بالرغم من أن وظيفة الألم هي التنبيه إلى وجود مرض أو خلل في الجسم، ولكن قد يكون الألم في حد ذاته مرضاً عندما يحدث من دون سبب معروف أو يستمر حتى بعد شفاء وعلاج المصدر.
وقدرت إحصائية أن حوالي 15 – 20 مليون أميركي تزيد أعمارهم على 60 عاماً يعانون من نوع من أنواع آلام الأعصاب غير المعروفة السبب.
وتتخذ هذه الآلام عدة أشكال مثل: الحرقان، الوخز، الكهرباء، الدبابيس ووخز الإبر.
لذا، فإن كنت تشعر بهذه الأعراض ولا تعرف لها سبباً، فأنت لست وحدك.
أسباب معروفة
غالباً ما يكون سبب الآلام العصبية حدوث انضغاط أو تلف في العصب، مما يؤدي إلى بدء تصرفه بشكل غير طبيعي. فقد لا يرسل أي معلومات ليسبب التنميل أو قد يلتهب فيرسل رسائل ألم مفرطة وغير مبررة. بحسب الدراسات، هناك أكثر من 50 حالة طبية وعقاقير يمكنها أن تسبب مشاكل الأعصاب، مثل:
مرض السكري، وعدوى فيروس نقص المناعة البشرية HIV، ومرض الاضطرابات الهضمية، والصدمة، والداء النشواني، ومرض فابري، وأمراض الديسك والعمود الفقري، والإصابة بأمراض اضطرابات المناعة الذاتية، مثل الذئبة والتصلب اللويحي المتعدد، ونقص فيتامين ب 12، وبعض أنواع السرطان، مثل سرطان الغدد الليمفاوية أو المايلوما، وبعض أنواع العقاقير: مثل ب 6 (بيريدوكسين) أو أيزونيازيد أو أدوية فيروس نقص المناعة البشرية، أو العلاج الكيميائي.
البحث عن الأسباب من الوارد ألا يتوصل المعالج إلى سبب محدد وثابت لآلام الأعصاب حتى بعد إجراء اختبارات وفحوصات مكثفة.
ولكن هناك دلائل عدة تشير إليها الدراسات، مثل:
وجدت دراسة أن حوالي نصف من يعانون من ألم أعصاب غير مبرر هم مصابون بمرض السكري أو المرحلة المبدئية لمرض السكري. ويقدر بأن ما يقرب من %20 من جميع المصابين بداء السكري يعانون من بعض الاعتلال العصبي عند وقت تشخيصهم. وذلك لأن استمرار الارتفاع في معدل سكر الدم هو عامل رئيسي لتلف الأعصاب.
وجدت دراسات شيوع إصابة الذين يعانون من آلام الأعصاب غير المبررة بمتلازمة اضطراب الأيض (هي مزيج من ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول والسكر والسمنة).
الأعراض
المصابون بآلام عصبية غير مبررة يصفون ما يشعرون بطرق مختلفة، مثل: حرقان، تنميل، دبابيس وإبر، زحف، الصدمات الكهربائية؛ وقد تحدث على شكل نوبات بعد اللمس (حتى لو كان لمساً خفيفاً) أو قد يستمر الألم حتى في حالة عدم وجود تحفيز. وفي كثير من الأحيان يصبح الألم أسوأ ليلاً، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة، فالمصاب بحاجة إلى نوم كافٍ للتغلب على الألم.
علاجات غير دوائية
• الحركة: التمرين والنشاط البدني يساهمان في توسعة وتنشيط الأوعية الدموية مما يؤدي إلى زيادة تروية كافة الأعصاب واستعادتها للصحة. لذا، ابدأ بالمشي يومياً وزد السرعة والمسافة تدريجياً.
• النوم: قد يكون الحصول على ليلة نوم جيدة أمرًا صعبًا إذا كنت تعاني من آلام الأعصاب. بيد أن النوم يعد عاملاً مهماً في ترميم الأعصاب وتخفيف الألم. لذا، قلل احتمال إصابتك بالأرق عبر تفادي تناول المنبهات (المشروبات الكافينية) من بعد الظهر، وتثبيت مواعيد النوم والحرص على هدوء وظلمة غرفة النوم.
• الاسترخاء: مثل الخضوع لجلسات المساج المريح، والجلوس في حمام بانيو دافئ، وممارسة هوايات تنسيك الألم، واستنشاق روائح الزيوت العطرية.
• لا تتوانى عن طلب المساعدة النفسية: بدلاً عن المعاناة من الألم وقلة النوم والأرق وتدهور الحالة النفسية، اقصد أخصائي نفسي وتعلم منه طرق الاسترخاء والتغلب على المشاكل النفسية والألم.
الرعاية الطبية
يجب على أي شخص يعاني من الألم الحاد أو ألم يستمر لعدة أيام أن يقصد الطبيب للخضوع للفحوصات اللازمة، مثل فحوصات لتشخيص الإصابة بمرض السكري وارتفاع الكوليسترول وضغط الدم، وتقييم الإصابة بالأمراض الفيروسية والتعرض لأي سموم.
تعليقات
إرسال تعليق