أطلقت الأمم المتحدة في عام 1995 مصطلح الفقر المطلق، أو الفقر المدقع "Extreme poverty" لوصف حالة الحرمان الشديد من الحاجيات الإنسانية الأساسية، بما في ذلك المواد الغذائية ومياه الشرب ومرافق الصحة والإيواء والتعليم والمعلومات.
ويقصد بالفقر المدقع من يعيشون دون عتبة الفقر، أي بأقل من 1.25 دولار في اليوم وفق أسعار عام 2005، وهو معيار وضعه البنك الدولي، ويوجد 96% ممن يعيشون في هذه الحالة في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء وشرق آسيا والمحيط الهادي.
وقد كان تقليص الفقر المدقع والجوع أول الأهداف التي وضعتها خطة الأمم المتحدة المسماة أهداف الألفية للتنمية، وقد اتفق عليها 189 دولة عام 2000، واستهدفت النسخة الأولى من برنامج أهداف الألفية خفض نسبة الفقر المدقع بالنصف بحلول عام 2015، وهو الهدف الذي تحقق قبل الآجل المحدد بخمس سنوات.
ولم يكن مقياس الفقر المدقع هو 1.25 دولار في اليوم منذ بداية الأمر، بل كان دولارا واحدا لليوم عند إطلاق خطة أهداف الألفية عام 2008، غير أن البنك الدولي رفع السقف إلى 1.25 دولار بالنظر إلى ارتفاع الأسعار في العديد من الدول النامية.
ومع قرب انقضاء برنامج أهداف الألفية، اتفق المجتمع الدولي -ممثلا في الأمم المتحدة والبنك الدولي وغيرهما- على القضاء نهائيا على الفقر المدقع بحلول عام 2030.
وبحلول سبتمبر/أيلول 2010 بلغ عدد سكان المعمورة الذين يرزحون في فقر مدقع 1.2 مليار نسمة، 85% منهم يوجدون في المناطق القروية، و29% منهم يعيشون في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
وقد تناقص معدل الفقر المدقع في العالم بشكل كبير في العقدين الماضيين من 43% من مجموع سكان الأرض عام 1981 إلى 36% في 1990، ثم إلى 29% في 1999، ثم إلى 15% في 2011.
وقد خرج من الفقر المدقع منذ عام 1990 أكثر من مليار شخص في مختلف أرجاء العالم، وانتقل عدد الذين يعيشون فقرا مدقعا من 1.926 مليارا في 1990 إلى 1.751 مليار نسمة في 1999، ثم إلى 836 مليون نسمة في 2015، بحسب التقرير الأممي لأهداف الألفية.
وانخفضت نسبة الفقر المدقع في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء من 57% في 1990 إلى 41% في 2015، وانخفضت النسبة في جنوبي آسيا من 53% إلى 14% بين عامي 1990 و2015، وفي منطقة أميركا الجنوبية والكاريبي من 13% إلى 4%، وفي غربي آسيا من 5% إلى 3%، وفي شمال أفريقيا من 5% إلى 1%.
غير أن هناك انتقادات لاعتماد الدخل اليومي معيارا وحيدا لقياس الفقر المدقع، إذ هناك عناصر أخرى ترتبط بالوضع المعيشي للفقراء، منها القدرة الشرائية ومعدلات التضخم وغيرهما.
وفي مسعى لتجاوز القصور الذي ينطوي عليه اعتماد الدخل فقط في احتساب الفقر المدقع، ظهرت مؤشرات تأخذ بعين الاعتبار موضوع النقص الغذائي والحصول على التعليم الأساسي، ومن أبرز هذه المؤشرات تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية، الذي اعتمد ما يسمى بمؤشر الفقر المتعدد الأبعاد.
تعليقات
إرسال تعليق