الكركم.. مضاد قوي للأكسدة والالتهابات
كل يوم قبل العمل، يبتلع جراح العظام الدكتور نيك دي نوبيل، كبسولة من الكركم بسعة 1000 ملليغرام، كوسيلة للتحوط والحماية من التهاب المفاصل.
ويقول دي نوبيل، الذي يفضل تناول مكمل غذائي بدلاً من وصفة طبية أو دواء مضاد للالتهابات: «بصفتي رياضياً مسناً يعاني من مشاكل في المفاصل، فإن ذلك جزء لا يتجزأ من خطتي لمواصلة الحركة.. أنا أحب الأمان في ذلك».
يؤكد دي نوبيل، الذي يمارس الطب في منطقة فيلادلفيا، أنه اقتنع بالبحث الذي يشير إلى أن المكمل أظهر بعض الفعالية ضد ألم والتهاب المفاصل، لكنه يحذر: «عليك أن تمنحه الوقت، حوالي شهرين، كما أنه لا يستجيب عند الجميع، عليك أن تكون صادقاً مع نفسك بشأن ما إذا كان ذلك سيوفر لك أي تحسن».
ويقول المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية (NCCIH)، إنه لا توجد بيانات كافية من الدراسات البشرية لتحديد فعالية مكملات الكركم.
ما فائدة مكمِّل الكركم؟
الكركم نبات من عائلة الزنجبيل، تم استخدامه تاريخياً في الأنظمة الطبية في شرق آسيا، مثل الهند والصين، للعديد من الأمراض، بما في ذلك التهاب المفاصل واضطرابات الجهاز الهضمي والتهابات الجهاز التنفسي والحساسية والاكتئاب والخرف، حيث يعتبر الكركمين، الذي يعطي الكركم لونه الأصفر، مكوناً رئيسياً للكركم. وتشير الأبحاث إلى أن الكركمين عامل مضاد للالتهابات ومضاد قوي للأكسدة، أي مادة قادرة على تحييد الجذور الحرة الخطرة، والجذور الحرة هي جزيئات غير مستقرة يتم إنتاجها أثناء عملية التمثيل الغذائي للخلايا، التي يمكن أن تتراكم في الجسم، ما يتسبب في تلف الخلايا الأخرى ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى.
هل هي آمنة؟
من المحتمل أن يكون من الآمن، بالنسبة لغير الحوامل، تناول الكميات الموصى بها عن طريق الفم، كما يقول مركز NCCIH، وهو جزء من المعاهد الوطنية للصحة، وعادة ما توجد الكميات الموصى بها على ملصقات الزجاجة، ويقترح الدكتور دي نوبيل تناول 1000 ملليغرام في اليوم. ويؤكد المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية NCCIH أنه من الصعب دراسة الكركم، لأن الكركمين غير مستقر ويصعب امتصاصه.
ومن جهته يقول مايكل أورمسبي، أستاذ التغذية ومدير معهد علوم الرياضة والطب في كلية الصحة بجامعة فلوريدا: «بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الألم والالتهابات، أو الذين يمارسون الأنشطة البدنية التي تسبب التهابًا مزمنًا، يبدو أن استخدام الكركم لديه بعض الأدلة على فائدة خفيفة». واستشهد أورمسبي، بإحدى الدراسات التي أفادت بأن مكملات الكركمين لمدة أربعة أسابيع من 1500 ملليغرام يوميًا كانت فعالة مثل 1200 ملليغرام يوميًا من الإيبوبروفين لأعراض هشاشة العظام في الركبة.
من يتناول المكملات؟
يقول المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية NCCIH إنه يجب تجنب الكركم أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية بكميات أكبر من تلك الموجودة في الأطعمة.
يمتص الكركم أو الكركمين بشكل سيئ، وبالتالي فإن العديد من المكملات الغذائية تجمعه مع البيبيرين (مستخلص الفلفل الأسود) أو مع الدهون مثل ليسيثين الصويا لتحسين الامتصاص. وعند شراء مكملات الكركم يُنصح بالتحقق من الملصق لمعرفة ما إذا كانت قد تمت إضافتها. وتقول ديبي فيتر خبيرة بيولوجيا التغذية: «يجب على المستهلكين إبلاغ أطبائهم عند تناول الكركم أو أي مكمل غذائي»، مضيفة: «عادة ما تكون الآثار الجانبية ضئيلة، لكن بعض الأشخاص أبلغوا عن أعراض في الجهاز الهضمي، مثل الإسهال».
معلومات مهمة
◄ الكركم مضاد للأكسدة والالتهابات.. لكن عدم استقراره وسوء امتصاصه تجعل من الصعب دراسته
◄ مركز NCCIH الأميركي: لا توجد بيانات كافية من الدراسات البشرية لتحديد فعالية مكملات الكركم
◄ يجب تجنب الكركم أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية بكميات أكبر من تلك الموجودة في الأطعمة
◄ أطباء: قد تكون هناك فائدة من تناول مكملات الكركم لمن يعانون من الآلام والالتهابات
تعليقات
إرسال تعليق