عند مواجهة السرطان، فمن الطبيعي أن تختلف ردة فعل كل مصاب، ولكن جميعهم يتفقون على الشعور بالحيرة والخوف والتشتت.
وفي مقالها الذي نشرتها الجمعية العالمية للسرطان، شرحت د. جيوتي باتيل أن هناك العديد من الطرق التي على الفريق الطبي مناقشتها مع المصاب حتى تساعده على تولي مسؤولية جوانب معينة من الصحة وزيادة سيطرته على حياته أثناء مواجهة السرطان.
وقالت: بعد إخبار أحدهم بأنه مصاب بالسرطان يجب على الفريق الطبي تشجيعه على إجراء تغييرات حياتية تساهم في تعزيز صحته وعافيته وراحته اليومية. فتحسين الصحة العامة له فوائد عديدة للمصابين بالسرطان، مثل: تسهيل تحمل العلاج، وتعزيز فعاليته ونجاحه، وتقليل فرصة الانتكاسة وعودة المرض بعد الشفاء. كما أنه ببساطة يحسن نظرتهم إلى السرطان.
تغييرات صغيرة
هناك تغييرات صغيرة يمكن أن يقوم بها المصابون بالسرطان لتعزيز شعورهم بالعافية والصحة الجسدية والاجتماعية والروحية والعاطفية والفكرية، مثل:
1 - الأكل الجيد
لم تثبت الدراسات ارتباط تناول طعام معين مع الوقاية أو محاربة السرطان، إلا أن تناول الأنواع الصحية من الأطعمة يساعدك على الشعور بالعافية والبقاء أقوى وتحسين قدرتك على مكافحة العدوى والأمراض. كما تمكنك التغذية الجيدة من الحفاظ على كتلة الجسم (العضلات)، وتقوية النظام المناعي، ورفع مستوى الطاقة وجودة الحياة، وتسهيل تحمل علاج السرطان.
2 - أخذ قسط كاف من النوم
يحتاج الجسم إلى النوم من 6 - 8 ساعات ليلاً، وينصح أيضاً من يعاني من مرض أو تعب بقيلولة خلال وقت الظهيرة. وعادات النوم الجيدة تسمح للجسم بالانتعاش والتجدد والحفاظ على قوة الجهاز المناعي والقوى الذهنية. وينصح المصاب بالسرطان الذي يواجه صعوبة في النوم بمناقشة الطبيب حول إرشادات وعلاجات تساعده في الحصول على ساعات نوم كافية.
3 - النشاط ومخالطة الآخرين
لأن العلاج الكيميائي وغيره من العلاجات يمكن أن تستنزف الطاقة وتجعل المصاب يشعر بالتعب والكآبة والإرهاق النفسي، مما يدفعه إلى الانزواء والخمول، إلا أن هذه السلوكيات ستزيد مشاعر الكآبة والوحدة والتعب وحتى الاستسلام للمرض. لذا، ينصحك الخبراء بالتحرك والحفاظ على ممارسة روتين منتظم، مثل الخروج للتبضع والمشي وزيارة الأصحاب والأهل. فذلك سيساهم في تقليل التعب وتحسين الحالة المزاجية والحفاظ على وزن صحي.
4 - التعود على التأمل
رياضتا التأمل واليوغا من الممارسات التي تقلل التوتر وتزيد القوة البدنية والروحية أثناء مواجهة السرطان. فهما تحافظان على القوة البدنية والنظرة الإيجابية وإنشاء صورة ذهنية عن العافية التي تسعى جاهداً إلى تحقيقها.
5 - الاعتماد على الآخرين
ينصح من تعودوا على الاستقلالية والتعامل مع الأمور بمفردهم أن يبدأوا في الاعتماد على الآخرين لمساعدتهم في المهام اليومية أثناء السرطان. وعليك تذكر أن من يحبونك يتوقون إلى مساعدتك ودعمك.
الخبراء ينصحون بالهدوء والتركيز
التعايش مع تشخيص السرطان أمر صعب للغاية، حيث يواجه المصاب الكثير من الأفكار المتضاربة حول المستقبل والماضي وعدم اليقين والقلق والتغيير.
وقد يشعر مريض السرطان بأن حياته السابقة بعيدة، ويخشى مما تخبئه له الحياة المستقبلية. لذا، ينصح الخبراء بممارسة طرق من التأمل تشعره بالتحكم في الحاضر أو اللحظة مثل «ممارسة اليقظة»، أي الهدوء والتركيز.
ولفهم ما تعنيه اليقظة، فهي ببساطة عكس الالتهاء والتشتت. وكلما زاد الهدوء والتركيز، يقل شعورنا بالتشتت وحيرتنا من المستقبل.
تعليقات
إرسال تعليق