في ظل الظروف الاقتصادية التي يعيشها المواطن، قلما نجد أحدهم استغل إجازته السنوية كما يجب إما لأنه مشغول كثيرا أو لأن ظروفه المالية لا تسمح له بذلك، ولكن ما لا يعرفه كثيرون أن للإجازة فوائد عديدة على صحة الإنسان، وهو ما أثبت من خلال دراسات عديدة لمختلف الجامعات والمعاهد الطبية.
وفيما يلي عدد من تلك الفوائد، بحسب ما ذكرت اوبرا وينفري على موقها الإلكتروني:
- تخفيض الوزن: وهذا لا يعني أن مجرد أخذ إجازة مرة في العام يخفض الوزن، بل ذلك يعني أن الدراسات وجدت أن النساء اللواتي يقضين جزءا من وقتهن في الأنشطة الترفيفهية المنتظمة واللواتي يحرصن على أخذ الإجازات المستحقة لهن تمتعن بلياقة بدنية أكثر من غيرهن، وفي دراسة أجرتها جامعة بيتسبرغ على ما يقرب من 1400 شخص، تبين أن أولئك الذين يأخذون إجازات بصورة منتظمة كان مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر أقل من غيرهم، ويجب أن نذكر هنا أن مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر يعدان جانبين أساسيين لتحديد الصحة العامة للإنسان.
- عمر أطول: النساء اللائي يأخذن أقل عدد من العطلات (مرة واحدة كل ست سنوات أو أقل) هن أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية أو الوفاة بأمراض القلب أكثر من 8 مرات من اللائي يأخذن إجازات بصورة منتظمة، وذلك وفقا لتحليل دراسة فرامنغهام للقلب، الذي تتبع النساء لعقدين من الزمن. وأخذ الباحثون مجموعة من العوامل في الحسبان خلال الدراسة مثل السلوك وسمات الشخصية ومستويات التعليم والطبقة الاجتماعية، وتبين أن وتيرة العطلات كان مؤشرا قويا على الأزمات القلبية في المستقبل، والوفاة التي تسببها أمراض القلب.
- ضغط وتوتر عصبي أقل: استمر التجدد الذي يشعر به المرء بعد قضاء الإجازات فترة أطول مما كان يعتقد أصلا. ووجدت دراسة صغيرة من جامعة فيينا أنه بعد أن أخذ إجازة من العمل، كان المصطافون أقل شعورا بالتوتر وأقل شعورا بالصداع وآلام الظهر، وزيادة ضربات القلب، ويستمر الشعور بالراحة بعد الإجازة الى نحو خمسة أسابيع.
- علاقات زوجية متينة: ثمانون في المائة من الناس الذين يأخذون إجازة بشكل منتظم تتحسن علاقاتهم الزوجة وتتوطد أكثر بنسبة 65 % من أولئك الذين لا يأخذون إجازات، فالإجازة تتيح للزوجين قضاء وقت معا بعيدا عن صخب الحياة، ما يمنحهما الوقت الخالي من التوتر والمفيد صحيا وعاطفيا.
- النوم أفضل: وتشير دراسة أجراها علماء من نيوزيلاندا أن الحصول على إجازة تمكن الفرد من النوم بصورة أعمق فور عودته من الإجازة، وقام العلماء بتوزيع أساور على أشخاص قضوا إجازات لتتبع نومهم قبل وخلال وبعد الإجازة، وتبين أن أولئك تحسنت عادات النوم لديهم وأصبحوا ينامون بشكل متواصل أكثر من غيرهم. فالإجازات يمكن أن تساعد في وضع حد لاختلال النوم، مثل الأرق أو التحديق في الشاشة الخلفية فقط قبل النوم، بحسب المؤلف المشارك في الدراسة العالم كيفين غريغوري، وهو الآن كبير الباحثين في مؤسسة أبحاث جامعة ولاية سان خوسيه في وكالة ناسا أميس للبحوث، الذي قال "إن الحصول على إجازة والابتعاد عن الصخب والعمل لفترة من الوقت مفيد جدا في ضبط ساعات النوم والحصول على الراحة لفترة أطول".
ولا يجب أن تكون الإجازة مكلفة ماديا؛ اذ يمكن للمرء أخذ إجازة والاستمتاع في ربوع بلاده بشتى الطرق، فالفكرة هنا في الابتعاد عن العمل لفترة من الوقت لا تتجاوز الـ12 يوما لحياة صحية ولكن بشكل دوري.
تعليقات
إرسال تعليق