القائمة الرئيسية

الصفحات

تقبل حقيقة التقدم بالسن

هل سبق لك وأنت تنظر للمرآة وقلت نفسك، من هذا الشخص الذي ينظر إليك؟ وهل فكرت ذات مرة من أين أتت كل هذه التجاعيد على وجهك؟ في العصر الحالي أصبح التركيز على الشباب وأدى هذا الأمر إلى قيام المرء بكل ما يمكنه من أجل تأخير مظاهر التقدم في السن قدر الإمكان. وحتى الأشخاص الذين يعيشون باستقلالية دون حاجة لمساعدة أحد ينظرون لمسألة التقدم في السن وكأنها أمر خطير يمكن أن يصل لتهديد ثقتهم بأنفسهم. لكن هل الأمر يستحق بالفعل كل هذه المخاوف؟
يجب عليك أن تعلم بأن مسألة التقدم بالسن أمر حتمي ولا مفر منه، ويمكن إضافة أنه من الحقائق الجميلة في الحياة، حسبما ذكر موقع مجلة OM Times. منذ أن يستنشق المرء أول أنفاسه إلى آخرها فهو في حياة تمنحه الفرصة للتجربة والنمو والتطور. فمن خلال اتباع طرق التفكير السليمة يمكن أن يصبح التقدم بالسن عبارة عن هدية قيمة تمنح صاحبها الحكمة والخبرة الكافية لمواجهة العديد من المشاكل الحياتية.
ما يدعو للدهشة هو كيف أن الأطفال لا يستطيعون الانتظار حتى يكبروا ويبدؤوا بعدّ الأيام لحين مجيء يوم ميلادهم ليزيدوا شمعة لسنوات عمرهم. ويبدأ هذا الأمر بالتناقص تدريجيا في سن العشرينيات والثلاثينيات، وعند بداية الأربعينيات تبدأ الرهبة من تزايد سنوات العمر.
وتعد طريقة التفكير الشائعة تلك بمثابة الوصفة السحرية للإصابة بالتعاسة والإحباط. فكلما شعرت بالأسف على سنوات مضت، فقدت القدرة على الاستمتاع بلحظاتك الحالية.
وتجتاح البعض لحظات ينظر خلالها عبر المرآة ليجد عددا من التغييرات التي قد لا يكون متنبها لها، والتي بدأت تغزو جسده كالتجاعيد وغيرها، لكن هذا الأمر لا يقتصر على شخص دون الآخر وإنما يصاب به كل من يتقدمون بالسن، وبالتالي فإن هذا يجب أن يجعل المرء يغير نظرته تجاه هذه المسألة، فعند تقبل هذه المسألة يبدأ المرء يشعر بالقوة في داخله.
وينبغي عليك أن تعلم بأن مسألة رفضك لسنك ستجعلك عالقا فيما يشبه مدينة الأشباح، حيث لا يوجد مكان للتعلم أو التقدم كونك تركز تفكيرك في الماضي فقط ولا شيء سواه. ويجب أن نتذكر دائما بأن قوة المرء الحقيقية ليست في الماضي أو المستقبل، إنما هي كامنة في الحاضر فقط.
عندما تبدأ بتقبل حقيقة التقدم بالسن فإنك ستشعر بقوة الحاضر التي تمتلكها، الأمر الذي سيمكنك من إيجاد الحياة التي تسعى إليها، وعلاوة على ذلك فإن هذا التغيير الإيجابي في عقليتك سيجعلك تشعر بأنك أكثر سعادة وشبابا.
ولأجل الوصول لهذا التغيير بطريقة التفكير يمكنك اتباع الخطوات الآتية:
-  الخروج من مدينة الأشباح: لكي تتمكن من عبور مدينة الأشباح الخاصة بالتقدم بالسن فإنه يجب عليك أن تبتعد عن أي مشاعر للرفض تشعر بها وأن تقوم بتنقية مشاعرك. نعلم جميعا بأن التقدم بالسن لا يعد عملية سهلة بالنسبة للكثيرين، لذا فمن الطبيعي أن تحاول مقاومته وأن تشعر بالغضب والانزعاج وفي بعض الحالات تشعر بالحسرة تجاهه. لذا بدلا من أن تحتفظ بتلك المشاعر داخلك، عليك أن تحاول أن تتحرر منها وذلك عن طريق تدوين مخاوفك دون إغفال أي شيء حتى لو توجب عليك الكتابة عن الموت.
-  الشعور بالامتنان للحاضر: بصرف النظر عما يحدث في حياتك من أمور قد لا تتمناها، إلا أنه يجب عليك أن تشعر بالفخر والامتنان بما تملك في الوقت الحاضر.
ويجب عليك أن تعالج نفسك وأن تبحث داخل حياتك عن مواطن السعادة والجمال في حاضرك. وعندما تتعود على الشعور بالامتنان وعلى التخلص من مخاوفك فإنك تكتسب القوة ونفاذ البصيرة وستمنح نفسك الفرصة لفتح أبواب تقودك لتطلعات أكثر إيجابية. لذا حاول أن تكتب كل ما لديك يمكن أن يشعرك بالامتنان سواء عن نفسك أو عن من هم حولك.
Reactions

تعليقات