في كثير من الأحيان يؤدي نقص أحد العناصر الغذائية الأساسية من الجسم إلى التعرض لبعض الأمراض، وفي هذه الحالة يكون من غير المستغرب ان يصف لنا الطبيب الدجاج أو الفاكهة أو الخضراوات كبديل عن الأدوية لهذه الأمراض.
المواد البروتينية الموجودة في الطعام تتحول بعد عملية الهضم إلى أحماض تساعد على بناء خلايا الجسم وتجديدها، وتكوين العضلات، والجلد، والشعر، والغضاريف، وعناصر الدم المختلفة، مثل كريات الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، وبروتينات الدم، وأجسام المناعة ضد الميكروبات، كما تساعد أيضاً على بناء أعضاء الجسم الداخلية وتجديدها، مثل: القلب، والرئتين، والكبد، والكليتين، والمخ، والأعصاب، والأعضاء التناسلية، وتساعد على إفراز المواد اللازمة لهضم الطعام.
أما المواد النشوية والسكرية التي نتناولها في طعامنا، فتتحول بواسطة عملية الهضم إلى سكريات بسيطة تتحول في النهاية إلى سكر الدم، الذي يساعد بدوره على توليد الطاقة اللازمة لحركة الجسم وحيويته ونشاطه، والتي تلزم أيضاً لتشغيل أعضاء الجسم الداخلية، مثل: القلب، والكبد، والكلى، والمخ، والأعصاب، وتختزن المواد النشوية على شكل نشا حيواني في الكبد، أو تتحول إلى دهنيات تختزن في الجسم لتكون مصدراً للطاقة في حالة عدم تناول المواد النشوية في الغذاء، أو في حالة الصيام.
وتساعد المواد الدهنية الموجودة في الطعام على تكوين الدهنيات التي تختزن تحت الجلد وتعمل كعازل حراري للمحافظة على درجة حرارة الجسم ووقايته من الصدمات، وتدخل في تركيب خلايا الجسم المختلفة وتعد مصدراً مهماً من مصادر الطاقة للجسم.
وإلى جانب هذه المواد الأساسية في الغذاء «البروتينية والنشوية والدهنية»، هناك عناصر غذائية أخرى لازمة لأداء وظائف الجسم المختلفة، وتشمل هذه العناصر الأملاح المعدنية مثل أملاح الحديد والصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والفسفور، وهذه العناصر تقوم بأداء وظائف مختلفة، كما أنها تساعد على تكوين مركبات مهمة للجسم. فالفسفور والكالسيوم مثلاً يساعدان على تكوين الأسنان وسلامتها، والكالسيوم أيضاً لازم لوظائف الأعصاب، حيث إن نقص الكالسيوم يؤدي إلى تهيج الأعصاب وحدوث التشنجات، والفسفور من عناصر المخ المهمة، والصوديوم والبوتاسيوم من العناصر التي تساعد على تنظيم وظائف الدم، كما تساعد هذه العناصر أيضاً الأعصاب والقلب وأعضاء أخرى من الجسم مثل العضلات في القيام بوظائفها الطبيعية.
ومما تقدم يتضح أهمية العناصر الغذائية المختلفة لحياتنا ونشاطنا وحيويتنا، ويتضح أيضاً أنه إذا كان هناك نقص واضح في أحد العناصر الغذائية، فإن هذا معناه اختلال في وظائف الجسم، كما يعني أيضاً حدوث المرض، ولكي نتفادى هذا الخلل الوظيفي لأعضاء الجسم يجب أن يشتمل طعامنا على العناصر الغذائية المطلوبة بالقدر الكافي.
وعلى هذا الأساس فإن الإصابات المرضية قد يكون سببها نقص أحد العناصر الغذائية، وفي هذه الحالة قد يصف لنا الطبيب الكبد، أو الدجاج، أو الفاكهة، أو الخضراوات بدلاً من الأدوية، فأحياناً لا يكون دواؤنا في الصيدليات وإنما علينا الحصول عليه من عند الجزار وبائعي الخضراوات والفاكهة.
الأغذية البروتينية
هناك أنواع عديدة من الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من المواد البروتينية، وأهم هذه الأغذية اللحوم والأسماك والجبن والفول. وتفيد المواد البروتينية في علاج عدة أمراض تسبب الضعف والهزال، وتفيد أيضاً في علاج أمراض الكبد وبعض أمراض الكلى، وفي حالات فقر الدم والنزيف ونقصان الوزن.
