يرى علماء الحياة بأن للانسان ثلاثة اعمار: زمني وبيولوجي وسيكولوجي وتلعب الوراثة اضافة لنمط الحياة دورا رئيسيا في اشكال ومستويات التعبير عن التقدم في العمر والدخول المبكر او المتأخر في مرحلة الشيخوخة بما تحمله هذه المرحلة من اعراض وتعكسه من سمات.
وتؤكد معظم الابحاث الحديثة ان القسم الاكبر من الانحطاط الجسدي تسببه الامراض المختلفة وليس التقدم بالعمر كما يعتقد الكثيرون.
ومما لا شك فيه بان نظام الحياة الذي يعيشه الناس في عصر العولمة يزيد من نسبة الاصابة بامراض مختلفة كالحساسية ونقص المناعة والسرطانات المختلفة. وسبب ذلك ما يعانيه الانسان المعاصر من ضغط نفسي واكتئاب وتلوث بيئة وانتشار وسائل اتصال سريعة ومباشرة مع العالم الخارجي تتيح له سماع اخبار الآخرين بحلوها ومرها, والمتابعة الفورية والاولية للكوارث والحروب.
الدراسات الحديثة تبين ان ارتفاع ضغط الدم على سبيل المثال الناجم عن تصلب الشرايين وتأخر عمل جهاز المناعة وتعطل الغدة الزعترية يؤدي الى الشيخوخة, فيما تؤدي قلة تروية الدم لمراكز الذاكرة في الدماغ الى التراجع لنشاط الذاكرة والاصابة بمرض الزهايمر والخرف.
ولا ترتبط الشيخوخة بناء على ما تقدم بالعمر الزمني للانسان فقط بل قد يلعب العمر البيولوجي "Bialogical Age" دورا مهما في زيادة اعراضها, وهو ما يجعل العمر البيولوجي لشخص ما اكبر من عمره الزمني. والتفاوت بين العمر البيولوجي والعمر الزمني يعتمد على كثير من العوامل: الغذاء, الرياضة, العناية الصحية العامة وصحة الاسنان, الحفاظ على الوزن المناسب, الحالة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لإنسان ما.
قدم اختصاصي التخدير الاميركي مايكل رويزن في هذا السياق نصائح يمكن في حال اتباعها تجنب المسنين لأمراض الشيخوخة ومعاناتها, ومن اهم هذه النصائح الابتعاد عن اسباب التوتر، والاقلاع عن التدخين، وعدم التفكير المكتئب بتقدم العمر.
في سياق متواصل فإن النساء اكثر عرضة من الرجال لتدهور الصحة المتصاعد والظهور السريع لعلامات التقدم بالعمر. وتشير معظم الابحاث والدراسات ان الاستقرار العائلي والنشاط الجنسي المتواصل، وعدد مرات الولادة بالنسبة للنساء, وعدد ساعات النوم وعاداته ،وممارسة التمارين الرياضية، والابتعاد عن المؤثرات النفسية القوية والمفاجئة او الصادمة، واخذ الامور ببساطة، والتدخين او عدمه تلعب جميعها ادوارا حاسمة في صحة الانسان العامة.
وفي اصابته او عدم اصابته بأعراض الشيخوخة, وترى هذه الابحاث ان جانبا كبيرا من الاحساس بالشباب هو شعور ذهني يتولد في عقل الانسان ويزيد الوجه الايجابي من العوامل السابقة في رسوخه.
وتؤكد هذه الابحاث ان النساء اطول عمرا من الرجال وتربط بين تجاعيد الوجه وبين التدخين الذي يؤدي الاكثار منه الى زيادة التجاعيد وجفاف البشرة.
وتدل الاحصائيات ان المناطق الثلاث المشهورة بعدد معمريها الكبير "مدينة بالاكوادور, القفقاس وكشمير" هي مناطق جبلية زراعية يضطر المقيمون فيها الى قطع مسافات طويلة سيرا على الاقدام, وهو ما اسهم بشكل من الاشكال اضافة للابتعاد عن الاطعمة الدهنية والبروتينية في تحسن نوعية الحياة فيها.
يقول المفكر الفرنسي جان جاك روسو "علمه كيف يعيش لا كيف يتفادى الموت" .
تعليقات
إرسال تعليق