تعد الغدة الدرقية من أهم الغدد الموجودة في جسم الإنسان، وتقع في المنطقة الأمامية من الرقبة، وتتولى مهمة إفراز هورمونات حيوية مهمة والعين من الأعضاء التي تتأثر بهذه الإفرازات، فلو حدث أي خلل في هذه الإفرازات فذلك يؤدي إلى إصابتها بالأمراض. والجدير بالذكر أن نسبة الإصابة عند الإناث تبلغ ثلاثة أضعاف نسبتها عند الذكور، وأكثر الفئات العمرية المعرضة للإصابة بأمراض العين الناتجة عن تأثير الغدة الدرقية هم من تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 50 عاما.
وتعتبر اضطرابات الغدة الدرقية من المشاكل الصحية التي يجب عدم التهاون معها كونها قد تسبب أعراضا ومضاعفات خطيرة تؤثر على جسم الإنسان وعلى العين تحديدا.
فما هي أسباب تأثر العين بأمراض الغدة الدرقية وكيف يمكن تجنب المضاعفات التي تصيب العين والتي قد تتسبب في فقدان البصر؟ ما هي الأعراض التي تصيب العين؟ أسئلة طرحناها على الدكتور نبيل مسيحة إستشاري طب وجراحة العيون في لندن فأجاب قائلا:
“بداية يجب أن نتحدث عن وظيفة الغدة الدرقية، فهي غدة موجودة في الجزء الأمامي من الرقبة تفرز هورمون الثايروكسين الذي له تأثير على الاحتراق الداخلي في الجسم. وهذا يتوقف على الضغوط التي يتعرض لها الشخص، بمعنى أن إفراز الغدة يزيد عند البلوغ وعند الحمل مثلا، وعندما يزيد يحصل تضخم في حجم الغدة الدرقية وتظهر أعراضه بشكل واضح. فلو كانت هناك زيادة في الإفراز نلاحظ اضطرابا في ضربات القلب، وممكن يحصل تسارع ومن ثم تباطؤ، ويشعر الإنسان بزيادة في حرارة جسمه وتعرق في اليدين ويصبح هناك تغيير في اليد عند الأظافر التي قد تتورم ويزيد التورم في الساقين”.
ويضيف: “الثايروكسين يؤثر على كل أجهزة الجسم ومن أكثر المناطق تأثرا به العين، والسبب هو تغيير في الجهاز المناعي في الجسم، إذ تؤثر المضادات على الأنسجة الرخوة المحيطة بالعين وهذه المضادات تتحد بالعضلات وبالأنسجة الرخوة في العين بحيث تفرز مواد لديها قابلية لامتصاص الماء وهنا تزيد الخلايا الليمفاوية في منطقة تجويف العين ويزداد سمك العضلات ويزيد حجم الأنسجة الرخوة في العين وتمتلئ بالماء.
ومع وجود خلايا التهابية تكون النتيجة أن العين تبرز إلى الخارج وتصاب بالجحوظ. وعندما تبدأ الإصابة يحدث نوع من التورم أو الرشح في الجفون العليا والسفلى لدرجة أن بعض الناس تعتقد أنها بروزات دهنية تخرج ويقررون إجراء عملية للتجميل”.
ويتابع “كل منطقة في العين تتأثر والمرض يصيب العينين. يحصل تورم في الجفون وجحوظ في الجفن، ولا يستطيع الإنسان ان يغلق عينه بشكل كاف ومقلة العين تبقي العين مفتوحة ويفقد حركة الجفن الحركة الحرة.
وبالنسبة للملتحمة أي الغشاء المخاطي المحيط بالعين، والذي يبطن الجفون يحصل فيها احتقان والأوعية الدموية تتمدد أكثر وتصبح واضحة ويبقى المكان الذي يوجد فيه الاحتقان عند العضلات التي تتأثر بالغدة الدرقية، ولو امتد المرض وبدأ يحصل تليف في العضلات فنلاحظ أن حركة العين لا تعود طبيعية، والمريض يمكن أن يشتكي من ازدواجية في الرؤية وقد يحدث انحراف في النظر نتيجة زيادة حجم العضلات وزيادة الكتلة اللحمية خلف العين التي من الممكن أن تضغط على العصب البصري وتسبب ضعفا في حدة الإبصار كما قد يحدث رشح حول العصب البصري”.
التدخين
ويقول الدكتور مسيحة إن هناك بعض الأمور التي تزيد من المشكلة وأهمها التدخين، فهو يساعد على بروز العين إلى الخارج ويسبب ضعفا في الإبصار، ويكون سببه أما أن العين بارزة والقرنية تعرضت للتقرح وهي طبقة بيضاء تغطي العين، أو نتيجة الضغط على العصب البصري بسبب زيادة الأنسجة الرخوة داخل العين، ما يؤدي إلى حصول ضعف في تمييز الألوان وفي البصر وحركة الجفون تكون غير حرة وبروز في العين واحتقان في الملتحمة وحركة العين غير سليمة. وقد تحصل ازدواجية في الرؤية وإذا امتد المرض فقد يحصل تليف يسبب ارتفاعا في ضغط العين.
نصائح وعلاجات
وعن أهم ما ينصح به لتجنب حدوث ضرر في العين قال: “لو اكتشف الشخص أنه توجد زيادة أو تغييرا في إفراز الغدة فقد يكون السبب انه يتعالج بالأيودين المشع، الذي قد يسبب بروزا، كما يجب منع التدخين لأنه سيوقف تقدم الحالة أو يتسبب في حدوث مضاعفات.
ويجب مراجعة الطبيب المتخصص في الغدة الدرقية وبالتالي ليس كل مصاب بالغدة الدرقية تتأثر عيونه”.
وعن العلاجات أوضح أنه لو كانت الحالة بسيطة مجرد أن الجفن لا يغلق وتكون العين معرضة للجفاف، الحل يكون عبارة عن علاجات تربط سطح القرنية وتحميها وهي عبارة عن قطرات ومراهم وهذا ممكن في المرحلة الأولى.
أما لو حصل بروز في سطح القرنية فالعلاج يبدأ طبيا وفي حال فشل العلاج الطبي نتحول إلى العلاج الجراحي.
والعلاج الطبي عبارة عن الكورتيزون وهذا يؤدي إلى تقلص حجم النسيج الرخو خلف العين بالتالي يقل الالتهاب الحاصل. ولكن ينصح بعدم العلاج بالكورتيزون لفترات طويلة لما له من مضار جانبية. وهناك العلاج بالإشعاع الذي يساعد أيضا لكن وجد أنه يسبب تليفا أكثر ويجعل العلاج أصعب.
ولو لم تنفع هذه العلاجات نلجأ إلى الجراحة لتوسيع مساحة الأنسجة حتى لا تضغط على العين وتتسبب في بروزها للخارج. وذلك بإزالة جزء من عظام العين وبالتالي تأخذ العين راحتها والأنسجة الرخوة لا تجد عظما يضغطها للداخل”.
شارحا: أنه إذا استمرت الازدواجية في الرؤية بعد العملية الجراحية فيجب إجراء عملية أخرى لتصليح الانحراف ووضع العضلات وبعد ذلك وقبل ان تجرى عملية للجفون يجب ان تكون وظائف الغدة الدرقية ثابتة لمدة ستة أشهر على الأقل قبل العملية.
تعليقات
إرسال تعليق