بيّنت منظمة الصحة العالمية أن تلوث الهواء الخارجي يتسبب في 4.2 ملايين حالة وفاة كل عام، وأوضحت أن ما يقرب من واحدة من كل خمس حالات وفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية ناتجة عن تلوث الهواء، الذي تم تصنيفه على أنه رابع عامل خطر رئيسي للوفاة بعد ارتفاع ضغط الدم والتدخين وسوء التغذية.
ويعتبر عدم انتظام ضربات القلب البطيني (دقات القلب البطيني والرجفان البطيني) من بين إصابات القلب والأوعية الدموية المرتبطة بتلوث الهواء. ويعد الرجفان البطيني أخطر أشكال عدم انتظام ضربات القلب، لأن بطينات القلب في النهاية تفقد قدرتها على الانقباض، مما يعيق تدفق الدم إلى الجسم والدماغ، وفق Pourquoi docteur.
وفي دراسة جديدة قدمت في Heart Failure، المؤتمر العلمي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC)، تم تسليط الضوء على الصلة بين تلوث الهواء وخطر الإصابة بهذا النوع من عدم انتظام ضربات القلب القاتل. وتم إجراء الدراسة على المرضى الذين لديهم جهاز مقوم نظم القلب ومزيل الرجفان القابل للزرع (ICD)، والذي سمح للخبراء بمتابعة ظهور عدم انتظام ضربات القلب وإدارة العلاج.
وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة أليسيا زاني، التي تعمل حالياً في مستشفى ماجوري في بولونيا: «تشير دراستنا إلى أنه يجب على الأشخاص المعرضين لخطر كبير من عدم انتظام ضربات القلب البطيني، مثل أولئك المزودين بجهاز مقوم نظم القلب ومزيل الرجفان القابل للزراعة، أن يفحصوا مستويات التلوث اليومية في محيطهم».
وقد بحثت هذه الدراسة في العلاقة بين تلوث الهواء وعدم انتظام ضربات القلب البطيني لدى 146 مريضاً حصلوا على مقوم نظم القلب ومزيل الرجفان القابل للزراعة بين يناير 2013 وديسمبر 2017، في مدينة Plaisance الواقعة في شمال إيطاليا، والتي جاءت في المرتبة 307 من أصل 323 في متوسط التركيزات السنوية للجسيمات الدقيقة، بحسب وكالة البيئة الأوروبية.
وتشير الدكتورة أليسيا: «لقد لاحظنا أن زيارات غرفة الطوارئ بسبب عدم انتظام ضربات القلب لدى المرضى الذين يرتدون أجهزة مقوم نظم القلب ومزيل الرجفان القابلة للزراعة ترتفع في الأيام التي يكون فيها تلوث الهواء مرتفعاً بشكل خاص، لذلك قررنا مقارنة تركيز ملوثات الهواء في الأيام التي يعاني فيها المرضى من عدم انتظام ضربات القلب مقابل مستويات التلوث في الأيام الخالية من اضطراب نظم القلب».
وقد تم تسجيل 440 حالة من عدم انتظام ضربات القلب البطيني خلال فترة الدراسة، منها 322 حالة عولجت عن طريق الانضباط البطيني، و118 حالة بالصدمة. وأظهرت النتائج التي تم الحصول عليها ارتباطاً بين ارتفاع مستويات الجسيمات الدقيقة PM2.5 وعدم انتظام ضربات القلب البطيني المعالج بالصدمة.
وتعتقد الدكتورة أليسيا أن «الجسيمات يمكن أن تسبب التهاباً حاداً في عضلة القلب، والذي يمكن أن يكون بمنزلة محفز لاضطراب ضربات القلب. ونظراً لأن هذه الجسيمات تنبعث من محطات الطاقة والصناعات والسيارات، فهي سامة، وهناك حاجة إلى مشاريع خضراء لحماية الصحة، بالإضافة إلى التدابير التي يمكن للأفراد اتخاذها لحماية أنفسهم».
وبحسب الطبيبة، فإن «هذه البيانات تؤكد أن تلوث البيئة ليس حالة طوارئ مناخية فحسب، بل مشكلة صحية عامة». وتختتم قائلة: «يمكن كسب هذه المعركة من خلال حماية البيئة وصحة السكان».
تعليقات
إرسال تعليق