صفات تجعلك مكروها من المحيطين
اللطف المبالغ في تعاملاتك أو مشاركة تفاصيل شخصية عنك، مثل هذه التصرفات وغيرها قد تظن أنها يمكن أن تقرّبك من الآخرين. ولكن على عكس ذلك، فإنها تضرّ بمحاولاتك للتعرف على أشخاص جدد وتجعلك مكروهًا على الفور.
وسواء خلال مرحلة التعارف الأولى أو عمومًا، هناك بعض التصرفات التي تترك انطباعًا سيئًا عنك، وتجعل من حولك لا يحبون الاحتكاك بك أو التحدث إليك بسببها.
نوضح لك بعضها حتى تأخذها بالاعتبار، وتترك انطباعًا أفضل لدى من حولك، وذلك من خلال النقاط التالية:
تشارك تفاصيل شخصية للغاية
الصراحة والوضوح والتحدث عن نفسك بثقة من أفضل الطرق لتكوين الصداقات، ويساعد تبادل الأسرار في تقوية العلاقات. ولكن إذا تجاوزت هذه الصراحة الحد وبدأت تكشف عن أشياء شخصية للغاية في وقت مبكر من العلاقة يمكن أن يؤثر ذلك على مدى إعجاب الآخرين بك وتقبّلهم لك، وقد يجعلهم يشعرون بالخوف منك وتبدو أنك شخص غير آمن.
والتوازن هنا أن تعرف حدود ما تشاركه مع الآخرين من معلومات شخصية، وقد يكفي في ذلك التحدث عن هواياتك وذكريات طفولتك المفضلة.
مصافحتك هزيلة
وجدت دراسة أجرتها جامعة ألاباما أن الناس يمكنهم التنبؤ بشخصيات الطلاب الجامعيين من خلال طريقة مصافحتهم، فكان من لديهم مصافحة قوية أكثر إيجابية وانفتاحًا وقلقهم الاجتماعي بدا أقل من غيرهم.
كما أفادت دراسة أخرى نشرت في مجلة "علم النفس التطبيقي" بأن من يتمتعون بمصافحة قوية في بداية مقابلات العمل كانوا أكثر قابلية للتوظيف.
تتفاخر بتواضع
يستعمل بعض الناس أسلوبًا خاصا للحصول على إعجاب الآخرين، وهو التحدث عن أنفسهم بشكل سلبي وانتقاد ذاتهم، بدلًا من التباهي بما لديهم. وهو سلوك معروف باسم "التفاخر المغلف بالتواضع" (Humblebragging)، ويسبب رد فعلٍ سلبيا لدى الآخرين، فينفرون ممن يفعل ذلك، وفقًا لدراسة من كلية هارفارد للأعمال.
وطلب من المشاركين في الدراسة كتابة نقاط ضعفهم التي يقولونها خلال مقابلة عمل، وأظهرت النتائج أن أكثر من 3 أرباع المشاركين كتبوا أشياء يتفاخرون بها ولكن بشكل متواضع، مثل قولهم إن نقطة ضعفهم هي كونهم مثاليين في عملهم أو يعملون بجد أكثر من اللازم.
وكانت النتيجة أن من تحدثوا عن أنفسهم بصدق وكتبوا أشياء مثل "أحيانا أبالغ في رد فعلي تجاه المواقف" أثاروا إعجاب الموظفين أكثر، وكانوا أكثر عرضة للتوظيف بالفعل.
التفاخر المغلف بالتواضع يترك انطباعا سلبيا لدى الآخرين (شترستوك)
كثير السؤال قليل الكلام
حذرت دراسة قامت بها سوزان سبريشر، الأستاذة في جامعة ولاية إلينوي، من محاولة التعرف على الآخرين بطرح كثير من الأسئلة من دون أن تتحدث عن نفسك. وأكدت أن التحدث عن الذات يجب أن يكون متبادلًا بين الطرفين، فإذا تحدث طرفٌ عن نفسه فينتظر أن يكون ذلك متبادلًا وأن يشارك الطرف الآخر بمعلومات عن نفسه أيضًا.
تخفي مشاعرك
السماح لمشاعرك الحقيقية بالظهور ومشاركتها مع الآخرين يوطد العلاقات ويقوي الرابط الإنساني بينكم، وذلك من أفضل الإستراتيجيات التي تجعلك محبوبًا، بعكس من يكتمون مشاعرهم ويخفونها تمامًا.
