كل الأفكار والخواطر التي ترد على العقل تؤثر بشكل أو بآخر على سعادة المرء ودرجة تفاؤله ونظرته العامة للحياة.
يمكن تقسيم تلك الأفكار إلى نوعين؛ الأول الأفكار ذات التركيز، والثاني الأفكار الحائرة. علما بأن الأفكار المتحيرة، التي تعني البحث عن تفسيرات لكل ما يصادف المرء في حياته، تمتاز بكونها أفكارا متغيرة بتسارع وغير مستقرة بعكس الأفكار ذات التركيز التي تكون ثابتة على شيء معين، حسب ما ذكر موقع "Ezine Articlesd".
تتميز الأفكار ذات التركيز بأنها تكون تحت سيطرة المرء الكاملة، وتكون موجهة لموضوع معين فقط، وغير متشتتة لغيره. عندما يكون المرء بهذه الحالة، فإنه لا يشعر بالقلق أو ما شابه من المشاعر السلبية، فاهتمامه يكون منصبا على الشيء الذي يركز فيه دون غيره، ويكون غالبا مرتبطا بأحداث من الحاضر فقط.
أما فيما يتعلق بالأفكار الحائرة، والتي تسيطر على المرء معظم يومه، فإنها تسبح في العقل ولا تستقر في مكان وغالبا ما تتنقل بين الماضي والمستقبل. تلك الأفكار تجعل المرء يستحضر أخطاء ارتكبها في الماضي، وكيف كان عليه أن يتصرف حينها، ومن ثم ينتقل بشكل متسارع للخوف من المستقبل وتبدأ تتشكل في ذهنه أسئلة من عينة "ماذا لو..؟". باختصار فإن غالبية الأفكار التي توصف بالحائرة تكون سلبية ويمكن أن تؤدي للمرء بأن يشعر بالتوتر والاكتئاب ما لم يتمكن من السيطرة عليها.
عندما يكون عقل المرء محتلا من قبل الأفكار الحائرة، فإنه يفقد اهتماماته وتصبح الحياة بالنسبة له مملة وعبارة عن معاناة يومية. فضلا عن هذا، فإن الأفكار الحائرة تجعل المرء لا يعلم ماذا يريد، ولو حصل على شيء يحبه، فإنه ينتقل مباشرة للبحث عن شيء إضافي لأنه لا يكتفي بأي شيء بسهولة. لذا يجب على المرء تفريغ عقله من هذه النوعية من الأفكار قبل أن تسيطر عليه.
ليتمكن المرء من توجيه عقله نحو الأفكار ذات التركيز، فإنه يحتاج أولا لبذل الجهد وثانيا أن يعلم بأنه من غير الممكن أن يبقى عقله بعيدا عن الأفكار الحائرة طوال الوقت، لذا لا يجب عليه أن يحاول أن يحقق هذا الأمر، فالمطلوب فقط أن يجعل الأفكار ذات التركيز تحتل عقله معظم الوقت. ولتحقيق هذا يجب ترويض العقل على الانتباه للحاضر وإبعاده قدر الإمكان عن الماضي والمستقبل. وهذا الأمر يتطلب ما يمكن تسميته بتمرين الانتباه، بحيث يقوم المرء بتمرين عقله من خلال المسارعة بإبعاده عن الأفكار السلبية أو الأفكار المتعلقة بالماضي والمستقبل.
وليتمكن المرء من إعادة عقله للحاضر يحتاج أن يقوم بهذا عبر أدوات الجذب وهي أدوات متعددة لكن أهمها أسباب السعادة وأسباب الأمان، فجميعنا نبحث عن الرضا والأمان ولو قمنا بكتابة الأشياء التي توصلنا للرضا والأمان يمكن أن نستحضرها كلما شعرنا بأن الأفكار الحائرة تتسلل لعقولنا.
من ضمن الأمور التي تحقق الرضا والاطمئنان نجد القبول والامتنان. فعلى سبيل المثال قم بكتابة قائمة للأشياء التي تشعر بالامتنان لامتلاكها، فهذه القائمة تساعدك على الرضا بأنك تمتلك الكثير الذي لم تكن منتبها له.
أيضا فإن وضع الأهداف في حياتك يجلب لك الرضا والاطمئنان، فكلما تمكنت من تحقيق هدف معين حتى لو كان صغيرا فستشعر بزيادة الثقة بالنفس التي تقودك للرضا عن نفسك.
علاء علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق