الضغط النفسي يستنزف معادن وفيتامينات الجسم
العقل السليم في الجسم السليم. مقولة نعرفها جميعاً، ولكن قلة منا تعرف أبعادها، فهي تدل على أن الحفاظ على صحة العقل عامل أساسي للحفاظ على صحة البدن. وعليه، فإن كل ما يدخل إلى هذا البدن من طعام ودخان ومركبات له تأثير مباشر على صحتنا العقلية، أو بمعنى آخر صحتنا الذهنية. وقد أكدت كثير من الأبحاث أن الأمعاء مسؤولة عن إفراز هرمونات ومركبات تعمل كمنظم لعمليات حيوية عدة، وتعزز اتزان المزاج وساعة الجسم البيولوجية، ما يبرر اعتبار كثير من الخبراء أن الأمعاء هي العقل الآخر. من هنا تتضح أهمية التغذية السليمة للحفاظ على العقل. وفي هذا السياق، أوضحت ليلى حسين آغا اختصاصية أولى تغذية علاجية، قائلة: «الدماغ هو المحرك والمنظم الأساسي للصحة العامة (ذهنياً وجسدياً)، لذا فمن غير المقبول علمياً فصل الصحة النفسية عن البدنية والتغذوية، فمفهوم الصحة والعافية متشابك بين شخصية الفرد وتعامله اليومي مع روتين الحياة والتحديات والضغوط النفسية التي يمر بها يومياً، وجميعها يعتمد على سلامة اتزان الجهاز الهرموني، وهي عمليات كيمياحيوية مسؤولة عن علاقة الدماغ بالنواقل العصبية وارتباطها بنظام عمل كل أعضاء الجسم، وعليه فكل ما يدخل الجسم من مكونات غذائية أساسية كفيتامينات ومعادن وأملاح وأحماض أمينية يمكن أن يؤثر فيه سلباً أو إيجاباً». الماء هو الأساس للماء دور أساسي بتفعيل دور جميع المواد الغذائية في الجسم، وبحسب دراسة كندية عن طبيعة الماء فهو يكون %73 من عمل المخ والقلب و%83 للرئة و%79 للعضلات والكليتين و%31 من تركيب العظام، ما يؤكد أن كل مركب غذائي يحتاج إلى كمية كافية من الماء حتى تتم عمليات الهضم والامتصاص والتمثيل الغذائي بشكل مثالي. الأحماض الأمينية الأحماض الأمينية هي المكون الأساسي للهرمونات والنواقل العصبية، وبما أن هناك 10 أنواع من الأحماض الأمينية التي لا يستطيع الجسم تصنيعها، فهو يحصل عليها عبر التغذية من البقوليات واللحوم بأنواعها والأسماك والبيض ومنتجات الحليب. وأكثر أنواعها شهرة هي مجموعة BCAA التي تدخل في تكوين العضلات، ويتناولها أغلب الرياضيين وبعض المصابين بأمراض الضمور العضلي، كما أنه يمد الجسم بالطاقة خلال المجهود العضلي والبدني أو المجهود الذهني الذي يكون بأعلى درجاته خلال الضغوط الشديدة المستمرة. الكربوهيدرات والصحة النفسية أثبتت الدراسات أن اتزان وعمل مركبات توجد في الكربوهيدرات له تأثير مباشر في الصحة النفسية وتخفيف الضغوط الذهنية والجسدية. وهذه المركبات هي إنزيمات التريبتوفان والسيروتونين، وهرمون الميلاتونين. 1- مصادر التريبتوفان الغذائية: التريبتوفان هو حمض أميني يوجد في بعض الكربوهيدرات، وهو مسؤول عن صناعة السيروتونين، وله تأثير في الميلاتونين، ووجوده بصورة طبيعية مهم في تحسين العصبية، العدوانية، الاكتئاب، المزاجية، التعلم، مهارات التفكير، النظرة للأمور، النوم، القلب، اضطرابات ما قبل الدورة الشهرية، ومن أهم مصادر هذا الحمض الاميني: - الفواكه مثل الموز، التفاح الأخضر، الخوخ. - الشوكولاته ويفضل الداكنة التي لا يزيد تركيزها على %5. - الخبز كامل الحبوب. - المكسرات بانواعها. - الشوفان. 2- مصادر هرمون الميلاتونين الميلانون هو الهرمون الذي ينظم الاستراخاء والنعاس وساعة الجسم البيولوجية. لذا، فوجود هذا الهرمون بكميات طبيعية أمر مهم للحفاظ على اتزان المزاج والنوم بشكل خاص. ويوجد هذا الهرمون في الأغذية التالية: التوت، الذرة، الطماطم، العنب، الزيتون، الرمان، الخيار، البروكلي، الجوز، بذر الكتان، الفول السوداني، الصنوبر، حب الشمسي، الأرز والشوفان. هل نحتاج إلى تناول مكملات غذائية؟ يصف الطبيب العقاقير والتغذية المناسبة للحالات التي تعاني من مشاكل وأمراض نفسية، وذلك بهدف تعويض أي نقص وإعادة نظام عمل الانزيمات والهرمونات. وحول فائدة تناول مكملات غذائية شرحت الاخصائية ليلي قائلة: «تناول حبوب الفيتامينات والمعادن له دور فعال في تحسين الحالة النفسية وعلاج الحالات التي تعاني من الضغوط النفسية. فالجسم يستنزف ويستهلك عدة فيتامينات ومعادن ضرورية حتى يحافظ على ثبات وتنظيم العمليات الحيوية. وليس من السهل توفيرها بالكامل عبر التغذية، بل ينصح بتحديد مكمل غذائي (حبوب أو بودرة) تضاف إلى الوجبات اليومية حتى تغطي حاجة الجسم الأساسية اليومية». وأشارت إلى أنه من المفيد أن يتناول من يمر بظروف صعبة مؤلمة أو مفجعة وصدمات يومية بعض المكملات الغذائية. وبحسب الحاجة وشدة الحالة النفسية تعتمد الجرعة المناسبة للشخص من الفيتامينات التالية: فيتامين ج، زنك، المغنيسيوم، أوميغا 3، مجموعة فيتامين ب (6 و12) حمض الفوليك، كالسيوم، كروميوم الحديد. ولكن من المهم التأكيد على أن الجرعات اليومية تعتمد على مدى النقص في المواد أو بحسب شدة الحالة مع العمر.
تعليقات
إرسال تعليق