الأغذية الدهنية
تعد الزيوت النباتية والسمن واللحوم واللبن والزبدة والزيتون والفول السوداني من أهم مصادر المواد الدهنية للجسم. وتفيد هذه الأغذية في غالب الأحيان، في علاج أمراض سوء التغذية والنحالة، كما تستعمل في بعض الأحيان وبكميات قليلة في علاج مرضى المرارة، والكبد، والبدانة، وأمراض الذبحة الصدرية، وأمراض الشرايين.
الأغذية النشوية والسكرية
توجد المواد النشوية في أغذية كثيرة مثل: الخبز، والأرز، والذرة، والبطاطا، والفواكه، والحلويات، والعسل، والقصب، وتعد من أهم مصادر الطاقة في الجسم، لذا فهي تساعد على علاج بعض الأمراض التي يحتاج فيها الجسم إلى طاقة عالية مثل إفراز الغدة الدرقية، وكذا أمراض الكبد والتهاب الكلى. وقد يؤدي الإفراط في تناول هذه المواد إلى زيادة في حدة مرض السكر والبدانة، لذا ينصح بعدم الإكثار منها.
الأملاح المعدنية
يحتاج الجسم إلى كثير من العناصر المعدنية مثل: الصوديوم، والبوتاسيوم، والحديد، والمغنيزيوم، والفوسفات. ويوجد الصوديوم في ملح الطعام وكثير من الأغذية التي نتناولها، وخصوصاً الأغذية الحارة. ويفيد الملح في علاج بعض الأمراض التي تتميز بنقص معدل الصوديوم في الجسم مثل كفاءة بعض الغدد. ويستعمل ملح الطعام بكميات ضئيلة جداً في بعض الأمراض مثل ضغط الدم المرتفع، وبعض أمراض القلب، وأمراض الكبد، وبعض أمراض الكلى، التي تكون مصحوبة بتورم نتيجة اختزان الماء والأملاح بالجسم، ويعتبر الكالسيوم والفسفور من العناصر المهمة للجسم وتوجد بكثرة في اللبن والبيض والسمك، والجبن.
وتساعد الأغذية التي تحتوي على هذه العناصر في علاج مرض كساح الأطفال والتشنج الناتج عن نقص الكالسيوم وتسوس الأسنان، وينصح بعدم تناول مثل هذه الأغذية التي تحتوي على الكالسيوم والفسفور في حالة وجود حصوات في الكلى.
كما يعد الحديد من أهم العناصر المعدنية اللازمة للجسم، ويوجد الحديد بكثرة في اللحوم، والأسماك، والبيض، والعدس، والفول والخبز، ويفيد الحديد في علاج فقر الدم الناتج عن نقص الأغذية وفقر الدم الناتج عن النزيف.
الفيتامينات
تعتبر الفيتامينات من العناصر الغذائية المهمة للجسم، حيث إن قلة الفيتامينات في الغذاء ينجم عنها أمراض كثيرة، تعالج إما بتناول الفيتامينات على شكل أدوية، وإما من مصادرها الطبيعية أي من المواد الغذائية.
فيتامين «أ»
يوجد هذا الفيتامين في الكبد، والأسماك، واللبن، والجبن، والزبدة، والجزر وصفار البيض. ويفيد هذا الفيتامين في علاج أمراض كثيرة، مثل العيون، والجلد، والالتهاب الرئوي، والأنف والأذن، وكذا مرض الزكام.
فيتامين «د»
تجده في زيت السمك، وزيت كبد الحوت، واللبن، والبيض، والزبدة، كما يمكن تكوينه في جلد الإنسان، وذلك عند التعرض لأشعة الشمس. ويفيد في علاج مرض الكساح عند الأطفال كما يساعد في صلابة العظام عند الكبار. ويساعد هذا الفيتامين أيضاً على تفادي الإصابة بتسوس الأسنان وتشوهها.
فيتامين «ج»
يوجد هذا الفيتامين في الفواكه مثل: الليمون، والبرتقال، كما يوجد في البطاطا. ويفيد في علاج مرض الالتهابات ونزف اللثة، وخلخلة الأسنان، وجفاف الفم، وحدوث نزف في الجلد، وانتفاخ في الرجلين، وآلام في الركبة وفقر الدم.
فيتامين «ب» المركب
يحتوي هذا الفيتامين على عدة عناصر أهمها ب (1)، ب(2)، ب (6)، ب (12). وتوجد هذه العناصر بوفرة في اللحوم والكبد، واللبن والجبن، والخضراوات والفواكه، والبقول، والخميرة. ويفيد في علاج أمراض كثيرة مثل التهابات الجلد والفم واللسان، وتشقق الشفاه، والتهاب الأعصاب، وفقر الدم، وفقدان الشهية.
