البصر نعمة من نعم الله التي لا تحصى، ولمعرفة حجم تلك النعمة يكفي المرء أن يغمض عينيه لدقيقة واحدة ليكتشف مدى أهميتها.
ويعوض الله كل فاقد لنعمة بطريقة معينة لا سيما منحه قدرة تفوق غيره على التكيف، بمعنى أنك لو أغمضت عينيك لفترة معينة قد تلحظ العديد من الصعوبات التي تواجهك ولكن تلك الصعوبات غالبا ما تكون أخف وطأة لدى الشخص الكفيف بسبب اعتماده على قدرته على التكيف التي حباه إياها الله.
لكن وعلى الرغم مما سبق فمن المهم أن ندرك بعض الحقائق التي قد تخفى عن أذهاننا عن الكفيف ونجملها فيما يلي:
· قد يمتلك فاقد البصر قدرة، ولو بسيطة، على الرؤية: يجب علينا أن نميز بين ضعف البصر وبين الفقدان التام له. فوفقا لمنظمة الصحة العالمية “WHO”، إن حوالي 16 % من المصنفين بأنهم فاقدو البصر يواجهون فقدانا تاما للبصر، بينما نجد النسبة الباقية من هؤلاء، والتي تعادل حوالي 84 % يستطيعون الرؤية ولو بشكل يمكن وصفه بأنه ضعيف للغاية، لكنهم يستطيعون تمييز الحركة أو الضوء والألوان.
· الكفيف لا يشعر بالخجل من حالته: ينظر الكثير من المصابين بفقدان البصر إلى إعاقتهم على أنها مجرد حالة مرضية لا تعني أبدا أنها عائق أمام سعادتهم التي يستحقونها. فضلا عن هذا فإن الشخص الكفيف لا ينظر لإعاقته كهوية تعريفية لشخصه. لذا لو صادفت كفيفا وقلت في نفسك “مسكين هذا الشخص” تذكر أن تعيد تفكيرك مرة اخرى لأن الشعور بالشفقة لا ينبغي بأي حال ان يوجه لأشخاص قد يمتلكون قدرات تفوقنا نحن المبصرين.
· الكفيف لا يحتاج رعاية على مدار الساعة: بل قد لا يحتاجها مطلقا. فلديه من الوعي بالبيئة المحيطة به ما يفوق بشكل كبير الوعي الذي نتخيله عنه. فقد يحتاج فترة للتعرف على المكان الذي يحيط به في حال انتقل لمكان جديد، لكن هذا لا يعني أنه يحتاج لمساعدة متواصلة. ضع هذه الأمور في بالك عندما تلتقي بشخص لا يرى وثق أنه سيطلب المساعدة عندما يحتاجها.
· الاهتمام الزائد يعادل الانتقاد: استكمالا للنقطة السابقة يجب أن نعلم بأن تمييز الشخص الضرير بالاهتمام والرعاية يمكن أن يفسره ذلك الشخص بنوع من الإهانة تماما كما لو قمت بانتقاده بقسوة على فعل قام به. ما يطمح به الشخص الكفيف، وكل من لديه أحد انواع الاحتياجات الخاصة، أن تتم معاملتهم ببساطة كأشخاص عاديين لا أكثر ولا أقل. فزيادة الاهتمام والرعاية يشعرهم بالصغر وبأنهم لا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم. فعلى سبيل المثال مساعدة الكفيف على قطع الشارع وتوصيله لوجهته ومساعدته بشراء حاجياته من السوبرماركت، كلها أمور تعد ظاهريا بأنها جيدة ولكنها أيضا يمكن أن تعتبر نوعا من الإهانة بنظر البعض. لذا فالأفضل أن تعرض المساعدة على الشخص الضرير وأن تتقبل رفضه إن حدث بصدر رحب.
· يستمتع الكفيف بالحديث الطبيعي وغير المنسق مسبقا: المقصود أن كلامك مع الشخص الكفيف يجب أن يكون بلهجة عادية وألا تتجنب بعض الكلمات التي تتعلق بالرؤية كأن تتجنب كلمات مثل “انظر”، و”ألا ترى” وما شابهها. تحدث بطريقة عادية فهذا هو الأسلوب الأمثل الذي يجب أن تتبعه.
تعليقات
إرسال تعليق