القائمة الرئيسية

الصفحات

متى يتحوَّل الاعتذار إلى سلوك مرضيّ؟

آسف، لقد اطلعت على بريدك الإلكتروني للتو! آسف لأنك أسأت فهم كلامي عفواً.. لقد صدمتني بعربة متجر البقالة الاعتذار ينتشر كثيرا في الحوارات والاتصالات، فنحن نطلق الاعتذارات بشكل عشوائي وعلى أشياء لا ينبغي لنا أن نعتذر عنها، ونُقّلُ في تقديم الاعتذارات التي يجب أن نقدمها حقاً، هل حان الوقت للتوقف عن ذلك؟ أو التقليل منه على الأقل؟ تعترف لويز جوليج، الكاتبة المستقلة في مدينة إنسينيتاس بولاية كاليفورنيا، في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال بأن: «لم أكن أشعر بالأسف حقًا وأنا أعتذر باستمرار عن التأخر في الرد على الملاحظات، حتى عندما لم أكن متأخرة فعلاً، فلماذا أقدم الاعتذار؟ لا أعلم». أدركت أن كلمة «آسف» فقدت معناها، لم يعد ذلك إعلانا صادقا عن الندم، بل ردة فعل تلقائية. الآن، في مواجهة المؤشر الوامض لرسالة بريد إلكتروني فارغة، تسأل جوليج نفسها: «هل فاتني شيء، أو ألحقت ضررا بأحد؟ إذا كان الجواب لا، فأنا لست آسفة». ينصح جيفري بفايفر، أستاذ السلوك التنظيمي في كلية الدراسات العليا بجامعة ستانفورد ومؤلف كتاب عن السلطة القيادية في العمل، بـ«عدم التخلي عن قوتك». يقول إن الاعتذار في العمل دون سبب جوهري، هو استدعاء للمتاعب. يقول إن الناس لا يكتفون أبدًا بالاعتذار، إن التذلل وإظهار الوهن يجعلك تبدو ضعيفًا ويفسد معنويات الفريق. ويضيف إن التمسك بموقفك ينطوي على بعض المخاطر، سوف تغضب بعض الناس، قد لا تكون محبوبًا. لكن الأمر يستحق ذلك. متى نستخدم كلمة «آسف»؟ تقول جين فيشر، كبيرة مسؤولي الرفاهية في مؤسسة Deloitte: «إن الاعتذار بشكل متواصل يجعلك تشعر أنك تتصرف بحماقة». في العام الماضي، سجلت اعتذاراتها الخاصة، ووجدت أن كثيرا منها لم يكن ضروريا وبدأت تستبدل بها عبارات الامتنان. وتذكرنا بأنه ليس من مسؤوليتك الاعتذار عن أشياء خارجة عن إرادتك، مثل الطقس أو قيام العميل بتغيير الموعد، ونبهت إلى أن كثيرا ما يتم استخدام كلمة «آسف» بشكل سلبي، أي توجيه إهانة عدوانية أكثر مما هو تعبير عن ندم حقيقي. تقول فيشر إن التخلص من كلمة «آسف» يمكن أن يكون مصدرًا للقوة. نشأت هانا زابو في ولاية ويسكونسن الأميركية، حيث، كما هو الحال في معظم أنحاء الغرب الأوسط وكندا ومناطق أخرى، تعمل كلمة «آسف» أحيانًا كبداية للمحادثة. وكانت الكلمة تخرج خلال فترة توقف في المحادثة، أو عند الشعور بعدم الارتياح لشيء ما. من يعتذر أكثر.. النساء أم الرجال؟ تقول ديبورا تانين، أستاذة اللغويات بجامعة جورج تاون، إن النساء يعتذرن أكثر من الرجال، لكن اعتذار زميلتها في العمل لا يعني بالضرورة أنها تبدي تحملها اللوم. ربما كانت تحاول فقط المبالغة في إبداء لطفها. عندما أبعث رسالة: «آسف جدًا لإزعاجك» إلى رئيسي في العمل قبل طرح السؤال، فإن ذلك جزء ضروري من التفاوت الوظيفي بيننا، وأنا أبدي احترامًا له كونه يعلوني في السلم الوظيفي. ومع ذلك، يسيء البعض تفسير اعتذارات النساء على أنه عدم كفاءة. عندما اعتذرت رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة ليز تراس عن «الأخطاء» في برنامجها الاقتصادي، قوبل اعتذارها بمطالبتها بالاستقالة، وهذا ما فعلته.
Reactions

تعليقات