يفهم البعض مصطلح القوة بأنه ببساطة قدرتهم على القيام بأي شيء يريدونه، لكن وبقليل من التفكير العقلاني ندرك أن القوة هي امتلاك القدرة على القيام بالأشياء المهمة والفارقة، فأصحاب العقل المتزن يعون أهمية صرف طاقاتهم في الوقت والمكان الصحيحين وعدم إضاعة هذه القوة بأشياء غير مهمة أو غير مؤثرة.
من خلال ما سبق، ندرك أن هناك أمورا يجب أن نسعى لتجنب إضاعة أوقاتنا وطاقاتنا عليها، ومنها:
– الاهتمام الشديد بآراء الآخرين: عندما يشغل المرء نفسه بالقلق بشأن آراء الآخرين وانطباعاتهم بشأنه وشأن كل ما يقوم به، على الأغلب سيعيقه عن التقدم في حياته سواء المهنية أو الشخصية. هذا الأمر يفسر أهمية امتلاك المرء الثقة بالنفس والتي تساعده على عدم الالتفات لآراء الآخرين وعدم السعي لكسب رضاهم.
– الإفراط بالتفكير بكل ما يمر به: من أكثر الأشياء التي تستنزف الطاقة كثرة التفكير بأدق التفاصيل التي تمر بالمرء في يومه. فأصحاب التفكير المتزن عندما يواجهون مشكلة ما أو حدثا معينا يفكرون به بشكل معتدل ومن ثم ينتقلون للتفكير بالحلول المتاحة لهم للاختيار من بينها. المشكلة أن البعض يستنزفون أنفسهم بالتفكير والتحليل لأدق الأشياء التي تمر بهم ليجدون أنفسهم في النهاية لم يتقدموا خطوة واحدة للأمام.
– الإفراط بجلد الذات: واستكمالا للنقطة السابقة الخاصة بالإفراط بالتفكير، نجد أن الكثير ممن يمارسون الإفراط بالتفكير غالبا ما يصلون بالنهاية لنتيجة أنهم كانوا يفكرون بالطريقة الخاطئة، وأن تحليلاتهم لكل ما يمر بهم كانت مبنية على خطأ وهذا يجعلهم ينتقلون لمرحلة لوم أنفسهم بإفراط. هذا اللوم أيضا يسبب المزيد من الاستنزاف للمرء والأولى التركيز على التوقف عن الإفراط بالتفكير كوننا كبشر لا يمكن أن نحيط بالأمور كافة التي يقودنا لها تفكيرنا، الأمر الذي يوقعنا بالخطأ الموصل للوم النفس.
– الإفراط بتمني لو كانت الظروف بخلاف ما هي عليه:
كثرة التمني أن تتغير الأحوال والاكتفاء بهذا التمني بدون القيام بخطوة مناسبة غالبا ما يقود المرء لمشاعر سلبية وذكريات محزنة. لذا يجب على المرء أن يحرص دائما على أن يطور من نفسه قدر الإمكان ومن ثم انتظار النتائج التي يتمناها بدلا من هدر طاقاته في تمني أشياء لا يمكنه الحصول عليها بين ليلة وضحاها.
– الشفقة على النفس: عندما يمر المرء ببعض المواقف الصعبة يجد نفسه يشعر بنوع من الشفقة على نفسه، هذا الشعور يتصاحب مع ترسيخ قناعة داخله أنه بلا حول ولا قوة، وهذا من شأنه أن يزيد الأمر سوءا. أصحاب التفكير المتزن يدركون أن الحياة من طبيعتها أنها لا تسير على وتيرة واحدة، وبالتالي فلا مانع من مرور بعض الأوقات الصعبة لكنهم يدركون أن هذه الأوقات مؤقتة كونهم مع كل هزة يستطيعون الوقوف من جديد.
تعليقات
إرسال تعليق