القائمة الرئيسية

الصفحات

البرود الجنسي عند النساء: الأسباب والعلاج



 أفادت دراسة أميركية بأن 4 من كل 10 نساء (تعدّين منتصف العمر) لديهن مشكلات ترتبط بالبرود، ما ينعكس على النشاط والرغبة في العلاقة. 

وعن أهم مسبّبات برود المرأة، ذكر د. ناهض حمادية، استشاري ورئيس قسم وحدة علاج العقم وأطفال الأنابيب في مستشفى المواساة، أن «الأمر يعود إلى نقص الهرمونات الأنثوية، الذي يمكن أن يحدث في سن مبكرة، خلال سنوات العشرينيات أو الثلاثينيات، إثر فشل أو ضعف في عمل المبيض»، مردفاً أن ذلك يؤدي إلى توقف إفراز المبيض للهرمون وغياب هرمون الأستروجين في جسم المرأة، ثم معاناتها من سن اليأس وانعدام الرغبة الجنسية والمشكلات الزوجية وعدم الإنجاب.


 العلاج الهرموني 

أوضح حمادية أن حالات الفشل أو الضعف المبكر للمبيض تُعالج بالعلاجات الهرمونية البديلة، التي تحتوي على هرمونَي الأستروجين والبروجيسترون، مبيناً أن من المهم وصف عقار يضم هذين الهرمونَين، لأن لكل منهما تأثيراً مكملاً ومضاداً للآخر، ما سيخفّض خطر إصابة الرحم بالأورام الخبيثة. 

وتابع: «تتوافر هذه العقاقير على هيئة حبوب أو لاصقات. 

بالنسبة إلى الحبوب، فهي متوافرة محلياً، لكن البعض يخشى تناولها لاقترانها بمشكلات وآثار جانبية، مثل احتمال زيادة تخثر الدم والإصابة بالجلطات. يجدر التنويه بأن نسبة حدوث التجلط عند متناولي هذه الحبوب الهرمونية قليلة جداً ولا تتجاوز 60 حالة في كل مئة ألف حالة. 

ولكن الحل الأفضل هو استعمال اللاصقات الهرمونية. التي تُلصق على الجلد، حتى يتم امتصاص الهرمونات الأنثوية بصورة تدريجية. ويُنصح بوضعها في منطقة الخصر أو أسفل منه، حتى تكون بعيدة عن الثدي، وذلك لتفادي أي تأثير عليه أو أي تأثير مسبب للسرطان، وللأسف، فاللاصقات غير متوافرة محلياً، لذا على مستعملاتها شراؤها من الخارج». 

أحادية الهرمون أم ثنائية؟ 

وأضاف د. حمادية: «توجد لاصقات هرمونية أحادية الهرمون، تحتوي على الأستروجين فقط. وتُنصح من خضعت لعملية استئصال الرحم باستخدامها فقط. بينما تُنصح كل من لديها رحم باستخدام لاصقات ثنائية الهرمون (تحتوي على البروجيسترون والأستروجين) لتقليل خطر إصابتها بسرطان الرحم. 

وبينت الدراسات والخبرة الإكلينيكية أن استمرار استخدام السيدة لهذه اللاصقات لمدة طويلة (5 إلى 10 سنوات) لا يقترن بمشكلات، لكن شرط ألا تكون ضمن فئة الخطر المرتفعة للإصابة بسرطان الثدي. 

لذا، من المهم أن تستشير السيدة المعالج قبل استخدام أي عقار هرموني، حتى يقيّم تاريخها المرضي والعائلي ويخضعها لفحوصات الثدي التصويرية بشكل دوري». 


عند سن اليأس 

وأكمل الدكتور: «بالنسبة إلى من وصلن إلى سن انقطاع الطمث (سن اليأس/ الأمان)، فالبرود سببه توقف المبيض عن العمل وغياب الهرمونات الأنثوية في الجسم، وبالإضافة إلى البرود، تلاحظ السيدة جفافاً يؤثر سلباً على الأداء خلال العلاقة ويسبب لها آلاماً. 

لذا، ننصح النساء باستخدام كريمات طبية وعقاقير هرمونية (سواء الحبوب أو اللاصقات). وبينت دراسات أمان العلاج الهرموني البديل للسيدات خلال سن اليأس وحتى سن السبعين، شرط أن يكون تحت إشراف طبي، فالطبيب الخبير هو الذي يقدّر أمان هذا العلاج ويستبعد الحالات التي لديها عوامل مخاطرة مرتفعة للإصابة بسرطان الثدي». 


كبسولة تحت الجلد

 أشار د. ناهض إلى علاج رائد جديد للبرود في سن اليأس، قائلاً: «كثير ممن يعانين البرود يستفدن كثيراً من علاج حديث منتشر في أوروبا، هو كبسولة التستوستيرون، التي تزرع تحت الجلد. 

وأُعتبر من أوائل الأطباء في استخدامها محلياً، فقد بدأت منذ فترة طويلة في علاج ومتابعة الحالات التي تستعمل هذه الكبسولات.

 والسيدات يحضرنها من أوروبا، حيث تتوافر حالياً كبسولة تستبدل كل 3 أشهر، وكبسولة ذات تركيز عال، لذا، تستبدل كل 6 أشهر.

 وتعتبر من أفضل العلاجات لهذه المشكلة، لعدم اقترانها بمشكلات أو آثار صحية خطرة، لكنها قد تزيد معدل الكوليسترول وتحفّز زيادة الوزن وغزارة شعر الجسم». 


عوامل حياتية تسبب البرود 

هناك عوامل حياتية قد تسبب البرود لدى النساء، مثل:

 - التوتر والضغط النفسي الذي تمر به السيدة أثناء اليوم. 

- الحمل والمرض وبلوغ سن اليأس. 

- عدم القدرة على بلوغ مرحلة متقدمة في العلاقة مع الشريك. 

- ضعف التواصل العاطفي وقوة العلاقة وتأرجح مشاعرها للزوج. 

- أي مشكلة نفسية تعاني منها المرأة قد تظهر كمشكلة فسيولوجية والعكس صحيح. 


علاجات هارفرد 

نشر موقع جامعة هارفرد تقريراً عن بعض العلاجات التي يمكن استخدامها لعلاج برود المرأة، فقد سمحت الوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير (إف دي إيه) باستخدام العلاجات التالية: 

- بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل فليبانسرين (يسمى تجارياً أدايل)، بيد أن تناوله يقترن بآثار جانبية أهمها انخفاض ضغط الدم، الدوخة، والإغماء، وينصح بالتوقف عن تناوله في حالة عدم حدوث أي تحسن خلال 8 أسابيع. 

- حقن عقاقيرية تسمى برملانوتيد (تسمى تجارياً فيليسي) في منطقة البطن أو الفخذ، ولا ينصح باستخدامه أكثر من مرة في اليوم ولا أكثر من 8 مرات في الشهر، لأن استخدامه يسبب الغثيان، الصداع، القيء. 


جدير بالذكر أن شركات تصنيع مثل «فياغرا» و«سيالس» سعت إلى تصنيع عقاقير مشابهة للنساء، بيد أن «إف دي إيه» لم توافق على استخدامها لهذا الغرض، لأن التجارب على النساء خلصت إلى قلة فائدتها.


Reactions

تعليقات