستن. نشرت في مطلع العام 1813، فكانت واحدة من أولى الروايات الرومانسية وأشهر قصص الحب في الأدب. لذلك ليس من المستغرب أن يتم تحويلها الى افلام عديدة بعدة لغات، أكثرها شهرة كانت نسخة عام 1940 الأميركية، ونسخة 2005 البريطانية. وكانت الرواية مصدر إلهام لأفلام أخرى منها «مذكرات بريدجيت جونز».
5- الفرسان الثلاثة
رواية الكاتب الفرنسي أليكساندر دوما التي تسرد مغامرات الشابّ المتمرد دارتانيان واصدقائه اصحاب الشجاعة والشهامة والمهارة في استخدام السيف، الذين يعيشون وفقا لمبدأ «الواحد للكلّ، والكلّ للواحد»، انتقلت الى شاشة السينما في عصر السينما الصامتة عام 1903، وقدمت برؤى ومعالجات مختلفة، ولغات عديدة، فتارة يتم التركيز على «الأكشن» وتارة نجد الفيلم غنائيا استعراضيا، وفي عام 2009 ظهر «باربي والفارسات الثلاث»!
6- أوليفر تويست
جذبت رواية الكاتب الانكليزي تشارلز ديكنز السينمائيين، بتصويرها رحلة معاناة الفتى اليتيم أوليفر وكفاحه، ولحياة المجرمين، فتم تحويلها الى اعمال فنية، اكثرها اثارة للاهتمام الفيلم الموسيقي البريطاني «اوليفر» الذي ظهر عام 1968، وفيلم ديزني لعام 1988 «اوليفر وشركاؤها»، حيث نجد أوليفر قطة برتقالية يتيمة يوقعها قدرها مع مجموعة من الكلاب.
7- الحرب والسلام
كان طبيعيا لرواية ليو تولستوي الملحمية المذهلة التي تحتل مكانة عالية في عالم الأدب الروائي ان تنقل الى الشاشة الكبيرة، وكان الفيلم الروسي الاول عام 1915، ومن افضل الافلام التي تناولتها فيلم اميركي عام 1956، قام ببطولة نجوم هوليوود أودري هيبورن وميل فيرير وهنري فوندا، والفيلم السوفيتي الذي استغرق تصويره ست سنوات وجاء في اربعة اجزاء ظهرت عامي 1966 و1967.
8- أليس في بلاد العجائب
الرواية التي كتبها عالم الرياضيات الإنكليزي تشارلز لوتويدج دودسون عام 1865 ونشرها باسمه المستعار لويس كارول، أمتعت الصغار والكبار بحكاية فتاة تدعى أليس والعالم الخيالي الذي تجد نفسها فيه. ترجمت الرواية إلى 174 لغة، وقدمت في افلام كثيرة، من أشهرها فيلم ديزني لعام 1951 الذي نجد فيه اللمسة السيريالية الموجودة في الرواية، والفيلم الذي اخرجه تيم بيرتون عام 2010 وحقق ايرادات عالية.
9- البؤساء
رواية الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو «البؤساء» تحرك اوتار القلوب، بحكاية جين فالجين الذي أمضى 19 عاماً في السجن لسرقته رغيف خبز والطفلة كوزيت، وتصويرها للظلم والمعاناة وفشل الثورة.. ظهر الفيلم الاول المستلهم منها عام 1897 على يد الأخوين لوميير، وتعددت الافلام المأخوذة عنها، وفي العام 2012 ظهر الفيلم البريطاني الذي اخرجه توم هوبر وقام ببطولته هيو جاكمان وآن هاثاواي ورسل كرو.
10- ترنيمة عيد الميلاد
تدور رواية ديكنز القصيرة هذه حول العجوز البخيل إبنزر سكروج، الذي يزوره شبح شريكه السابق في العمل وأرواح اعياد الميلاد، الماضي والحاضر والآتي. فيتحوّل إلى رجل طيّب ولطيف بعد هذه الزيارة. تعددت الافلام السينمائية وافلام الرسوم المتحركة التي اخذت عن الرواية منذ العام 1901، ومنها ثلاثة افلام لديزني، عرض آخرها عام 2009، من اخراج روبرت زيميكس، ولعب دور البطولة فيه جيم كاري.
تعليقات
إرسال تعليق