شكك الكثيرون في شخصية شكسبير التي كانت موضع جدل بين النقاد والأدباء
وداخل أروقة أقسام اللغة الانجليزية في كل جامعات العالم، وقد امتد هذا الجدل لمدة
تزيد عن القرنين، حيث رأى البعض أن المؤلف ما هو إلا فرانسيس بيكون، والبعض الآخر
رأى أنه كريستوفر مارلو، فيما رأى آخرون أن ادوارد دي فري أو الايرل Earl السابع
عشر لأكسفورد هو الكاتب الحقيقي.
أصحاب نظرية مارلو بدؤوا هذا الشهر بعرض فيلم وثائقي
عنوانه «ضجة صاخبة حول شيء ما» والذي استورد الكثير من أفكاره من كتاب هوفمان الذي
نذر حياته لأكثر من ثلاثين سنة وهو يحاول أن يثبت أن مارلو هو صاحب أعمال شكسبير
إلى الدرجة التي أخذ فيها الاذن بنبش جثة رئيس الجهاز السري للملكة اليزابيث الأولى
الذي ساعد مارلو في الحصول على عمل، وقد ترك هوفمان الذي توفي في أواخر الثمانينيات
نصف ثروته والتي تبلغ أكثر من مليون دولار لمن يثبت أن مارلو هو المؤلف
الحقيقي.
لكن، اتضح مع بداية عام 2000 أن أصحاب نظرية أكسفورد هم
الأقرب إلى الوصول إلى الحقيقة فشكسبير الذي جاء من ستراتفورد لم يكتب هذه الأعمال
الخالدة وإنما صاحبها هو ادوارد دي فيري، ذلك الارستقراطي الذي تتطابق حياته
الشخصية مع هذه الأعمال الأدبية وبخاصة في مسرحية هاملت التي يمثلها هو شخصياً، كما
يرى بعض النقاد مع الاختلافات البسيطة التي يتطلبها العمل
الأدبي.
ليس الأمر يقف عند هذا الحد بل ان لوحة ظهرت مؤخراً يعتقد
أنها رسمت لشكسبير عام 1603 أثارت جدلاً واسعاً بين النقاد حيث اكتشف بعضهم أنها لا
تطابق الملامح التي عرفوها عن شكسبير من لوحتين أصليتين له وتمثال نصفي نحته مارتن
دروشورت موضوع فوق قبره.
لكن في الطرف الآخر،
فإن هناك من يرى أن شكسبير الذي نعرفه من بلدة ستراتفورد هو المؤلف الحقيقي
لأن عشر مسرحيات لشكسبير كتبت بعد عام 1604 الذي مات فيه دي فيري الذي يعرف أيضاً
بأكسفورد، لكن هذا الرأي يرفضه أصحاب نظرية أكسفورد لأنه لا يوجد اثبات أو دليل
واضح يبين أن هذه المسرحيات كتبت بعد هذا التاريخ.
أصحاب نظرية أكسفورد يدعون أنهم اقتربوا من الحقيقة إذ
كشفت دراسة دكتوراة نوقشت في أبريل عام 2000 أن أكسفورد هو الكاتب الحقيقي، وتعتبر
هذه الدراسة من أهم الأحداث في تاريخ البحث
عن الكاتب الحقيقي للأعمال التي عرفها الناس على أنها لشكسبير.
تعليقات
إرسال تعليق