القائمة الرئيسية

الصفحات

العناية بالحمل في أسابيعه الأخيرة

العناية بالحمل في أسابيعه الأخيرة




د. كميل موسى فرام- أستاذ مشارك/ كلية الطب- الجامعة الأردنية/ استشاري النسائية والتوليد/ مستشفى الجامعة الأردنية
هناك علاقة واضحة بين إنخفاض معدل حركات الجنين والمضاعفات السلبية الناتجة عن إهمال هذه الفقرة من البرنامج العلاجي، وربما يكون القرار رشيدا باستخدام نصيحة تسجيل معدل حركات الجنين اليومية لجميع السيدات الحوامل بعد الاسبوع الثامن والعشرين.
وهذه البيانات جزء من برنامج الحرص على سلامة الجنين وهو غير مكلف أبدا ولا يتطلب شروطا تعجيزية لتنفيذه ويمكن للسيدة الحامل تعبئة بياناته في منزلها أو مكان عملها، خصوصا أن الأم العاجزة عن فهم أهمية حركة الجنين والاحساس بها قد تدفع ثمنا للمعاناة لاحقا بسبب امراض تصيب جنينها وكان يمكن الوقاية منها .


وهناك علاقة توافقية بين حركة الجنين ومعدل نبضات قلبه ويمكن استخلاص ذلك من خلال تسجيل النتيجة بجهاز متخصص (جهاز تخطيط قلب الجنين) لفترة زمنية مدتها عشرون دقيقة ويمكن تمديدها لفترة أربعون دقيقة للحصول على النتيجة المتوقعة منها، فزيادة معدل نبضات قلب الجنين عن المستوى الطبيعي ولفترة زمنية قصيرة تبلغ ذروتها خلال فترة خمس عشرة ثانية يمثل طموحا من النتيجة للاطمئنان على سلامة الضيف قبل وصوله، على أن أذكر أن هناك زيادة طبيعية لأي من فترات النشاط لعضلة الرحم سواء ما كان منها ضمن سياق التخطيط أو يمكن صنعه للاطمئنان.
وزيادة نبضات القلب هي نتيجة طبيعية مترجمة لاكتمال العلاقة الفسيولويجة بين الجهاز العصبي والدوراني والعضلي، ولكن الحذر من الزيادة غير الطبيعية عن المستوى المتوقع ليكون ذلك منبها لكارثة قادمة إذا ما استمر الحال على ما هو عليه، خصوصا إذا كان تسارع نبضات القلب يزيد عن معدل مائة وثمانون نبضة بالدقيقة والذي يعتبر أسوأ بالنتيجة عن إنخفاض المعدل عن مستوى المائة نبضة بالدقيقة الواحدة ويكون الأمر أكثر صعوبة إذا كانت الزيادة المذهلة لا ترتبط بنشاط طبيعي للجنين أو عضلة الرحم والتي يجب أن تفسر بناقوس خطر يلزم سرعة التصرف، مذكراً أن المعدل الطبيعي لنبضات القلب في فترة الحمل الثالثة بين مستوى 120-160 نبضة بالدقيقة على أن يُحلل الواقع الصحي للأم قبل الجنين، فتناول العلاجات خصوصا تلك المؤثرة على وظيفة القلب أو ارتفاع بدرجة الحرارة نتيجة التهاب معين أو إضطراب بوظيفة الغدة الدرقية أو فقر الدم الحاد، فكلها قد تتسبب بزيادة معدل نبضات قلب الجنين، ويمكننا على الرصيف الآخر لنفق التفسير أن نلاحظ غياب لتسارع نبضات القلب لفترات متفاوتة نتيجة فترة الاسترخاء والنوم لدى الجنين الطبيعي بواقع يحتم الحذر بتفسير القراءة للنتيجة، والحال كذلك بإنعدام التذبذب أثناء فترات التخطيطي، فخلاصة القول أن الاضطراب عن الحدود الطبيعية لا ينحصر كنتيجة لخلل بالجنين وإنما قد يعكس صورة وحال البيئة المحيطة به لتكون سياسة التروي والحكمة بالتفسير فرصة حقيقية لترجمة فنون التملك والتمكن من أسس مهارات الولادة.

