ما يميز الشخص السعيد أنه لا يبحث عن السعادة، ولا يحاول القيام بأمور تجلب له السعادة، لكنه يعيش الحياة بشكلها الصحيح، يبذل جهده في كل شيء والنتيجة أن السعادة تأتي لتبحث عنه.
وعلى الجانب الآخر، نجد بأن الشخص التعيس يحاول جهده لتحسين حياته، يحاول أن يصنع الفرص التي تجلب له السعادة لكنه في النهاية لا يتمكن من العثور على ضالته، حسب ما ذكر موقع “LifeHack”.
من خلال ما سبق يجب أن نستنتج بأن السعادة لا تلاحق، ولا يمكن لأحد البحث عنها، فالسعادة تأتي بإرادتها وتأتي فقط عندما نقوم بكل ما يجب علينا القيام به في الوقت والشكل الصحيحين.
لو أردت أن تعالج التعاسة التي تشعر بها عليك بداية أن تعالج داخلك، ابدأ بتغيير الأشياء التي تحتاج لتغيير بداخلك؛ فالسعادة تعتمد بشكل كبير على معتقداتنا وأفكارنا. فدرجة السعادة التي يمكنك الحصول عليها هي الدرجة التي يسمح لك عقلك بها، لذا حاول أن توسع أفقك لتزيد حجم السعادة التي تطرق بابك.
فيما يلي عدد من الأمور الشائعة التي يقوم بها التعساء وطريقة التخلص منها:
- توقع النهايات السيئة بدون محاولة لتغييرها: يرى الشخص التعيس الحياة بمنظور سلبي وبالتالي فهو يحكم على الأحداث المختلفة من خلال هذا المنظور. لذا تجد من الشائع لدى الشخص التعيس قول جمل مثل “لا يمكن إصلاح الناس”، “مستحيل أن تنجح هذه الطريقة”، “لن أتقدم للامتحان فنتيجتي معروفة كالعادة.. راسب”. هذه النوعية من الأفكار ليست سوى تقييد المرء لنفسه وإبعادها حتى عن التجربة، مثل هذه الأفكار غالبا ما تكون نابعة من خوف داخلي يعيش في المرء وهذا الخوف يعمل على إعاقة المرء عن القيام بالاستفادة من الفرص المتاحة أمامه وتجربة طرق جديدة في مختلف مجالات حياته. لذا يجب على المرء بداية أن يتخلص من الخوف من خلال إدراك أن المستقبل بيد الله ولا يمكن لأحد التنبؤ به، ونحن كبشر علينا أن نسعى بكل جهدنا بدون أن نضع توقعات مسبقة لما ستكون عليه الأمور.
- البقاء في المكان نفسه بدون السعي للتقدم: في بعض الأحيان، يجد المرء نفسه يريد أن يأخذ إجازة من صخب الحياة والتزاماتها، من متاعبه ومشاكله المختلفة، باختصار هو يريد أخذ إجازة من كل شيء. لذا تجده على سبيل المثال بدأ يأكل أكثر ويمارس تمارين رياضية أقل، تجده يسهر ولا يتقيد بمواعيد النوم التي اعتاد عليها. هذه الأمور طبيعية كوننا بشرا، لكن لا يجب أن نترك مثل تلك الفترات أن تسيطر علينا بحيث تجعلنا نرفع الراية البيضاء على كل التزاماتنا وحياتنا. علينا ألا نترك الساحة ونذهب للجلوس في كرسي المتفرجين، فهذه حياتنا، والسعادة لا تأتي لمن يتفرج على حياته بدون تخطيط، السعادة تأتي لمن يتعب، يجتهد، يتألم، يخرج من صندوقه الآمن لمواجهة الحياة. فالسعادة تنشأ عندما نجد ما يخيفنا ونتحداه ونتغلب عليه. علينا جميعا أن نعلم بأن التعاسة ليست سوى أحد أعراض تقييد المرء لنفسه في مكانه وعدم السماح لها بالنمو والتقدم.
- الانتقاص من النفس: من صفات الشخص التعيس بأنه سريع في انتقاد نفسه، لذا تجده يكرر عبارات مثل “يا لي من شخص غبي”، و”أنا شخص سيئ”، وما شابه. لكن على المرء أن يتعود أن يكون دمثا مع نفسه مثلما يحاول أن يكون دمثا مع الآخرين، وهذا لا يتم إلا من خلال التوقف عن وصف نفسه بعبارات قاسية، فالسعادة تنشأ عندما تنبع من داخلنا الثقة بأنفسنا، فمن المستحيل أن نشعر بالسعادة لو لم نكن نحب أنفسنا، فضلا عن أن الناس يمكنهم التقاط تلك الحقيقة وبالتالي نجد بأنهم لا يريدون أن يحبونا أيضا. تذكر دائما أن تتكلم بالكلمات التي ترغب بأن يتردد صداها بداخلك لا الكلمات التي لا تتسبب إلا بألمك.
تعليقات
إرسال تعليق