تنتاب المرء في بعض الأحيان أوقات يشعر خلالها بالشك بشأن ثقته بنفسه، مما يؤثر على تصرفاته واختياراته. ويأتي هذه الأمر لأسباب متعددة كأن...
تنتاب المرء في بعض الأحيان أوقات يشعر خلالها بالشك بشأن ثقته بنفسه، مما يؤثر على تصرفاته واختياراته. ويأتي هذه الأمر لأسباب متعددة كأن يخطئ المرء بقرار معين ومن ثم يشعر بأن مستوى ثقته بنفسه قد انخفض بشكل أو بآخر.
هنا، ينبغي على المرء أن يذكر نفسه بعدد من الأشياء التي من شأنها إعادة ثقته بنفسه إلى ما كانت عليه:
- الأخطاء التي ارتكبتها لا يمكن أن تكون صفة تعرف بك: الإصرار والإرادة والقوة التي تتمتع بها فضلا عن أفعالك هي عناصر كفيلة بالتعريف بطبيعة شخصيتك لا الأخطاء التي ارتكبتها. فجميعنا معرضون للخطأ وللحظات الفشل، ولكن صفات الإرادة والإصرار وما شابههما ليستا ملكا للجميع.
لذا فلو اعتدت على قياس قيمتك بناء على الأخطاء التي ارتكبتها ولمشاعر الفشل التي ظننت أنها ملازمة لك فمن الطبيعي أن تشعر بالشك تجاه قدراتك وتجاه قيمتك أمام نفسك. تذكر بأن الأخطاء لا يمكن أن تكون أداة تعريفية بشخصيتك وإنما تعاملك مع تلك الأخطاء والدروس التي تعلمتها منها يمكن أن تكون أمورا يمكن الرجوع لها لمعرفة طبيعة شخصيتك.
- ابحث عن رؤية واضحة تجاه نفسك: أوقات شك المرء بقدراته لا بد وأن تمر بين الحين والآخر، قد تكون طويلة نسبيا أو قد لا تستغرق أكثر من لحظات، لكن على أي حال عندما يحدث مثل هذا الأمر يجب على المرء أن يبحث عن لحظات اليقين تجاه نفسه.
لحظات يستطيع من خلالها أن ينظر لحياته بكافة جوانبها بنظرة أوسع وأشمل بحيث مثلما يستطيع أن يرى أخطائه نجده يستطيع أن يرى اختياراته الصائبة، فهذا من شأنه مساعدته على الحفاظ على ثقته بنفسه وبقيمته.
- الخوف وعدم الشعور بالاستقرار من أهم مسببات تخلخل الثقة بالنفس: من الوسائل المهمة للاستقرار الداخلي محاول تعرف المرء على نقاط ضعفه ونقاط قوته. من جانب آخر فإن الشك الذي ينتاب المرء بخصوص ثقته بنفسه يكون غالبا مبني على الوهم.
وذلك لأن الشك يعتمد على الخوف الذي يصيب المرء ولا يدعه يرى سوى نقاط ضعفه فقط. لذا يجب أن يستقر بنفسك دائما أنه مثلما لديك، كأي شخص آخر، نقاط ضعف، فلا بد أن يكون لديك أيضا نقاط قوة يمكنها أن تقاوم مشاعر الشك التي تعتريك.
- مقاومة الشك بالنفس تكون عن طريق حب النفس: لعل من أقوى وأسرع الطرق التي تساعدك على تجاوز مشاعر الشك بنفسك تكون عن طريق معاملة نفسك بحب ولين. فهذا الحب سيمنعك من توجيه الانتقادات القاسية تجاه نفسك والتي تقود لزعزعة ثقتك بنفسك كونها تأتي من أقوى صوت يمكن أن يؤثر عليك.. صوتك الداخلي.
اعلم أنه لا يوجد أي سبب للمرء أن يتعامل بقسوة مفرطة مع نفسه: فلا بد أن ينمي الخير فيها قدر الإمكان، لا أعني عدم لوم المرء نفسه على أخطائه ولكن عليه ألا يبالغ باللوم بشكل يفقد نفسه الأمل بالعودة للطريق الصحيح. علما بأن حب المرء لنفسه لا يعني الأنانية وإنما يعني عدم القسوة حتى يتمكن من رؤية الإيجابيات التي يحملها.
- تذكر بأنك لست معزولا عما حولك: من أهم الآثار المترتبة على ضعف ثقته بنفسه هو الانعزال. فعندما تقل الثقة بالنفس وبقيمة المرء أمام نفسه فإنه يعزل نفسه عن الآخرين وعن إنجازاته ونجاحاته التي حققها. لذا تذكر بأنك لست معزولا عن محيطك، فإنجازاتك وكل ما حققته في حياتك يشكل الصورة الكبرى التي عليك النظر لها وعدم الاكتفاء بالنظر لأجزاء منها فقط.
تعليقات
إرسال تعليق