كثيرا ما يرفض الأزواج إعطاء الزوجات ما يستحقنه من عناية وتقدير، فيقللون من شأنهن، ويقارنوهن بغيرهن من النساء، غير مراعين لما يسببه لهن ذلك من إحباط، ومن خيبة، ومن آلام نفسية.
في هذا الشأن يرى اختصاصيون أن التنشئة المكتسبة، والاضطراب النفسي الذي يطغى على شخصية الزوج هو السبب وراء تصرف هذا الزوج مع زوجته بهذه الطريقة.
اختصاصية العلاقات الزوجية، د. نجوى عارف، تقول "الرجل الذي يقوم بهذه التصرفات شخص غير سوي نفسياً، وشخص سلبي، هوايته المفضلة التقليل من شأن الآخرين".
وتشير عارف إلى أن مثل هذا السلوك الذكوري يصنّف في خانة "العنف النفسي" الذي يحبه بعض الرجال الذين لا يريدون زوجات واثقات بأنفسهن، فيحلو لهم أن يشعروا هؤلاء الزوجات بأنهن لا يملكن شيئا مُهما، أو أن يرغمنهنّ على تقديم المزيد، ثم المزيد، حتى ينلن رضى أزواجهن عنهن.
وترى عارف أن الشخص الذي يمارس هذا العنف على زوجته، هو شخص تعرّض في حياته لسوء التقدير من غيره، فيسعى لإسقاط ما يشعر به من نقص على زوجته، حتى يرد الاعتبار لنفسه المهتزة، لكن هذا الرجل لا يدرك أن تصرفه هذا لا يعوّض عن فقدانه شيئا.
وترى عارف أن تمادي الرجل في هذا السلوك، والتوغل فيه إلى أبعد مما يحق له سيؤدي إلى تدمير علاقته بزوجته، لأن على هذا الرجل أن يدرك ويعي أن إظهار التقدير لزوجته أفضل وسيلة للحفاظ على صلة الود والرحمة بينه وبين زوجته، وأفضل طريقة للتخلص من مشاعر النقص التي كان ذات يوم ضحية لها بسبب عدم تقدير الآخرين له.
وتنصح عارف الزوجة بأن تكون حازمة، وأن ترفض هذا الأسلوب، وإذا استمر الزوج في معاملتها معاملة سيئة عليها أن تتجاهله، وعليها ألا تتأثر بما يقوله، وألا تعامله بالمثل، حتى لا تعزز في نفسه الميل لهذا السلوك، وحتى لا يشعر بأنه قد انتصر عليها باستفزازه المستمر لها.
وفي ذلك يقول الاختصاصي الاجتماعي، د.حسين الخزاعي، إن تصرفات بعض الأزواج على هذا النحو قد تكون ناتجة عن علاقة متوترة ما بين الزوجين، أو عن غياب الوفاق والانسجام بينهما، ما يجعل هذه العلاقة معرضة لردود أفعال سلبية قائمة على المعايرة والانتقاص من جهد المرأة، ومقارنتها بغيرها.
ويضيف الخزاعي أن على الزوجة أن لا تدع الزوج يتمادى في سلوكه، وأن تناقشه في الأمر، وتلفت انتباهه إلى تصرفاته الخاطئة، لعله يصوب سلوكه معها، ويغيّر هذه العادة السيئة، حفاظا على علاقتهما وديمومتهما.
ويشير الخزاعي إلى أن الزوج الذي يقوم بهذه التصرفات يكون قد اكتسبها من خلال التنشئة الاجتماعية التي تربى عليها، وهو ما جعله يتقمص سلوك الأب الخاطئ، ولاسيما إن كانت الزوجة مفرطة في طاعتها لزوجها، فهو ما يجعل هذا النوع من الأزواج يتمادون في نظرتهم السلبية نحو زوجاتهم وفي الانتقاص من شانهن ودورهن.
ويضيف الخزاعي أن هنالك حقوقا مشتركة بين الزوجين، لا بد من احترامها، خصوصاً إذا كان كل طرف غير مقصّر في حق الطرف الثاني.
الاختصاصي النفسي، د. محمد حباشنة، يعتبر أن مثل هؤلاء الأزواج المقصرين في حق زوجاتهم هم أشخاص لا همّ لهم سوى "ممارسة سلطتهم التي غالبا ما تكون سلطة هزيلة، على زوجاتهم، لأن من لا يمتلك في داخله مصادر الثقة الحقيقية لا يجد إلا هذه السلطة الهزيلة يمارسها على شريكه في الحياة، لأنه لا يملك شخصية حقيقية، فيسعى للتعويض عنها بشخصية مصطنعة لن تزيد شخصيته الضعيفة إلا ضعفا".
تعليقات
إرسال تعليق