الغذاء كعلاج للإمساك
قد يكون الطعام سبباً في الإمساك، حيث يفتقر إلى بعض المواد الغذائية التي تساعد على ليونة الأمعاء. ولتجنب الإمساك يجب تناول أطعمة تحتوي على المواد التي تساعد على سهولة مرور الكتلة الغذائية في الأمعاء، ومن ثم لا يحدث الإمساك. والمواد الغذائية التي تساعد على الليونة وعدم حدوث الإمساك هي عادة مواد تحتوي على عناصر غير قابلة للهضم نجدها في أغذية كثيرة، منها الفواكه الطازجة، والخضراوات كالسلطة، والخبز. ويعد اللبن وزيت الزيتون من أهم المصادر الغذائية في هذا المجال.
الغذاء كعلاج لالتهابات الأمعاء الغليظة
يسبب التهاب الأمعاء الغليظة فقداناً في أنسجة الأمعاء، ولكي نساعد على بناء أنسجة جديدة يجب على المريض تناول أطعمة غنية بالمواد البروتينية مثل الدجاج واللحم خفيف الهضم، الذي لا يحتوي على ألياف، والأسماك.
وباعتبار أن هذا المرض يسبب فقدان الشهية وفقدان عناصر غذائية مهمة للجسم في توليد الطاقة اللازمة فإنه لابد من تعويض الطاقة المفقودة عن طريق تناول غذاء خفيف يحتوي على مواد غنية بالطاقة الحرارية مثل الخبز، والأرز، والبطاطا، والحلويات الخفيفة. وعلى المريض اجتناب تناول الأغذية التي تزيد من حدة أغشية الأمعاء الملتهبة، مثل الخضراوات، والفواكه التي تحتوي على ألياف مثل البطيخ، كما على المريض عدم تناول الأطعمة الحارة والأطعمة التي تسبب حدوث غازات مثل البصل، والفول الأخضر.
الغذاء كعلاج للقرحة
من المعروف أن آلام القرحة تزداد بزيادة حموضة المعدة، لذلك يجب على مريض القرحة تناول الأطعمة التي تساعد على تقليل حموضة المعدة ومن أهمها اللبن، والبيض، وزيت الزيتون، كما يتعين على المريض تفادي تناول الأغذية التي تساعد على تهيج غشاء المعدة، والتي تسبب زيادة الآلام في المعدة مثل اللحم الذي يحتوي على ألياف، والمواد الحارة والبصل وعصير الليمون والبرتقال. ومن العوامل التي تساعد على زيادة آلام القرحة شرب الشاي والتدخين وتناول الخمور.
الغذاء كعلاج للإسهال
لا شك في أن الإسهال يسبب فقدان مواد غذائية مثل البروتينات والسكريات والأملاح والفيتامينات، وعليه يتحتم على المريض أن يتناول أطعمة غنية بهذه المواد مع الكف عن تناول الأطعمة التي تهيج غشاء الأمعاء. ومن الأشياء التي تساعد على تخفيف الإسهال: الشاي، وعصير الخروب، وقشور الرمان.
الغذاء كعلاج لأمراض الكبد
الكبد المريض يحتاج إلى كثير من البروتينات التي تساعد على بناء أنسجته، كما يحتاج أيضاً إلى المواد النشوية والسكريات التي تمد الكبد بالطاقة اللازمة لبناء أنسجته، لذلك يتعين على مريض الكبد أن يتناول أغذية غنية بالبروتينات والنشويات والسكريات، وأن يكف عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهنيات التي ترهق الكبد، وتساهم في تكريس المرض.
الغذاء وتصلب الشرايين
هناك مواد غذائية تساعد على زيادة تصلب الشرايين نذكر منها اللبن، والدسم، والسمن، وصفار البيض، والشوكولاته، والزبدة، والكبد والمخ، لذا يجب على المريض عدم تناول هذه الأطعمة أو أن يتناولها بقدر قليل جداً، وأن يتناول الأطعمة التي لا تسبب له ضرراً كالخضراوات الطازجة والفواكه والجبن غير الدسم والمربى والعسل والفواكه والسمك واللحم المسلوق أو المشوي والخالي من الدسم والزيوت النباتية التي تعد علاجاً لمرض تصلب الشرايين مثل: زيت الزيتون، وزيت الفول السوداني، وزيت الذرة.
الغذاء كعلاج لفقر الدم
يحتاج المريض بفقر الدم إلى كمية كبيرة من الحديد والبروتينات التي تساعد في بناء كريات الدم الحمراء، لذلك فإن المواد الغذائية التي تساعد علاج فقر الدم هي المواد التي تحتوي على نسبة عالية من الحديد والبروتينات كاللحوم والأسماك، والبيض، والكبد، والعدس، واللبن، والجبن.(واحة المراة)
تعليقات
إرسال تعليق