وفي دراسة لجامعة "أوريغون" الأميركية، تناول الباحثون مدى تفاعل الأشخاص مع مقاطع مصورة لأشخاص يقمعون مشاعرهم خلال مشاهدة مشاهد مؤثرة وآخرين يظهرون مشاعرهم. وأظهرت النتائج أن المشاركين حكموا على من قمعوا مشاعرهم بأنهم أقل قبولًا وانفتاحًا من الأشخاص الذين أظهروا مشاعرهم بشكل طبيعي.
وكتب الباحثون أن الناس يبحثون عن الأشخاص الذين يبادلونهم مشاعرهم الإنسانية، لذلك عندما شاهدوا شخصا يكبت ويخفي مشاعره فسّروا ذلك بأنه عدم تأثر وقلة اهتمام منه بمشاعر الآخرين.
تتعامل بلطف مبالغ به
قد تعتقد أنك كلما كنت لطيفًا أكثر كنت محبوبًا أكثر. ولكن بعكس ظنك، تشير البحوث، ومنها دراسة نشرت في موقع "ساينس دايلي" (Sciencedaily) العلمي، إلى أن اللطف والود المبالغ به من دون وجود سبب واضح قد يجعل الآخرين يظنون أن لديك دوافع خفية.
ويؤدي اللطف الشديد من شخص ما ضمن مجموعة إلى رفع المتوقع من الأشخاص الآخرين، فيشعرون بأن سلوك هذا الشخص يجعلهم يبدون سيّئين مقارنة به
في مقابلات العمل كان من يتمتعون بمصافحة قوية في بداية المقابلة أكثر قابلية للتوظيف (شترستوك
)
لا تبتسم
من الصعب الحفاظ على ابتسامتك طوال الوقت خلال وجودك في مناسبة اجتماعية، ولكن في بداية الاحتكاك بأشخاص لا تعرفهم تؤثر ابتسامتك تأثيرا كبيرا في انطباعهم عنك وفي رغبتهم في التفاعل معك والتقرب منك.
ووجد باحثون في جامعة ستانفورد أن الطلاب الذين تفاعلوا مع بعضهم بعضًا عبر الإنترنت كان لديهم شعور إيجابي أكثر تجاه الأشخاص الذين كانت ابتسامتهم أكبر في صورهم الشخصية.
تكثر من نشر الصور على منصات التواصل
مشاركة صورك بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي وعرض تفاصيل يومك؛ ماذا أكلت وأين ذهبت ومع من تحدثت، قد تجعل الآخرين لا يحبون وجودك في مواقع التواصل وفي الحياة الواقعية.
ووجدت دراسة قام بها الباحث ديفيد هوتون، من جامعة برمنغهام البريطانية، أن نشر كثير من الصور على موقع "فيسبوك" يمكن أن يضر بعلاقاتك في الحياة الواقعية.
تظهر عدم حبك
يعرف علماء النفس ظاهرة تسمى بـ"الإعجاب المتبادل" (Reciprocity of liking)، وتعني أننا عندما نعتقد أن شخصًا ما يحبنا فإننا نميل إلى الإعجاب به أيضًا.
ووجد باحثون في جامعة واترلو وجامعة مانيتوبا أننا عندما نلمس من الناس قبولنا، فإننا نتصرف بطريقة أكثر دفئًا تجاههم، ومن ثم تزيد فرص حبهم لنا حقا، وفقًا لصحيفة "ذي إندبندنت" (The Independent) البريطانية.
لذلك، حتى وإن لم تكن متأكدًا من مشاعر الشخص الذي تتفاعل معه تجاهك، عندما تتصرف كأنك تحبه من المحتمل أن يحبك هو أيضًا، وكذلك إذا أظهرت عدم حبك له فمن المحتمل ألا يحبك هو أيضًا بالفعل.
اذا أظهرت عدم حبك للآخر فمن المحتمل ألا يحبك هو أيضًا بالفعل (شترستوك)
تتفاخر بمن تعرفهم من المشاهير
قد يكون من المغري ذكر اسم أحد المشاهير الذي تخرّج في جامعتك من أجل إثارة إعجاب من تتحدث معه، لكن ذلك قد يأتي بنتائج عكسية.
وقد أشارت دراسة من جامعة "زيورخ" السويسرية إلى أن ذكر أسماء المشاهير بهذه الطريقة تجعل الشخص يبدو أقل جاذبية وكفاءة، ومن ثم يقل إعجاب من حوله به كلما كانت هذه العلاقة التي تربطه بالشخص الشهير أقوى.
المصدر : الجزيرة
تعليقات
إرسال تعليق