السونار لتقييم حركة الجنين
 الخطوة التالية على سلم العناية اللجوء لتقييم الجنين بواسطة السونار، لاعطاء علامة الاطمئنان ضمن خطوط محددة وبتناسب معدل الحصول عليها تناسبا طرديا مع صحة الجنين بجناحه الايجابي المطمئن، حيث يمكننا مراقبة الجنين لمدة ثلاثون دقيقة على أن نسجل خلالها ملاحظات أولها يتعلق بحركة التنفس للجنين ليكون شقها الايجابي بدرجة كاملة بوجود حركة تنفس واحدة لمدة ثلاثين ثانية، ويقوم الجنين خلالها بثلاث حركات ظاهرة متناسقة للأطراف والجذع للحصول على درجة كاملة بمستوى آخر، ثم مراقبة حركة المفاصل للأطراف والعامود الفقري بصورة انسيابية تلقائية لأن واحدة منها خلال فترة الفحص تؤهل الجنين لتسجيل الدرجة الكاملة بهذا المستوى، ومن ثم ننتقل لتسجيل العلاقة بين حركة الجنين ومعدل نبضات القلب وأقلها حركتين بمواصفات المثالية المترجمة بتسارع خمس عشرة نبضة إضافية مع كل حركة لأطراف الجنين بهدف تسجيل العلامة الكاملة للفصل، وتكون النهاية بالمؤشر الخامس والمتمثلة بقياس كمية السائل المحيط بالجنين والتي تعكي صحة عناصر البيئة الداخلية والمحيطة بالجنين بملاحظة بحيرة صغيرة بأبعاد مثالية من السوائل بكل من أرباع المساحة المفترضة لتجويف البطن، فإن سُجلت الدرجة كاملة فذلك يعتبر مؤشر إطمئنان لفترة زمنية، وبعدها يعتبر الجمع الحسابي لمفردات التقييم وسيلة إعلان النتيجة بمنطق العلامة الكاملة أو شبه الكاملة كوسادة للراحة وبعيدا عن الدخول بمعدلة جحا الحسابية.

يتأثر الجنين بالام المدخنة
انعدام التسارع بنبضات القلب للجنين لا يعني أن هناك خطرا يحدق بالجنين بجميع الأحوال، وقد يكون ذلك نتيجة إحباط للجهاز العصبي لسوء استخدام العلاجات المؤثرة على الجهاز العصبي، أو أن السيدة الحامل مدخنة بإحتراف يجعل من المواد الكيماوية التي تدور بالدورة الدموية مؤثرة لاثباط عمل الجهاز العصبي بالجنين بدون ذنب أو جريمة. إنعدام الذبذبة بمعدل حركات الجنين أو غياب التسارع بالتوازي مع حركة الجنين يفسر للوهلة الأولى بنية حميدة لنوم الجنين والتي تستدعي إطالة أمد فترة التسجيل ليكون الحكم محصورا بين اعتبار النتيجة بأنها مقبولة ومطمئنة لتوفر عناصر التفسير الايجابي، أو أن النتيجة غير مطمئنة نتيجة إنحدار معدل حركات الجنين عن معدل الحركات بظرفه المريح كمدخل لخطة جريئة قد تنتهي بالولادة تفاديا لخطر يحدق بالجنين مع استمرار ضعف التغذية أو انخفاض درجة الأكسجة بدم الجنين كتعبير عن شكوى تعرض الجنين لظروف حرجة وخطيرة ومؤثرة، وهناك نتيجة وسطية لامتحان قدرة الطبيب على الحكم عندما ينعدم التسارع بنبضات قلب الجنين بالتوافق مع حركة الجنين وبذات الوقت لا يوجد مؤشر لانخفاض مستوى النبضات عن حدود الطبيعة المقدرة بحدود الواقع.
 وفي الحالتين الأخيرتين فإن النتيجة غير مرضية لسبب أو لآخر وتلزمنا بالانتقال على سلم البحث لخطوة أصعب وأدق أو الاعتماد على عامل الزمن القصير لاعادة الفحص بعد فترة زمنية تنصح فيها السيدة بتناول وجبة غذائية أو كأسا من العصير الغني بالسكر مع الحركة لعل ذلك ينشط الجنين ويمنحه فرصة لترجمة واقعه قبل التدخل المبكر لتقرير المصير. نتيجة التخطيط قد تفجر قنبلة بتوقيت غير مناسب ويتمثل ذلك بتزامن إنخفاض معدل نبضات قلب الجنين بالتوازي مع حركة الجنين، صورة بعكس الواقع المأمول كإشارة تحذيرية لتعرض الجنين لخطر مهدد وتترجم حروف الشكوى الصامتة ويلزم بالانتقال السريع والفوري لخطوة العلاج، لأن استمرار ظروف الخلل الداخلية بعامل الزمن وبأقل خسائرها سترفد أطفالا من أصحاب الاحتياجات الخاصة نتيجة ضعف التروية الدموية للجنين وخصوصا لمنطقة الدماغ، فالاختلال بدرجة حموضة البيئة الداخلية والدورة الدموية للجنين سيدمر جزء مهم من خلايا الدماغ مستنزفا الرصيد الفسيولوجي للأعضاء، على أن أذكر للمرة الثانية بوجود احتمال للنتيجة هذه بسبب علاجات معينة أو ظروف صحية مصاحبة وتستحق منا الوقوف عليها قبل إطلاق صافرة الطوارىء للتصرف.وعليه فسوف أترك ظروف مراقبته أثناء الولادة لمساحة قادمة في هذه الزاوية وللحديث بقية.
Reactions

تعليقات