القائمة الرئيسية

الصفحات

مفهوم التفكير الناقد عرفه هيوت (Huitt,1998) أنه القدرة على تحليل الحقائق وتحرير الأفكار وتنظيمها، وتحديد الآراء وعقد المقارنات والتوصل للاستنتاجات وتقويمها وحل المشكلات. بينما يرى جيرليد (Gerlid,2003) أن التفكير الناقد هو التفكير بالتفكير من أجل تنميته وجعل مخرجاته ذات مغزى و أهمية للفرد. وعرفه قرعان (2017) التفكير الفاحص في دقائق الموضوع بناءً على معايير تتسم بالموضوعية والحيادية المطلقة؛ من أجل اتخاذ قرار موضوعي وشامل عن الموضوع المحدد. أهمية التفكير الناقد وللتفكير الناقد أهمية واضحة في ميدان التربية، فقد أشار الكثير من التربويين إلى ذلك، ومنهم الخضراء (2005) التي بينت أهمية التفكير الناقد في جعل عملية اكتساب المعرفة عملية نشطة تساهم في إتقان أفضل، وفهم أعمق للمحتوى. و أنه يساعد المتعلمين على اكتساب مهارات منها: القدرة على مواجهة المشكلات والتحديات، فضلا على أن التفكير الناقد يساعد المتعلمين على الحكم الحيادي والمنطقي للمشكلات المختلفة. وهذا بحد ذاته مطلب مهم للتربية. وأشار باليلاين (Bailian,1999) أن أهمية التفكير الناقد تكمن في إكساب المتعلمين مرونة وموضوعية في حل المشكلات، والانفتاح العقلي والاستقلالية في اتخاذ القرار، ولكي يكون الفرد ناقداً يجب أن يطور بعض السمات الشخصية كنبذ الأحكام المسبقة أو المبنية على الافتراضات، و يجب أن يكون بعيدًا عن التعصب والجمود، وتأثيرات الثقافة الضارة. ونلاحظ هنا مدى أهمية التفكير الناقد في تحصين المتعلمين الذين هم أفراد المجتمع من الأفكار المغلوطة والتطرف والتعصب الفكري بأن تجعل منه منفتحًا ومتقبلًا للآخرين والمختلفين في مذهبه أو فكره. ورأى قرعان (2016) أن الأهمية الحقيقية للتفكير الناقد في ميدان التربية هي في إتاحة الفرصة للفرد بأن يغوص في أعماق الموضوع من أجل الوصول إلى المعرفة مستخدمًا ما لديه من خبرات ومهارات بطريقة حيادية ومنطقية، فهي تنمي قدرات الفرد على كشف الحقائق وتمييز الجوانب المختلفة. وتشير هذه الأهمية إلى تمكين المتعلم من أن يكون باحثـًا معتمدًا على ذاته وداعمـًا لمجتمعه وموردًا يستثمر في رقي وتقدم مجتمعه المعرفي والاقتصادي (عمال المعرفة). مهارات التفكير الناقد ويتضمن التفكير الناقد الكثير من المهارات أشار إليها فاسيون (Facione,1998) وهي: التفسير: وهو الاستيعاب والتعبير عن دلالة واسعة من المواقف والمعطيات والمعايير وتشمل مهارات فرعية متعددة: كالتصنيف وفك الرموز وتوضيح المعاني والملاحظات والمصفوفات. التحليل: تشير إلى تحديد العلاقات الاستقرائية والاستنتاجية بين العبارات والأسئلة والمفاهيم وتشمل على مهارات متعددة مثل: فحص الآراء واكتشاف الحجج، وتحليلها. التقويم: تشير إلى مصداقية العبارات، أو إدراك الشخص وتشمل مهارات: تقويم الادعاءات، تقويم الحجج. الاستدلال: وتعني تحديد العناصر اللازمة لاستخلاص نتائج معقولة وتشمل المهارات الآتية: تفحص الدليل، تخمين البدائل، الوصول إلى استنتاجات. الشرح: وهو إعلان نتائج التفكير وتبريره في ضوء الأدلة والمفاهيم، والقياس، والسياق والحجج المقنعة، وتشمل المهارات الفرعية الآتية: تقديم النتائج، تبرير الإجراءات، عرض