ما من شك أن الخلافات بين الناس أمر لا مفر منه، ولكن المرء في كثير من الأحيان لا يحسن التعبير عن اختلافه بالرأي مع أحد الأشخاص، الأمر الذي يجعله يبدو أمام ذلك الشخص إما غاضبا أو مغرورا لا يقتنع إلا بآرائه.
وهنا يأتي التساؤل، ترى هل من الأفضل تعبير المرء عن رأيه أم أن يبقي فمه مغلقا حتى لا يتعرض للانتقاد؟
الواقع أن إجابة هذا السؤال تعتمد على طبيعة الموضوع المطروح وطبيعة الشخص الذي يخالفه الرأي، فعلى سبيل المثال، لو كان الموضع عاما ولا يصنف ضمن المواضيع ذات الأهمية الحساسة فمن السهل أن تعبر عن رأيك المخالف للرأي الذي سمعته من الطرف الآخر. لكن ماذا لو كان الموضوع يحمل درجة من الحساسية بالفعل والشخص الذي تتحدث معه يعرف بسرعة انفعاله، فما العمل وقتها؟
للوصول للجواب، عليك أولا أن تسأل نفسك ما إذا كان الموضوع يستحق اهتمامك بالفعل ويستحق أن تعبر عن رأيك المخالف، وهذا يتطلب منك أن تحاول أن تتعرف على آثار إبداء الرأي المخالف، هل مثلا يمكن أن يصل الأمر لجدال حاد مع الطرف الآخر، أم هل تجده مرنا في تعامله ويرى أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية؟
في حال وجد المرء أنه يريد التعبير عن رأيه المخالف لرأي الطرف الآخر، فينبغي عليه التقيد بعدد من النصائح حتى لا يظهر بمظهر الغاضب أو المتكبر والمتعجرف:
– احرص على أن يكون رأيك المخالف عاما أو غير مباشر: من الأمور التي يمكنك تجربتها في حال كنت مخالفا لفكرة ما مطروحة للنقاش، يمكنك أن تستخدم كلمات عامة لا توحي للطرف الآخر بأنك تهاجمه كأن تقول له “حقا؟”، أو تقول “هل من الممكن فعلا أن ننجح بهذه الطريقة؟”.
فمن خلال هذه الكلمات العامة، يمكن للطرف الآخر أن يعيد التفكير بمعلوماته ويتفق مع آرائك. أيضا يمكنك إعادة صياغة الجملة بحيث تقدم رأيك بطريقة غير مباشرة، كأن تقول “هل أنت متأكد من أن الطريقة التي تتبعها ستوصلك لهدفك؟”، بدلا من أن تقول “ما هذه الطريقة الفاشلة؟”.
– احرص على اختيار كلام غير حاد عند التصريح برأيك: فمثلا يفضل أن تقول “يبدو أنني لم أوضح فكرتي بالشكل المناسب”، بدلا من أن تقول “أنت لا تفهمني كما كنت من قبل”. أيضا يفضل تجنب كلمة “أنت”، التي توحي بالاتهام، بكلمة “نحن”، التي يكون وقعها على الأذن أخف حدة.
تعليقات
إرسال تعليق