لا يوجد أحد منا لا يشعر بالإرهاق والتعب الجسدي، فهما باتا من أمراض العصر الحديث ومشكلة تجلب المخاطر الصحية الوخيمة على الجسد. فالشعور الدائم بالتعب يؤثر على عمل أعضاء الجسم ويؤدي الى أمراض خطيرة مثل الجلطات وانسداد الشرايين.
ويجمع الأطباء على أن المراهقين يمرضون أكثر من غيرهم ويحتاجون إلى وقت أطول للشفاء، كما أنهم يكونون متجهمين ومتعبين أغلب الوقت. كما أنهم يتنفسون كثيرا ولكن بشكل ضحل، بالإضافة الى ظهور طفح وبثور على الجلد وزيادة حب الشباب.
ويعاني المرهق من صعوبة في النوم وقلق زائد وصداع متكرر وميل لشرب الكافيين بأنواعه، كما أن النسيان وعدم التركيز هما أيضا من العلامات التي تدل على أن الجسد مرهق ويحتاج الى الراحة.
وتشير اختصاصية العلاج السلوكي جودي جيمس، إلى أن الأسباب التي تجعلنا مرهقين لا تعد ولا تحصى، ولعل من أهمها تراكم الأعباء المالية ووقوع خلاف مع من نحب، وهذه الحوادث غير السارة في حياتنا تزيد من إفراز هرمون الكورتيزول Cortisol الذي بدوره يزيد حالة الشعور بالانزعاج والرعب المرهق والقلق والاكتئاب وصولاً الى اضطرابات في حركة القلب.
وهنالك مؤشرات تعد جرس إنذار لصاحبها لا يجب أن يغفل عنها حتى لا يصاب بالأمراض ويتمكن من وقاية نفسه، ومن هذه المؤشرات الرغبة الملحة في تناول المأكولات السريعة والحلويات وتناول الطعام في حالات عدم الشعور بالجوع أو عدم تناول وجبات الطعام في أوقاتها، وهي إنذار من الجسم بأنه مرهق ويحتاج إلى سعرات حرارية إضافية، إضافة إلى الشعور بسوء الهضم وآلام في المعدة، وذلك بسبب اضطراب وظيفة الأمعاء، ما ينجم عنه التراوح بين الإسهال والإمساك.
ومن علامات الشعر بالإرهاق؛ الضغط بالأسنان على الفكين وإصدار صوت صرير في الأسنان أثناء النوم، وتعمد القيام بقضم الأظافر أو محاولة العض على القلم مثلا، والإحساس بالبرد وأعراض الرشح إضافة الى ظهور التهابات مختلفة في الحلق والشعور بالرجفة وحالة ارتباك.
الإرهاق يؤدي الى تغير في الدورة الشهرية والشعور بالألم قبيل قدومها، كما يؤدي إلى حدوث تقلصات في العضلات مع آلام جسدية وشعور بالضعف والوهن.
ولعلاج الإرهاق، يمكن اتباع خطوات بسيطة كفيلة بمنح الطفل الراحة، تقول جيمس "أهم خطوة هي التقليل من تناول الأطعمة الضارة مثل مشروبات الصودا واستبدالها بكل ما هو مفيد، لأن الخضراوات والفواكه على سبيل المثال تمنع ارتفاع هرمون الكورتيزول المؤذي بنسبة 85 % فنشعر بتحسن نفسي وجسدي في آن واحد".
كما من المهم أن نتناول المعادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والزنك الكفيلة بتنشيط غدد الأدرينال التي تقاوم ارتفاع كمية نسبة الكورتيزول المؤذي. كما أن هذه المعادن تخفف من توتر العضلات ومن حالات القلق أثناء النوم، إضافة الى فائدتها في معالجة ارتفاع ضغط الدم. وتقول "علينا تناول مقدار 1000 ملغم من الكالسيوم و400 ملغم من المغنيسيوم و15 ملغم من الزنك".
وتضيف جيمس "أفضل طريقة للتخلص من آلام العضلات والمفاصل هي اللجوء الى الثلج وليس الى الحبوب المسكنة فيمكن وضع أكياس ثلج فوق المناطق المؤلمة مرتين يومياً 20 دقيقة كل مرة ليزول الألم فورا". كما تنصح جيمس أن يتحدث المرء لمن يحب وينفس عما يدور في خلجاته؛ لأن كتمان الأمور التي ترهقنا يزيد الأمر سوءا والصمت يرفع معدل كمية الكورتيزول السيئ، والتحدث عما يزعجنا يقلل من نسبة هذا الهرمون في الجسم.
تعليقات
إرسال تعليق