الحجج. الانضباط الذاتي: وهي قدرة الفرد على التساؤل، والتأكد من المصداقية، وتنظيم الأفكار والنتائج، ولها مهارتان هما: اختبار الذات وتنظيم الذات. معايير التفكير الناقد هنالك مجموعة من المعايير والمواصفات الواجب مراعاتها في التحقق من التفكير الناقد اتفق عليها الباحثون، والمقصود بها تلك المواصفات المتفق عليها من الباحثين والتي يمكن من خلالها الحكم على نوعية التفكير، وهي كما وردت عند كل من قرعان (2016) والعتوم والجراح وبشارة (2013) وElder& Paul,1996)): الوضوح: بمعنى أن تكون مهارات التفكير الناقد واضحة المعالم والصورة الدقيقة بلا غموض من قبل للآخرين، وأن تكون قابلة للفهم الدقيق من خلال التفصيل والتوضيح وذكر الأمثلة. ويعد الوضوح من أهم معايير التفكير الناقد باعتبارها المدخل الرئيس لباقي المعايير، فإذا لم تكن العبارة واضحة فلن تستطيع فهمها ومعرفة القصد والحكم يكون غير صحيح. الصحة: يجب أن تكون العبارات موثوق بصحتها وأن تكون مدعومة بالأدلة والبراهين والأرقام وغيرها. ويمكن أن تكون العبارة واضحة ولكنها ليست صحيحة. الدقة: يجب أن يعبرعن موضوع التفكير بدرجة عالية من الدقة والتفصيل ويكون ذلك بالجهد الكبير واستيفاء الموضوع حقه من المعالجة والتعبير بدون زيادة أو نقصان بعيداً عن حشو الكلام الزائد وغير المعبر عن الفكرة. الربط: للموقف أو المشكلة عناصر، ويجب أن يكون هنالك ترابط قوي وبدرجة عالية من الوضوح بين هذه العناصر والمعطيات. ونعني بها ربط مدى العلاقة بين العبارة أو السؤال بموضوع النقاش، ونستطيع التمييز بين العناصر المترابطة بالموضوع أو المشكلة، وغير المترابطة من خلال تحديد طبيعة المشكلة أو الموضوع بدقة و وضوح. العمق: ويقصد به عدم السطحية في معالجة المشكلة أو الظاهرة، بل يجب أن تعالج المشكلة بعمق كبير في التفكير والتفسير، من أجل أن يكون التفكير مناسباً للتعقيد والتشعب في المشكلة أو الموقف والخروج من مجرد السطحية في المعالجة. الاتساع: يعني تناول عناصر المشكلة بالشمولية ومن جميع الأطراف و الجوانب و كذلك الاطلاع على جميع وجهات النظر والآراء وكيفية حل المشكلة من جميع الأطراف. المنطق: التفكير الناقد مبني على المنطق والحيادية، ويكون التفكيرمنطقياً بتنظيم الأفكار وتسلسلها وترابطها بطريقة منطقية تؤدي إلى معانٍ واضحةٍ ومحددة أو نتيجة مترتبة على حجج معقولة. الدلالة والأهمية: ويكون من خلال التعرف على أهمية المشكلة أو الموقف مقارنةً بالمشكلات والمواقف الأخرى التي تعترض الفرد. متطلبات التفكير الناقد يمكن تعليم التفكير الناقد في المقررات الدراسية شريطة توافر بيئة داعمه له، وتتمثل في جانب المعلم والمنهاج والبنية التحتية، وباعتبار المعلم أهم ركيزة لتعليم التفكير الناقد في البيئة الداعمة لتنمية مهارات التفكير الناقد نسلط الضوء عليه بأن يكون: مؤهلا لتعليم التفكير (لديه القدرة والكفاءة). يقدِّر أهمية التفكير (لديه الرغبة). يخلق بيئة تعاونية يسودها التسامح والعمل بروح الفريق (لديه الإدارة). يوفر للطلب حرية التعبير في مأمن من التجريح أو الاحتقار (فن التعامل). يشجع طلبته على تنمية الثقة بالنفس (ثقة بالنفس). د. محمد عيد قرعان
Reactions

تعليقات